((أَلُوهَاْ))! |
قُلْتُ: يَا رُوحِي ((أَلُوهَا))
|
((هَلُو))! مَنْ أَنْتِ؟ |
قَالَتْ: مِنْ هَوَائِي
(2)
|
بِلاَدُكِ جَنَّةُ الدُّنْيَاْ.. |
أَجَاْبَتْ: وَأَجْمَلُ جَنَّةٍ فِيْهَا ((كَوَائِي))
(3)
|
أَحَقْاً؟ لَسْتُ أَدْرِي؟ غَيَرَ أَنِّي |
أَرَاكِ هَبَطتِ مِنْ عَلْيَا الْسّمَاءِ |
تُشِيْعِينَ الْسَّعَادَةَ فِي حَيَاْتِي |
وَيَغْمُرُهَاْ وجُودُكِ بِالْضِّيَاءِ |
تُعِيْدِينَ الْسُّرُورَ إِلَى فُؤَادٍ |
بَرَاْهُ الْسُّهْدُ مِنْ طُولِ الْبُكَاءِ |
فَقَدْ عَصَفَتْ بِهِ سُودُ اللًّيَالِي |
وَطَالَ الْجُرْحُ.. هَلْ لِي مِنْ دَوَاْءِ؟ |
أَيَاْ عَسَلِيَّةَ الْعَيْنَيْنِ جُودِي |
فَوَصْلُكِ بَلْسَمٌ مِنْ كُلِّ دَاءِ |
جَمَالُكِ شَعْشَعَ الآفَاقَ نُوراً |
وَعَطَّرهَا بِأَنْدَاءِ الرَّجَاءِ |
فَلَيْلُكِ كُلُّهُ مَرَحُ وَلَهْوٌ |
وَيَوْمُكِ بِالْرُّؤَى حُلْوُ الْسَّنَاءِ |
تِلاَلُكِ سُنْدُسٌ خُضْرٌ وَزَهْرٌ |
وَبَحْرُكِ سَاكِنٌ عَذْبُ الْهَوَاْءِ |
((كَوَاْئِي)) مَا أُحَيْلاَكِ كَوَاْئِي |
لَقَدْ أَرْجَعْتِ عُمْرِي لِلْوَرَاءِ |
شَبَاْبِي عَاْدَ يَنْتَظِمُ اللَّيَالِي |
فَصُبْحِي قَدْ وَصَلْتُ مَعَ الْمسَاْءِ |
لَقَدْ أَنْسَيْتِنِي ((ليلى)) وَ ((سَلْمَى))
|
وَعَهْداً كَاْنَ شَفَّافَ الْرُّوَاْءِ |
وَفَجَّرْتِ الْقَرِيضَ سُيُولَ مَاْءٍ |
جَرَتْ حُبًّا عَمِيْقاً فِي دِمَاْئِي |
تَبَسَّمَتِ المَلِيْحَةُ عَنْ نَضِيْدٍ |
لآلِىءُ فِي الْصَّفَاءِ وَفِي الْنَّقَاْءِ |
وَشَعْرٍ أَيْنَ مِنْهُ الْتِّبرُ حُسْناً |
تَدَلَّى سَاْبِحاً فَوْقَ الْرِّدَاءِ |
وَعِقْدٍ فَوْقَ جِيْدٍ عَسْجَدِيٍٍّ |
كَمِصْبَاحٍ عَلَى عُنُقِِ الظِّبَاْءِ |
وَقَدٍّ إنْ تَثَنَّتْ سَيْفُ هِنْدٍ |
يَقُدُّ الْصَّخْرَ مِنْ عَزْمِ الْمضَاءِ |
كأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ مَثِيلاً |
لَهَاْ فِي الأَرْضِ حَتَّى وَالسَّمَاءِ |
كأَنَّ اللًهَ أَرْسَلَهَاْ مَلاَكاً |
لِتُسْعِدَ خَلْقَهُ بَعْدَ الْعَنَاءِ |
فَلَوْلاَهَا لَمَا كَانَتْ هَوَاْئِي |
وَلاَ كَانَتْ ((كَوَاْئِي)) مِنْ ((هَوَائِي))
