شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الثاني
 

(يدخل الخطيب بن جهور وهو شاب قبيح الصورة خليع الشكل والهيئة يحيي سليمى تحية الولهان ومسك يهز رأسه المليء بالفتك والغدر).

الخطيب:

((سليمى)) (يذهب مسك لإحضار الشراب)

سليمى:

(متظاهرة بالحب) حبيبي:

   

الخطيب:

جئتُ والشوقُ رائدي

 

إليكِ وشوقُ العاشقين دليلُ

 

لقد خِفْتُ طولَ البُعد يُودي بمهجتي

   
     

فأَسرعْتُ

سليمى:

   

عِنْدي من هواكَ مَثيلُ

الخطيب:

إذا زالَ شَكِّي

   

سليمى:

(متظاهرة بالاهتمام):

   
 

أيُّ شكٍّ

   

الخطيب:

بحبِّنا

   
     

فما قلتِ مني الشكَّ سوف يُزيلُ

 

(يدخل مسك وبيده طبق عليه زجاجات الراح وتوابعه وعندما يرى الخطيب ذلك يسر ويقول مخاطباً سليمى):

 

أخمرٌ وساقٍ

 

(يرمقه مسك شزراَ)

     

أيا فَرْحتي،

     

وبدرٌ تأَلَّقَ في كُوِّتي

 

حديثٌ وراحٌ هما سَلْوتي

 

فَلِمْ كلُّ ذلك يا مُنْيتَي

 

(يذهب مسك)

سليمى:

هذهِ الرّاحُ يا حبيبي قُبَالَكْ

 

فاترعِ الكأسَ فهي شاءَتْ وِصَالَكْ

 

والملذّاتُ وقْتُها قد صفَا لكْ

 

(تصب الخمر في قدحه وتستعد لإسقائه)

الخطيب:

هاتِ دمعَ الفجرِ أنسامَ السَّحَرْ

   
 

(تعطيه الكأس فيفرغها في جوفه)

     

هاتِ نفحَ الطِّيب أنفاسَ الزَّهَرْ

 

(تعطيه كأساً ثانية فيفرغها أيضاً)

 

هاتِ كأسَ الحبّ للصّبّ المعنَّى

 

(تملأ قدحاً وتعطيه إياه ويشمه ثم يلتفت إلى سليمى)

     

هاتِ حُلوَ الصّوتِ من رقْصِ الوَتَرْ

سليمى:

(صارخة) هاتِ ((يا مسكُ))

 

(يدخل مسك)

الخطيب:

وهَذَا نَخْبُه

 

إيتِ بالعودِ فقد طابَ السَّمَرْ

 

(يذهب مسك لإحضار العود)

سليمى:

سَمِعْنا أَطَعْنا

   
 

(تصب له قدحاً رابعاً يفرغه في جوفه ويقول)

الخطيب:

شَرِبْنا سَكِرْنا

   
* * *
 

(تضحك سليمى وتظهر على الخطيب أمارات السكر. يدخل مسك والعود في يده يسلمه إلى سليمى ويصب للخطيب كأساً خامساً. ويأخذه الخطيب ويهزه ويقول).

الخطيب:

غَنِّنا لحنَ هوانا

 

وانشدي عهدَ لِقانا

 

إنَّهُ الحبُّ دَعانا

 

نَحْتَسي منهُ مُنانا

 

يا ((سليمى)): يا ((سليمى))

 

(تضحك سليمى ثم تندفع مغنية تصاحبها الأوركسترا من وراء الستار)

الغناء:

سَقيتُ غرامي مِنْ دُموعي فما ارتَوى

 

وعنَّفْتُ قَلبيْ عن هواكَ فما ارْعَوَى

 

وما أنا مِمَّنْ يَدْمُل الهجرُ جُرْحَهُ

 

ويُطفىءُ نُورَ الحُبّ في نفسهِ النَّوَى

 

أُقِضّي اللَّيالي ساهراً داميَ الحشا

 

أقاسِي صُنوفَ البُؤْسِ والأينِ والجَوَى

الخطيب:

(وقد هاجه الطرب)

   
 

لِلَّهِ ما أعذبَ النَّغمْ

 

والشَّاديَ الحلوَ الأَغَنْ

 

(يجرع كأساً)

الغناء:

وحيداً طريداً لا سميرَ سوى الأسى

 

وقفرٍ من الآلامِ أطويهِ ما انْطَوَى

 

هو الحبُّ ما استَوْلى على قلبِ عاشقٍ

 

نَدِيِّ الهَوَى إلا بِهِ أوهَن القِوَى

 

(تنتهي من غنائها فيصفق الخطيب ويصرخ من شدة طربه وسكره).

الخطيب:

آه مِنْ حبِّي ومِنْ وَيْلاَتِهِ

 

قَدْ سَقَاني المرَّ مِنْ كاسَاتِهِ

 

(يجرع كأساً)

سليمى:

أَراكَ تَهْتِفُ جَذْلانَا

   

الخطيب:

(وقد أخذه السكر يتلوى في كلامه)

   
 

ونَشوانَا

 

وغارقاً في بحارٍ الحبِّ هَيْمانا

 

هَلاَّ مَنَنْتِ على الغَرْقان في لُجَجٍ

 

بِقُبْلَةٍ يَحْتَسيها منك إحْسَانا

سليمى:

(وقد واتتها الفرصة)

   
 

إذا وفيتَ بوعدٍ كنتُ أرْقُبُهُ

   
 

(بإغراء وفتون)

     

أعطيكَ ما تَشْتَهي من ثَغْرِيَ الآنا

 

وَإِنْ أَرَدْتَ

 

(تتمادى في الإغراء)

 

فَصَدْرِي

 

(تضرب عليه)

الخطيب:

(يجن شهوة) ليتَ قبريَ في

   
     

رُمَّانَتَيْه وليَتَ العُمْرَ مَا كانا

 

(يقترب منها في حالة هياج بهيمي والكأس في يده)

 

إن شئتِ أطلقتُ ما في السْجنِ من بَشَرٍ

 

أو رُمْتِ أَعْدَمْتُهُمْ جَمْعاً وَوِحْدَانا

سليمى:

أَنْتَ المُوَكَّلُ بالسُّجُونْ

 

والآمرُ النَّاهي المَصُونْ

 

وعداً قَطَعْتَ فهلْ تُرى

 

تُوفِيهِ أَمْ تَخْشَى العُيُونْ؟

الخطيب:

(وقد استفزه كلامها)

   
 

أَأَخْشَى وَمَنْ أَخْشَى وَحُبّكِ والذي

 

أَمَات وأَحْيَا لَسْتُ أَرْهَبُ مَاجِدا

 

سَيأتي ((ابنُ زَيْدُونٍ))، وللقيد رَنَّةٌ

 

إليكِ يَجُرُّ الذُلَّ ثوباً وشاهِداَ

سليمى:

(تربت على كتفه فيأخذ يدها ويقبلها فلا تمانع)

 

سَتَشْهَدُ يا حبيبي كيفَ أني

 

سَأَثأَرُ للكرامةِ مِنْ خؤونِ

 

سَيَشْهَدُ حُبَّنا لِيَمُوتَ غَيْظاً

 

وَيَصْعَقَ حَسْرَةً

الخطيب:

   

يا لَلَّعِين

 

إلى بِقِرْطَاسٍ أُسَطّرُ رُقْعَةً (تناوله طلبه)

 

إلى متولِّي السجنِ كَيْ يرسلَ الكلْبا

سليمى:

(بدلال مصطنع)

   
 

لِسانيَ يا روحي عنِ الشُّكْرِ عاجِزٌ

 

على أنَّ قلْبي يحفظُ الشُّكرَ والحبَّا

 

(وما إن فرغ من كتابة الرسالة حتى صفقت سليمى فدخل مسك وسلمه الخطيب الرسالة قائلاً).

الخطيب:

إلى متولّي السجنِ سَلَّمْ رسالتي

 

وأَسْرِعْ كَلَمْحِ الطَّرْفِ أوْ عَاصِفٍ هَبَّا

 

(يذهب وتعطيه سليمى إشارة لها معناها)

 

(يلتفت الخطيب إلى سليمى)

 

وفيتُ بِوَعْدي أَوْفِ بوعْدِكِ مُنْيَتي

 

(يجرع كأسه)

سليمى:

(متظاهرة بالعزم على الوفاء)

   
     

سَأُنْجِزُ وَعْدِى إنَّني أُشْهِدُ الرَّبَّا

الخطيب:

إذْن غَنِّني لَحْنَ الخُلُودِ مُجَنَّحاًِ

 

لأُورِدَ نَفْسِي مِنْهُ مَنْهلَهَا العَذْبا

 
طباعة

تعليق

 القراءات :760  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج