هوايَ بأَهل ((آيبريا)) قديم |
فهم حُبّي وإنْ طال المطالُ |
لنَا فتَحوا صدورهمُو مقاما |
نعمّا منهمو تلك الخصالُ |
وقد وقفُوا وما زَالُوا بصدقٍ |
تجاهَ الحقِّ رغمَ مِنْ اسْتَمَالُوا |
هتَفْنَا شاكرينَ لهم وقلنا |
إليك تشدُّ ((آيبريا)) الرّحالُ |
وسرنا مسرعينَ ونحن شوقٌ |
وشوقُ العاشقينَ له انفعالُ |
وقالوا إنّ في ((ماربيَّا بحراً |
وجواً لا يضارعه جمال |
شَددْنَا صَوْبَها جوًّا وبراً |
فكانتْ مثلما وصفُوا وقالوا |
في: ((ماربيَّا))
|
أ ((ماربيَّا)) أقولُ ولستُ أدري |
أجناتٍ أرى أم ذا خيالُ |
ففيك المسجد العالي بناه |
أميرٌ للتُّقَى دوماً مثالٌ |
هو المقدامُ ((سلمان))
(2)
لعمري |
به كرمت به عزّت فِعالُ |
يُسبّح في مصلاه
(3)
أناسٌ |
بحمد اللَّه جلَّ هو الجلالُ |
وآياتٌ من القرآن تُتْلى |
وعفوَ اللَّه كانَ هو السؤالُ |
وصوتٌ للآذانِ بهِ تعالى |
تردّدُ رجعهُ تلكَ التلالُ |
* * * |
حباكِ الله ((ماربيَّا)) جمالاً |
تتيهُ به الرَّوابي والجبالُ |
مفاتنٌ أَينما يممتُ وَجهي |
وسحرٌ إنَّه السحرُ الحلالُ |
ضَمَمْتْ الدّين والدُّنيا فّطوبى |
فَفيكِ تجمَّعتْ أسرٌ وآلُ |
وصحبٌ كاد يطويهمْ بُعادٌ |
فلا خِلُّ يُرى منهمْ وخالُ |
* * * |
أ ((ماربيَّا)) لقد سمَّاكِ صبُّ |
بهِ مَرَّ الأحبةُ حين مالُوا |
مشى خلفَ الرّكابِ إلى ((استبونا))
(4)
|
إلى حيثُ اسْتبوهُ ثمَّ زالوا |
تَذكَّر حين عاد فراح يبكي |
زماناً فيه كانوا ثم دالُوا |
* * * |
شواطىء ((ماربيّا))
|
على شُطئانكِ انتثرَ الصَّبايا |
جمالٌ زُلزلتُ منهُ الرّجالُ |
وحوْر خلتُهنَّ خرجنَ تواً |
وهذا البحرُ كانَ هو الظّلالُ |
أَحوريات ((ماربيَّا)) فداءٌ |
لكنَّ البحرُ طولاً والرّمالُ |
لقد جئتُ الغداةَ وفيَّ صبرٌ |
وإنّي عائدٌ صبري محالُ |
أَرى هذا الجَمالَ ولا سبيلٌ |
إليهِ.. لا الوصولُ ولا الوصالُ |
* * * |
ورحتُ أجوبَ شَطئاناً لعلّي |
أرى فيها يُتاحْ لِيَ المَجالُ |
فلا ((ليلى)) لقيتُ ولا ((سُليمى))
|
ولا ظعنٌ لحقتُ ولا رِحالُ |
فَبتُّ أُسامرُ الأشجانَ وَحدي |
ولا صبرٌ لديَّ ولا احْتمالُ |
* * * |
وكادَ اليأسُ يَغلِبُني وإِذْ بِي |
أَراها قلْتُ منْ؟ قالتْ: ماريَّا |
ماريَّا يا حبيبة ما دَهاكِ |
إليَّ إليَّ يا روحي إليَّ |
أَتسألُ يا تُرى عمَّا جرى لِي |
وأنتَ بهِ العليم أجلْ وبيَّا |
فديتُكِ لا تقلْ و‘ضْحَ الفِداءُ |
لقد جرَّبتهُ زمناً مليَّا |
ولكنْ لمْ أُطِقْ صبراً فحبّي |
أُهَدْهَدُهُ وأبكيهِ العَشيَّا |
فصرتُ أُسائِلُ الرُّكبانَ عَمَّنْ |
بَلاني وابْتَلى قلباً فَتيَّا |
فلا ((قيسٌ)) ولا ((ليلى)) و ((لُبنى))
|
بَلَغْنَ من الهَوى شيئاً وشَيَّا |
وكيفَ عَرَفتِ أينَ أنا يَقِيني |
تعيشُ هوىً رَضِعناهُ سَويَّا |
بُرُغمٍِ أسَاكِ قولي يا ((ماريَّا))
|
لقدْ ذقت العذابَ بهِ صِليَّا |
بُرْغمِ أَسايَ عُدَّتُ إليكَ علَي |
أكَفّر هلْ ترى تَرضى عليَّا؟ |
أَأَرضى كيف لا أَرضَى وقَلْبي |
لَعمرِي ماسلا أبداً ((ماريَّا))
|
* * * |
أَ ((ماربيَّا)) أَعدتِ أليَّ قَلبي |
فلا هَجرٌ يعودُ ولا ارتحالُ |
* * * |
((بشيرُ))
(5)
فلا القَريضُ ولا يَراعي |
بِكافٍ شُكُرَ ما تُسديهِ ليَّا |
لقدْ أَكرمتنا كرماً سخيَّا |
وكنتَ ابْناً بِنَا بَرَّا رَضيَّا |
نَداكَ تحدَّثتْ ((ماربيَّا)) عنهُ |
وأخلاقٌ سَمَتْ فوقَ الثُّريَّا |
لَقِينا اليومَ في ((ماربيَّا)) صَحْباً |
كِراماً جددُوا عهداً قِصيَّا |
كأنَّ اليومَ يا ((ماربيَّا)) أَمسْ |
((بشيرٌ)) فيهِ كانَ بنا حَفيَّا |
* * * |
أ ((ماربيَّا)) تُرى أَأَعودُ يوما |
مَعي أهلِي ويهدأ فيكِ بالُ |