| غَمَرَتْ لَيْلِيَ الْجَمِيْلَ طيُوفٌ |
| مِنْ نَحِيْبٍ يَلُوْحُ إِثْرَ نَحِيْبِ |
| وَهُمُوْمٍ تَمُرُّ صَرْعَى هُمُومٍ |
| وَوَجِيْبٍ يجِيىءُ بَعْدَ وَجِيْبِ |
| أُتْرِعُ الْكأسَ مِنْ دنَانِ عَذَابِي |
| وَأُغَنِّي عَلَى أَنِيْنٍ رَتِيْبِ |
| أَمَلٌ ضَاْعَ فِي مَجَاْهِلِ أَمْسِي |
| وَهَوَىً شَاْبَ قَبْلَ يَوْمِ مَشِيبْيِ |
| شَيِّعِ اللَّيْلَ سَاهِداً يَاْ فُؤادِي |
| وَصِلِ الْصُّبْحَ بِالضُّحَى بِالْغُرُوْبِ |
| شَاكِياً بَاكِياً غَرَاْماً قَدِيْماً |
| وَالْتِيَاعاً يَجِدُّ فِي الْتًّعْذِيْبِ |
| طَوَّحَ الْيَأْسُ بِالأَمَاْنِي وَوَلَّتْ |
| أُمْسِيَاتُ الْهَنَا وَضَلَّتْ دُرُوبِي |
| وَاعْتَرتْنِي مِنَ الْبُعَادِ ظُنُوْنٌ |
| وَظُنُوْنُ الْمُحِبُّ سِرُّ الْشُّحُوْبِّ |
| * * * |
| هَجَعَ اللَّيْلُ فِي فِرَاشِ الْصَّبَاحِ |
| وَعَلَى لَحْنِ صَادِحَاْتٍ طَرُوْبِ |
| وَمَشَى الْفَجْرُ فِي مَطَارِفِ تِيْهٍ |
| وَوِشَاحٍ مِنَ الْزُّهُوْرِ قَشِيْبِ |
| يُوقِظُ الْفِتْنَةَ الْنَّؤومَ وَيُزْجِي |
| نَفَحَاْتٍ مِنَ الأَرِيْجِ الرَّطِيْبِ |
| فِيْهِ وَحْيُ الهَوَى وَحُلْمُ الْعَذَارَى |
| وَالْهَيَامَى وَتَمْتَمَاتُ الْحَبِيْبِ |
| أَيُّهَا الْبَدْرُ يَاْ نَجِيَّ الْهَيَامَى |
| ضَاقَ صَدْرِي مِنَ البُعَاْدِ المُرِيْبِ |
| يَزْحَمُ الْيَأسُ خَاْطِرِي وَجَنَانِي |
| فَأَنَاْ مِنْهُ فِي عَذَاْبٍ رَهِيْبِ |
| كُلَّمَاْ زَحْزَحَ اصْطِبَارِي هُمُوْماً |
| قَدْ أَنَاْخَتْ عَلَى فُؤَادِي الكَئيْبِ |
| دَاهَمَتْهُ أَشَدُّ مِنْهَاْ بَلاَءً |
| يَا لَقَلْبٍ مُعَذَّبٍ مَكْرُوبِ |
| * * * |
| صَفَّقَ الْقَلْبُ حِينَ آبَ حَبِيْبِي |
| بَعْدَ بَرْحِ الْنَّوَىَ وَطُولِ المَغِيْبِ |
| قُلْتُ مِنْ فَرْحَةٍ تَشِيْعُ بِنَفْسِي |
| لَيْتَ مَا كَاْنَ لَمْ يَكُنْ يَاْ حَبِيْبِي |