أيها الساكنونَ سفحَ ((سهيل))
|
باكر الغيث ربعكم وأهلاَّ |
شفَّني الشوق والحنين إليكم |
وسقاني جواه علا ونهلا |
فركبتُ الصعابَ جواً وبراً |
وقطعتُ الطريقَ حَزْناً وسهلا |
لأرى عندكم مراح ((ماريَّا))
|
قيل سارت إلى حمى فِنْخوربلا |
ما سمعتم بها؟! يا إلهي |
أين أزمعت يا ((ماريا)) الرحيلا |
أين يا قلب أي أرض حوتها |
أي صقع تود فيه النزولا |
((أبميحاس)) والهواء عليل |
أم ترى قررت مقاماً ((سهيلا))
|
ولعلي نسيتُ بينَ المدينا |
ومكاناً تبلُّ فيه الغليلا |
لست أدري! بلى، ولكن سأدري |
وأرى قلبيَ المعنَّى الرسولا |
واعترتني الظنون من كل صوب |
فظنون المحب تعمي السبيلا |
غير أني تعوذت يا رب منها |
وتدرَّعت باليقين وكيلا |
* * * |
وطويت البلاد طياً ونشرا |
وإذا الصبر من مسيري عيلا |
((لأبميحْاس)) أو ((بيين المدينا))
|
أثر أقتفيه يعطي الدليلا |
وإذا اليأس يتشفي |
كاد واللَّه أن يكون عذولا |
* * * |
عدت أرجو ((بفنخوربلا)) معينا |
دون ما أبتغي عدمت المعيلا |
وإذا بالجموع من كل فج |
فتيات وفتية من مانيلا |
والرعابيب من بنات بلادي |
وظبا حمير وريم المكلاَّ |
ولفيف من القيان وعينٌ |
من بني القوط من غراس ((أتلا))
|
والصبايا وقد خرجن عرايا |
يتهادين بكرة وأصيلا |
قرب ((لندا)) رأيت ((هنداً)) و ((دعدا))
|
كنت أرجو بأن أرى سندريلا |
يتمايلن في الطريق بغنج |
وعناق يدوم وقتاً طويلا |
يتساقين أكؤس الراح صرفا |
قد خلعن العذار إلا قليلا |
وسحاب من العطور يغطي |
أينما سرن كان ظلاً ظليلا |
وبنات الخليج دعج عيون |
كدت من سحرهن أغدو فتيلا |
قلت يا ليت من شفاف فؤادي |
فشبابي انطوى وما أثار فتيلا |
وكأني نسيت كلا وربي |
لا أرى عنك يا ((ماريا)) بديلا |
مهرجان من الشباب وغيد |
وهيامي تبتلوا تبتيلا |
* * * |
سرت في زحمة الغواني ومرد |
في امتداد يرد طرفي كليلا |
وتساءلت والطريق طويل |
أين نمضي؟ فقلن نبغي ((سهيلا))
|
أترى أنت؟ قلت إيه وربي |
إنني أرتجي إليه الوصولا |
نحن جئنا هنا نحي رجالا |
عقدوا العزم أن يعيدوا ((سهيلا))
|
فبنوا مركزاً يجدد عهداً |
لسهيل يضيء جيلاً فجيلا |
* * * |
وتلاقت جموعنا بجموع |
وفدت تشكر الصنيع الجميلا |
وعلى رأسهن كانت ((ماريا))
|
قلت أنت التي تقود الفصيلا |
أنا من نسل من أتيتم طواعا |
وأشدَّتم له المقام الجليلا |
حيِّ يا شعر عنِّي رجالا |
صنعوا ما بدا لنا مستحيلا |
تذروا العمر للإله ودين |
فجزاهم عليه خيراً جزيلا |