شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى ((ماربيَّا)) (1)
وأيَّام بها لا تنسى
هوايَ بأَهل ((آيبريا)) قديم
فهم حُبّي وإنْ طال المطالُ
لنَا فتَحوا صدورهمُو مقاما
نعمّا منهمو تلك الخصالُ
وقد وقفُوا وما زَالُوا بصدقٍ
تجاهَ الحقِّ رغمَ مِنْ اسْتَمَالُوا
هتَفْنَا شاكرينَ لهم وقلنا
إليك تشدُّ ((آيبريا)) الرّحالُ
وسرنا مسرعينَ ونحن شوقٌ
وشوقُ العاشقينَ له انفعالُ
وقالوا إنّ في ((ماربيَّا بحراً
وجواً لا يضارعه جمال
شَددْنَا صَوْبَها جوًّا وبراً
فكانتْ مثلما وصفُوا وقالوا
في: ((ماربيَّا))
أ ((ماربيَّا)) أقولُ ولستُ أدري
أجناتٍ أرى أم ذا خيالُ
ففيك المسجد العالي بناه
أميرٌ للتُّقَى دوماً مثالٌ
هو المقدامُ ((سلمان)) (2) لعمري
به كرمت به عزّت فِعالُ
يُسبّح في مصلاه (3) أناسٌ
بحمد اللَّه جلَّ هو الجلالُ
وآياتٌ من القرآن تُتْلى
وعفوَ اللَّه كانَ هو السؤالُ
وصوتٌ للآذانِ بهِ تعالى
تردّدُ رجعهُ تلكَ التلالُ
* * *
حباكِ الله ((ماربيَّا)) جمالاً
تتيهُ به الرَّوابي والجبالُ
مفاتنٌ أَينما يممتُ وَجهي
وسحرٌ إنَّه السحرُ الحلالُ
ضَمَمْتْ الدّين والدُّنيا فّطوبى
فَفيكِ تجمَّعتْ أسرٌ وآلُ
وصحبٌ كاد يطويهمْ بُعادٌ
فلا خِلُّ يُرى منهمْ وخالُ
* * *
أ ((ماربيَّا)) لقد سمَّاكِ صبُّ
بهِ مَرَّ الأحبةُ حين مالُوا
مشى خلفَ الرّكابِ إلى ((استبونا)) (4)
إلى حيثُ اسْتبوهُ ثمَّ زالوا
تَذكَّر حين عاد فراح يبكي
زماناً فيه كانوا ثم دالُوا
* * *
شواطىء ((ماربيّا))
على شُطئانكِ انتثرَ الصَّبايا
جمالٌ زُلزلتُ منهُ الرّجالُ
وحوْر خلتُهنَّ خرجنَ تواً
وهذا البحرُ كانَ هو الظّلالُ
أَحوريات ((ماربيَّا)) فداءٌ
لكنَّ البحرُ طولاً والرّمالُ
لقد جئتُ الغداةَ وفيَّ صبرٌ
وإنّي عائدٌ صبري محالُ
أَرى هذا الجَمالَ ولا سبيلٌ
إليهِ.. لا الوصولُ ولا الوصالُ
* * *
ورحتُ أجوبَ شَطئاناً لعلّي
أرى فيها يُتاحْ لِيَ المَجالُ
فلا ((ليلى)) لقيتُ ولا ((سُليمى))
ولا ظعنٌ لحقتُ ولا رِحالُ
فَبتُّ أُسامرُ الأشجانَ وَحدي
ولا صبرٌ لديَّ ولا احْتمالُ
* * *
وكادَ اليأسُ يَغلِبُني وإِذْ بِي
أَراها قلْتُ منْ؟ قالتْ: ماريَّا
ماريَّا يا حبيبة ما دَهاكِ
إليَّ إليَّ يا روحي إليَّ
أَتسألُ يا تُرى عمَّا جرى لِي
وأنتَ بهِ العليم أجلْ وبيَّا
فديتُكِ لا تقلْ و‘ضْحَ الفِداءُ
لقد جرَّبتهُ زمناً مليَّا
ولكنْ لمْ أُطِقْ صبراً فحبّي
أُهَدْهَدُهُ وأبكيهِ العَشيَّا
فصرتُ أُسائِلُ الرُّكبانَ عَمَّنْ
بَلاني وابْتَلى قلباً فَتيَّا
فلا ((قيسٌ)) ولا ((ليلى)) و ((لُبنى))
بَلَغْنَ من الهَوى شيئاً وشَيَّا
وكيفَ عَرَفتِ أينَ أنا يَقِيني
تعيشُ هوىً رَضِعناهُ سَويَّا
بُرُغمٍِ أسَاكِ قولي يا ((ماريَّا))
لقدْ ذقت العذابَ بهِ صِليَّا
بُرْغمِ أَسايَ عُدَّتُ إليكَ علَي
أكَفّر هلْ ترى تَرضى عليَّا؟
أَأَرضى كيف لا أَرضَى وقَلْبي
لَعمرِي ماسلا أبداً ((ماريَّا))
* * *
أَ ((ماربيَّا)) أَعدتِ أليَّ قَلبي
فلا هَجرٌ يعودُ ولا ارتحالُ
* * *
((بشيرُ)) (5) فلا القَريضُ ولا يَراعي
بِكافٍ شُكُرَ ما تُسديهِ ليَّا
لقدْ أَكرمتنا كرماً سخيَّا
وكنتَ ابْناً بِنَا بَرَّا رَضيَّا
نَداكَ تحدَّثتْ ((ماربيَّا)) عنهُ
وأخلاقٌ سَمَتْ فوقَ الثُّريَّا
لَقِينا اليومَ في ((ماربيَّا)) صَحْباً
كِراماً جددُوا عهداً قِصيَّا
كأنَّ اليومَ يا ((ماربيَّا)) أَمسْ
((بشيرٌ)) فيهِ كانَ بنا حَفيَّا
* * *
أ ((ماربيَّا)) تُرى أَأَعودُ يوما
مَعي أهلِي ويهدأ فيكِ بالُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :573  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 119 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.