بَريقٌ لاحَ من ديمٍ قَتامى |
لِبُوسنةً فيهِ يُسرٌ بعد عُسْرِ |
جهودُكَ خادمَ الحرمينِ كانتْ |
وما زالتْ تُضيىء بكلّ خيرِ |
لعمري كنتَ أوَّل من تصدَّى |
لترفعَ عنهمو ويلاتِ ضُرِّ |
دعوتَ المسلمينَ إلى التَّنادي |
أمامَ تجمُّعٍ من أهلِ كفْرِ |
محافِلُ للسيّاسةٍ في أوروبا |
وفي الأمريكتينِ وكلّ مِصرِ |
لَتَشْهَدُ ما بذلتمْ من جهودٍ |
تردِدهُ صحافةُ كل قُطرِ |
* * * |
دعاةُ الكفرِ والألحادِ صارتْ |
جُموعهمو بلا عدٍ وحَصرِ |
على الإسلام صمَّم
((حرب يوغو))
|
بألاَّ يبقى من أثرٍ وذكْرِ |
جَحافلهمْ إلى
((سراييغو)) سارتْ |
تهدّمُ مسجداً من بعدِ قصرِ |
فمن قتلٍ إلى هتكٍ وقصْفٍ |
إلى جوعٍ إلى مرضٍ وفقرِ |
تكدَّستِ الشوارع بالضَّحايا |
وآثار الدماء بكلّ شبرِ |
كوارث من هنا وهناك حلَّتْ |
وزَلزلتِ المصائبُ كلَّ صبرِ |
* * * |
وَكانوا وَحدهم إلاَّ بعزمٍ |
وإيمانٍ يُضيىء بكلّ صدْرِ |
وكادَ اليأسَ يُفني ما تبقَّى |
لديهم إثر تنكيلٍ وغدْرِ |
وإذْ بكَ خادم الحرمين تَبدو |
كشمس بعدَ غيمٍ مُكْفَهَرِ |
فقمتَ تذودَ عنهم هولَ كيدٍ |
وتوقفْ بَطْشَ تقتيلٍ وأسْرِ |
تَهِبُّ بوازعٍ من دين حقٍ |
تُزيلُ عني أهْلٍ
((بوسنة)) مُرَّ قَهْرِ |
بوافرِ برّكَ الموصولِ تَتْرى |
فمن جوٍّ إلى برٍ وبحْرِ |
لِترفعَ عنهمُو ظلْمَ الأعادي |
فكنت البارّ يسبقُ كلّ بَرِّ |
وأَنَّك ما تزالُ حماكَ ربيّ |
تناضل في جهادِ مُسْتمرِّ |
* * * |
ورُحنا نحنُ شعبكَ يا مليكي |
نُشيدُ بما فعلتَ بكلِّ فخرِ |
فلا عزَّ لنا إلاَّ بفهدٍ |
أمدَّ الله فيهِ طول عمرِ |
وقاهُ الله ربيّ كلَّ شرِّ |
وأيَّده بنصرِ تِلْوَ نَصْرِ |
* * * |