|
وَلَوْلاَ دَفْقُ إِيمْانٍ بِقَلْبِي |
لَقُلْتُ الْخُلْدُ أَصْبَحَ فِي كَوَاْئِي |
((هَوَاْئِي)) لَيْتَ شِعْرِيَ يَاْ هَوَائِي |
عَرَفْتُكِ وَالْصِّبَاْ مَلْءُ الْرِّدَاءِ |
* * * |
تَلَفَّتَتِ المَلِيْحَةُ وَهِيَ تَزْهُو |
وَقَالَتْ: قَدْ أَطَلْتَ مِنَ الْثَّنَاءِ |
فَمَنْ أَنَا يَاْ تُرَى؟ بِاللَّهِ قُلْ لِي |
وَعَيْنَاْهَا تَشِعُّ مِنَ الْذَّكَاءِ |
((أَرَابِي))
(4)
أَنْتَ؟ قُلْتُ أَجَلْ أَرَابِي |
وَمِنْ بَلَدِ الْكَرَاْمَةِ وَالإِبَاءِ |
بِلاَدِي قِبْلَةُ الإِسْلاَمِ |
أَدْرِي: وَرَأسُ الْمَالِ أَيْضَاً وَالْعَطَاءِ |
بِهَذَاْ الْمَالِ تَفْعَلُ مَا تَشَاْءُ |
بِهَذَا الْمَالِ تَسْعَى لِلْبِنَاءِ |
تُشِيدُ مَصَاْنِعاً، وَتُشِيدُ دُوراً |
وَتَبْنِي لِلْهَوَى عُشَّ الْهَنَاءِ |
أَراكِ عَليمَةً بالمالِ مِنّي |
وَأَيْضاً بالفُنونِ مِنَ الغِناءِ |
أَرَاْكِ فَرِيدَةً فِي كُلِّ شَيءٍ |
أَرَاكِ مَلِيْكَةً بَيْنَ الْنِّسَاْءِ |
وَلَكِنْ؟.. مَا الَذِي تَعْنَي بِلاَكِنْ |
مَتَى تَبْنِينَ عُشَّكِ فِي كَوَائِي |
أَرَاكَ عَجِلْتَ فِي أَمْرِي قَلِيْلاً |
لَعَمْرِي مَنْ يُشَارِكُنِي بِنَائِي |
مَتَى أَجِدِ الْشَّرِيْكَ بَنَيْتُ عُشِّي |
عَلَى أُسُسِ المحَبَّةِ وَالْوَلاَءِ |
أَلَمْ تَجِدِيْهِ حَتَّى الآنَ |
قَالَتْ: أَرَاْنِي قَدْ قَرُبْتُ مِنَ اللِّقَاءِ |
لَقَدْ أَحْبَبْتُ حَقًّا غَيْرَ أَنّي |
أَرَانِي قَدْ هَوَيْتُ بَلاَ رَجَاْءِ |
فَمَنْ أَهْوَى قَرِيْبٌ مِنْ فُؤَاْدِي |
بَعِيْدٌ عَنْ بِلاَدِي يَا شَقَائِي |
صَبَرْتُ فَلَمْ يَعُدْ لِلْقَلْبِ صَبْرٌ |
وَأَسْبَلَتِ الْدُّمُوعَ سُيُولَ مَاْءِ |
إِلَهي: مَا الَّذِي يُبْكِيْكِ؟.. قَالَتْ: |
أَمَاْ تَدْرِي؟.. فَقُلْتُ أَيَاْ غَبَاْئِي |
أُحِبُّكِ لاَ ((الْمُحِيطُ))
(5)
وَمَاْ حَوَاهُ |
بِأَعْظَمَ مِنْ ((هَوَاْيَ)) وَلاَ ((هَوَاْئِي))
|
أُحِبُّكِ.. وَارْتَمَتْ جَذْلَى وَقَالَتْ: |
سَتَبْقَى؟؟.. قُلْتُ طُوبَى لِلْبَقَاْءِ |
تَعَاهَدْنَاْ وَأَشْهَدْنَاْ الْدَّرَاْرِي |
عَلَى حَبِّ تَرَعْرَعَ فِي ((كَوَاْئِي))
|