شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الخامس

ولاّدة:

(تخاطب المتآمرين وتلتفت إلى النظارة وقد أخذها الحماس).

 

بنتُ حَرْبٍ (1) أقْسَمَتْ ألاّ تَنامَا

 

عَنْ حقوقٍ تَصْرُخُ اليومَ أنْتِقاما

 

مِنْ عُدَاةِ حَطَّموا مُلكي ومَلكي

 

واستباحوا المالَ والبيتَ الحَرَاما

 

يا دمَ الأجْدَادِ حَيَّاكَ الحَيَا

 

وسَقَى الغيثُ رُفاتاً وعِظاما

 

نحنُ آلينا على أَنْفُسِنا

 

أن نغذِّي الطيرَ أَشْلاَءً وهَاما

 

صرخةُ الثَّأرِ تَعَالَى صَوْتُها

 

مِنْ قلوبٍ ثاكلاتٍ تَتَدَامَى

 

مِنْ رِجَالٍ قُتِلُوا أَوْ شُرِّدُوا

 

مِنْ عَذَارَى رُحْن سَبْياً وأيامى

 

يا دَمَ الأجْدادِ في دار البقا

 

طَيَّبَ اللَّه تُراباً ومُقَاما

ابن زيدون:

لبيكِ يا بنتَ الخلائفِ سا

 

دةِ الدُّنْيا أُمَيَّهْ

 

لبيكِ سيَّدةَ البلا

 

دِ وربَّة الوادي الأبيّهْ

 

سِيرِي بنا فنُفُوسُنا

 

وقلوبُنا استعرتْ حَمِيَّهْ

 

بالثأرِ يَصْرُخُ شِيُبنا

 

وشَبابُنا ارتخصَ المَنِيَّهْ

 

من كل أروَعَ في النِّضَا

 

لِ محنّكٍ يومَ الرَّزِيَّهْ

 

ثبْتِ الجَنانِ كأنَّه

 

قد قُدَّ من صَخْرِ البَلِيَّهْ

ولاَدة:

(تخاطب الحاضرين):

   
 

هيِّئوا أيها الرفاقُ ركابِي

 

آنَ وقتُ الرَّحيلِ يا أَصْحَابي

 

عَن بلادي مَقَرٍّ مُلْكي وأهلي

 

وابتسامِ الصِّبا وفجرِ شَبابي

 

(يذهبون للاستعداد ولا تبقى إلا ولاّدة وابن زيدون)

 

(ولاّدة إلى النظارة)

 

هكذا شاء يا فؤاديَ حُبي

 

ووفائي لمن أُحِبُّ طَغَى بي

 

أيُّها الموطِنُ العزيزُ وداعاً

 

أيُها الحبُّ قد شَدَدْتُ رِكابي

 

لا أُبالي وشاعرُ الكون قُرْبي

 

لا أُبالي أطالَ لَيْلُ اغْتِرَابي

 

أيها العاشقونَ هذا كتَابي

 

أيها المُخْلِصون هذا خِطابي

ابن زيدون:

أنتِ فرعاً ومَحْتِداً ومُقاماً

 

في ذُرى المجدِ في صَيَاصي القَبِيلَهْ

 

أنتِ في التَّاجِ كابرٌ بَعْدَ كابرٍ

 

أنتِ في الصِّيد من قريشٍ سَلِيلَهْ

 

أنتِ للنَّاسِكينَ هَدْيٌ ونورٌ

 

أنتِ للبائسينَ نُعْمَى جَزِيلَهْ

 

أنتِ للشاعرِ المُتَيَّمِ نَجْوَى

 

أنتِ أنتِ الَّتي تُنيرُ سَبِيلَهْ

 

وتُشيعينَ في مَجَالِيهِ أُنْسا

 

صاخباً راقصاً يُرَوِّي غَلَيلَهْ

 

والمُنى تَجْعلينَ طوعَ يديهِ

 

والليالي كألفِ لَيْل ولَيْلهْ

 

يا لَيَاليكِ ما أحيلاكِ فيها

 

واللَّيالي المِلاحُ جِدُّ قِليلَهْ

 

إِذْ تُديرينَ مِنْ حَديثِك راحاً

 

وتَجُودينَ بالمعَاني الجَلِيلَهْ

 

وتَقُولينَ والقَوافي طِواعٌ

 

وعُيونُ الكلاَمِ تَأتي ذَلِيلَهْ

 

أنا واللَّهِ للجَمَالِ مِثالٌ

 

أَنا ((واللَّهِ في المعالِي أَصيلهْ))

 

وَإذا الشاعرُونَ بالحبّ غَنَّوْا

 

وأجادُوا فَمَنْ سِوَايَ الوَسِيله

 

أنتِ ((ولاّدةُ ابن زيدون))،

   

ولاّدة (مقاطعة):

أَعْظِمْ

 

بالحبيبينِ في المغاني الأثيلَهْ

* * *
 

(يقترب منها ويضع يده على كتفيها ثم يأخذها إليه ويندفع في قوله).

ابن زيدون:

قَمَرَ ((الزَّهراء)) رَبِّي أطلَعَكْ

 

في سَمائي ما أُحيْلى مَطْلَعَكْ

 

أنتِ سرُّ الكونِ ما أعظَمَهُ

 

أيُّ سِحْرٍ بابِليٍّ أَوْدَعَكْ

 

كنتُ أخْشَى المَوْتَ في سجني أسًى

 

وَفُؤَادي قَبْلَهُ ما وَدَّعَكْ

 

فإِذا الجُدُّ يُوَاتيني مسا

 

وإذا الدُّنيا ونُعْماهَا مَعَكْ

 

هل بَياني مُسْعِفي يومَ اللِّقا

 

لَيت شِعْري مُنْجِدي كيْ أُسمِعَكْ

 

((يا أخا البدرِ سَنَاءً وسنًى

 

حفظَ اللَّهُ زماناً أَطْلَعَكْ))

ولاّدة:

جادَ بالوَصْلِ وقد ضَنَّتْ به

 

غِيَرُ الدَّهْرِ عَسى أَنْ تَخْدَعَكْ

ابن زيدون:

سَنَوَاتٌ خَمْسُ في السِّجْنِ وَمَا

 

نَسِي القلبُ الهوَى أَوْ ضَيَّعَكْ

ولاّدة:

يَا حَبِيبي ضُمَّنِي وَاهْتُفْ معي (يضمها)

 

((أَجْمَلُ الأَيَّام يَوْمٌ أَرْجَعَكْ))

ابن زيدون:

(وقد هتفا معاً ((أجمل الأيام يوم أرجعك)) يقول).

 

يا ظِلالِي المَرِحَاتِ ارتَقبي

 

ثورةً كُبْرى تَدْكُّ الظَالِمينْ

 

تاجُ آبائكِ مَنْ أَوْلَى به

 

أَهُمُ البَرْبَرُ أَم هذا الجبِينْ؟

 

أُقْسِمُ اليومَ بِحُبّي وَأَبي

 

وبآبائكِ والبيتِ الأَمِينْ

 

سوفَ أَسْعَى جَاهِداً حتّى أرى

 

تاجَ حَرْبٍ مَفْرَقاً مِنْكِ يَزِينْ

 

إنَّ للظُّلْمِ وإنْ طَالَ المَدَى

 

ساعةً والحقُّ يَعْلُو وَيَبِينْ

 

(يسمعان حركة فيبتعدان. تدخل سليمى وليلى وصبح ومسك).

سليمى:

إلى ابن عبَّادِ مولاتي،

   

ليلى:

إلَيْهِ فَقَدْ

   
 

آنَ السُّرى

   

ولاّدة:

   

فَلْنَسِرْ

 

(تلتفت إلى ابن زيدون)

 

واللَّهُ يَرْعَانَا

 

(تصدح موسيقى القافلة وتسير هذه الجماعة، ويسدل الستار تدريجاَ على الفصل الثالث والأخير).

 
طباعة

تعليق

 القراءات :691  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 84 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج