|
(تضحك سليمى وتظهر على الخطيب أمارات السكر. يدخل مسك والعود في يده يسلمه إلى سليمى ويصب للخطيب كأساً خامساً. ويأخذه الخطيب ويهزه ويقول).
|
الخطيب:
|
غَنِّنا لحنَ هوانا
|
|
وانشدي عهدَ لِقانا
|
|
إنَّهُ الحبُّ دَعانا
|
|
نَحْتَسي منهُ مُنانا
|
|
يا ((سليمى)): يا ((سليمى))
|
|
(تضحك سليمى ثم تندفع مغنية تصاحبها الأوركسترا من وراء الستار)
|
الغناء:
|
سَقيتُ غرامي مِنْ دُموعي فما ارتَوى
|
|
وعنَّفْتُ قَلبيْ عن هواكَ فما ارْعَوَى
|
|
وما أنا مِمَّنْ يَدْمُل الهجرُ جُرْحَهُ
|
|
ويُطفىءُ نُورَ الحُبّ في نفسهِ النَّوَى
|
|
أُقِضّي اللَّيالي ساهراً داميَ الحشا
|
|
أقاسِي صُنوفَ البُؤْسِ والأينِ والجَوَى
|
الخطيب:
|
(وقد هاجه الطرب)
|
|
|
|
لِلَّهِ ما أعذبَ النَّغمْ
|
|
والشَّاديَ الحلوَ الأَغَنْ
|
|
(يجرع كأساً)
|
الغناء:
|
وحيداً طريداً لا سميرَ سوى الأسى
|
|
وقفرٍ من الآلامِ أطويهِ ما انْطَوَى
|
|
هو الحبُّ ما استَوْلى على قلبِ عاشقٍ
|
|
نَدِيِّ الهَوَى إلا بِهِ أوهَن القِوَى
|
|
(تنتهي من غنائها فيصفق الخطيب ويصرخ من شدة طربه وسكره).
|
الخطيب:
|
آه مِنْ حبِّي ومِنْ وَيْلاَتِهِ
|
|
قَدْ سَقَاني المرَّ مِنْ كاسَاتِهِ
|
|
(يجرع كأساً)
|
سليمى:
|
أَراكَ تَهْتِفُ جَذْلانَا
|
|
|
الخطيب:
|
(وقد أخذه السكر يتلوى في كلامه)
|
|
|
|
ونَشوانَا
|
|
وغارقاً في بحارٍ الحبِّ هَيْمانا
|
|
هَلاَّ مَنَنْتِ على الغَرْقان في لُجَجٍ
|
|
بِقُبْلَةٍ يَحْتَسيها منك إحْسَانا
|
سليمى:
|
(وقد واتتها الفرصة)
|
|
|
|
إذا وفيتَ بوعدٍ كنتُ أرْقُبُهُ
|
|
|
|
(بإغراء وفتون)
|
|
|
|
أعطيكَ ما تَشْتَهي من ثَغْرِيَ الآنا
|
|
وَإِنْ أَرَدْتَ
|
|
(تتمادى في الإغراء)
|
|
فَصَدْرِي
|
|
(تضرب عليه)
|
الخطيب:
|
(يجن شهوة) ليتَ قبريَ في
|
|
|
|
|
|
رُمَّانَتَيْه وليَتَ العُمْرَ مَا كانا
|
|
(يقترب منها في حالة هياج بهيمي والكأس في يده)
|
|
إن شئتِ أطلقتُ ما في السْجنِ من بَشَرٍ
|
|
أو رُمْتِ أَعْدَمْتُهُمْ جَمْعاً وَوِحْدَانا
|
سليمى:
|
أَنْتَ المُوَكَّلُ بالسُّجُونْ
|
|
والآمرُ النَّاهي المَصُونْ
|
|
وعداً قَطَعْتَ فهلْ تُرى
|
|
تُوفِيهِ أَمْ تَخْشَى العُيُونْ؟
|
الخطيب:
|
(وقد استفزه كلامها)
|
|
|
|
أَأَخْشَى وَمَنْ أَخْشَى وَحُبّكِ والذي
|
|
أَمَات وأَحْيَا لَسْتُ أَرْهَبُ مَاجِدا
|
|
سَيأتي ((ابنُ زَيْدُونٍ))، وللقيد رَنَّةٌ
|
|
إليكِ يَجُرُّ الذُلَّ ثوباً وشاهِداَ
|
سليمى:
|
(تربت على كتفه فيأخذ يدها ويقبلها فلا تمانع)
|
|
سَتَشْهَدُ يا حبيبي كيفَ أني
|
|
سَأَثأَرُ للكرامةِ مِنْ خؤونِ
|
|
سَيَشْهَدُ حُبَّنا لِيَمُوتَ غَيْظاً
|
|
وَيَصْعَقَ حَسْرَةً
|
الخطيب:
|
|
|
يا لَلَّعِين
|
|
إلى بِقِرْطَاسٍ أُسَطّرُ رُقْعَةً (تناوله طلبه)
|
|
إلى متولِّي السجنِ كَيْ يرسلَ الكلْبا
|
سليمى:
|
(بدلال مصطنع)
|
|
|
|
لِسانيَ يا روحي عنِ الشُّكْرِ عاجِزٌ
|
|
على أنَّ قلْبي يحفظُ الشُّكرَ والحبَّا
|
|
(وما إن فرغ من كتابة الرسالة حتى صفقت سليمى فدخل مسك وسلمه الخطيب الرسالة قائلاً).
|
الخطيب:
|
إلى متولّي السجنِ سَلَّمْ رسالتي
|
|
وأَسْرِعْ كَلَمْحِ الطَّرْفِ أوْ عَاصِفٍ هَبَّا
|
|
(يذهب وتعطيه سليمى إشارة لها معناها)
|
|
(يلتفت الخطيب إلى سليمى)
|
|
وفيتُ بِوَعْدي أَوْفِ بوعْدِكِ مُنْيَتي
|
|
(يجرع كأسه)
|
سليمى:
|
(متظاهرة بالعزم على الوفاء)
|
|
|
|
|
|
سَأُنْجِزُ وَعْدِى إنَّني أُشْهِدُ الرَّبَّا
|
الخطيب:
|
إذْن غَنِّني لَحْنَ الخُلُودِ مُجَنَّحاًِ
|
|
لأُورِدَ نَفْسِي مِنْهُ مَنْهلَهَا العَذْبا
|