شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الرابع

الخطيب:

ابنَ ((زيدونٍ)) أجِبني

 

ما الذي يَشْغَلُ بالَكْ

 

ليتَ ((ولاّدة)) مَعْنَا

 

تَشهدُ اللَّيْلَةَ حَالَكْ

ابن زيدون:

(محتداً) لا تُدَنِّسْ أَيها الوغدُ اسمَها

 

ليتَنِي حرٌّ لَحَطَّمْتُ فَمَكْ

الخطيب:

(باستهجان) أَنتَ!!

   

ابن زيدون:

أِي واللَّهِ

   

الخطيب:

قُبِّحْتَ فَتًى

 

سوفَ أَسقي ذا الثرى اللَّيلَ دَمَكْ

ابن زيدون:

لستَ تَسْطيعُ اقتراباً

   

الخطيب:

سَنَرى

 

عِنْدمَا تَأْتِي ((سُليمى)) نَدَمَكَْ

ابن زيدون:

أَيُّنَا يَنْدَمُ يا غِرُّ!!

   

الخطيب:

أَنا؟

   

ابن زيدون:

إِي نعمْ،

   

الخطيب:

(منفعلاً)

 

وَيْلاَهُ يا ما أظْلَمَكْ

 

قَدْكَ واللَّهِ لَقَدْ أغْضَبْتَني

   
 

خاننِي الصَّبْرُ

   

ابن زيدون:

   

أَأَخشى قَسَمَكْ

 

(يقوم الخطيب من مقعده يريد الوقيعة بابن زيدون، ومن شدة سكره يقع على المقعد مراراً قبل أن يتمكن من الوقوف وأخيراً يقف مترنحاً ذات اليمين وذات الشمال وهو يقول).

الخطيب:

سَوْفَ تخْشى سوفَ تبكِي أسَفاً

   

ابن زيدون:

   

لستُ بالآسِفِ

     

فاسكُبْ تُهَمَكْ

 

(يذهب الخطيب إلى مكان ابن زيدون وهو يترنح من سكره ويقول):

الخطيب:

نِقْمَتِي حَلَّتْ،

   

ابن زيدون:

تَقَدَّمْ إِنَّنِي

 

جِدُّ مُشْتَاقٍ لأَِلْقى نِقَمَكْ

* * *
 

(يهم الخطيب بلطم ابن زيدون فينطحه هذا فيقع الخطيب أرضاً وهو يصرخ).

الخطيب:

أَتَنْطَحُني يا وغْدُ

   

ابن زيدون:

يا ليتَ أَنَّني

 

طليقٌ لكنتَ الليلَ في القَبْرِ ثاوِيا

 

لَعَلّي أُرِيحُ النَاسَ مِنْ ظُلْمِ بَرْبَرٍ

 

قُسَاةٍ غِلاَظٍ،

الخطيب:

(يحاول القيام وهو يقول):

 

كالجبالٍ رَوَاسِيا

 

سَتَلْقَى لَعَمْري مِنْ وَقَائعِ فَتْكِنَا

 

شَدَائِدَ ألواناً تَشِيب النَّواصِيَا

 

(يقف على قدميه ولا يزال يتمايل)

ابن زيدون:

أَتُوعدني تاللَّهِ ما خفتُ غَيْرَه

 

ولن أَشْتكي إلاّ إلى اللَّهِ حالِيا

 

وَكلتُ له نَفْسي مَصيري وقِسْمَتي

 

فلنْ أرتَضي إلاَّهُ مَوْلًى ووالِيا

الخطيب:

(وقد اهتاجه الكلام. يستل خنجره ويقترب من ابن زيدون):

 

لقد هِجتَني يا كلبُ والصبرُ خانَني

 

ولم تُبْقِ في قوس التحمُّلِ باقيَا

ابن زيدون:

أراك ترومُ الغَدْرَ والقَيْدُ مانِعي

 

بِرَازَكَ حُلَّ القيدَ إنْ كنتَ نَاوِيا

الخطيب:

سأَنتقمنَّ الآنَ مِنْكَ بِطَعْنَةٍ

 

تُريحُكَ مِنْ همّ الحَياةِ وَهَمِّيا

 

(يتقدم ليطعنه. تظهر سليمى وخلفها ولاّدة وليلى وصبح ومسك وآخرون يشرن إلى ابن زيدون بالسكوت. تمسك سليمى الخطيب من يده خلفاً فيصرخ):

 

((سُليمى)) دَعِيني أَقْتُلُ الوَغْدَ إنَّه

 

أهاج حِفاظي واستباحَ دِمائِيا

 

وَأَفْقَدَني رُشْدِي وَوَعْيي وَهَيْبَتي

   

سليمى:

وَتَقْتُلُه؟

   
 

(يهوى صبح بهراوة على رأسه ويتبعها مسك بأخرى فيسقط الخطيب فاقداً الرشد).

ولاّدة:

   

قُبِّحْتَ نَذْلاً وجَانِيا

 

(تذهب ولاّدة وليلى وسليمى لفك قيد ابن زيدون وتبدأ ولاّدة في فك إساره).

ابن زيدون:

(وقد راعه هذا الوفاء والإخلاص. يقول).

 

أَتَفُكِّينَ إساري

 

وتُقيلينَ عِثارِي

 

وعيونُ القَوْمِ يَقْظى

 

تَأخذينَ الليلَ ثَاري

ولاّدة:

(وقد فكت قيد ابن زيدون ترمي بالقيد إلى سليمى وليلى ليقيدا الخطيب وهي تقول).

 

قيّدُوه واجعلُوا منه عظاتٍ

 

تَرْدَعُ الظُّلاَّمَ والقَوْمَ اللِّئاما

(إلى ابن زيدون):

لا تَخَفْ إنَّا كفيناك الرَّزَايا

   
 

(تلتفت إلى سليمى)

 

أَدْخِلُوا الحُرَّاسِ

 

(يدخل صبح ومسك وآخرون يحملون الحارسين وهما مغلولان مكمّمان فيرمون بهما أرضاً. تلتفت ولاّدة إلى ابن زيدون مبتسمة فتقول).

     

قد نِلْنا المَرَاما

 

(يحملون الحارسين والخطيب ويخرجون بهم ثم يعودون إلى ولاّدة).

 
طباعة

تعليق

 القراءات :756  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 83 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج