شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الرابع
 

(يدخل مسك مسترقاً خطاه)

مسك:

مَوْلاتي:

   

ولاّدة:

(وقد ساءها حضوره):

 

((مسكُ)) وما تَبْغي؟

   

مسك:

   

العفوَ العفوَ…

ولاّدة:

   

وما الذَّنْبُ!

مسك:

لا ذنبَ

   

ولاّدة:

تكلَّمْ

   

مسك:

مَوْلاتي

 

العفوَ لِمَنْ يَهْوى القَلْبُ

ولاّدة:

(بحنق صارخ) ((سليمى))،

   

مسك:

أجلْ

   

ولاّدة:

تَبًّا لَها ((ولِفَارِها))

 

فما أضْمرا إلاَّ الوقَيعةَ والخَتْلاَ

 

أَأَعفُو عنِ الجُرمِ الفظيعِ لَبُعْدَمَا

   
 

طَلبت؟

   

مسك:

   

ولكنْ حِلْمُ سيِّدتي

ولاّدة (بشدة):

   

كلاَّ

 

مسك (مندفعاً اندفاع المحب):

 

إذا لم تُقِيلي أَنْتِ زَلَّةَ عَاثِرٍ

 

فما الفَرْقُ بين العَبْدِ في العَفْوِ والمَوْلَى

* * *
 

ولاّدة (هادئة بعض الهدوء):

 

ولَكِنَّها خانتْ حناناً غَمَرْتُها

 

بِنَعْمائه واسْتَهْدَفَتْ عَمَلاً نَذْلاَ

 

فَمِن أجل مَنْ نَمَّتْ؟ أَلَيْسَ لِغَادرٍ

 

أطاحَتْ بِبُرْدِ العَطْفِ في لَيْلةٍ لَيْلاَ

 

مسك: لَقَدْ نَدِمتْ والحزنُ سادَ حيَاتهَا

 

وريعتْ بهِ والخطْبُ سيِّدتي جَلاَّ

 

فإنْ تَغْفِرِي فالصَّفْحُ فيكِ سَجيَّةٌ

 

ومَنْ كَسُلِيْمى منكِ بالعفْوِ ذا أَوْلَى

ولاّدة:

(بهدوء الحليم) عَفَوتُ عنها لأجْلِكْ

   
 

مسك (بفرح جنوني. يجثو عند قدميها):

 

فديْتُ نَفْسي لنُبْلِكْ

   
     

لرفْعةِ الخُلْق وَأَصْلكْ

 

(ثم يقوم بعد أن تربت على كتفيه ويقول)

 

أَتأذَنينَ لها أَنْ تَدْخلَ الدَّارا؟

ولاّدة:

(بابتسامة مريرة):

 

أجل أَذِنْتُ لِمَنْ شَبَّتْ به النّارا

 

وَفرَّقتْ بَيْنَنا مِنْ غَيرِ ما سَبَب

 

وخَانَتِ العهدَ والمعروفَ والجَارا

مسك:

لقدْ عَفوْتِ

   

ولاّدة:

بَلى، فاذْهَبْ لتُبلِغَها

 

فَقد طَوى اللّيلُ خِلاَّناً وسُمَّارا

* * *
 

(يذهب. ولاّدة وحدها متألمة تمشي ذهاباً وإياباً)

ولاّدة:

ما بالُ صدريَ هذَا اللّيلَ مُنْقَبِضاً

 

واليأسُ يَزْحَمُ آمالاً وأَفْكارا

 

ولِلفَجِيعةِ تَرديدٌ وأحسِبُني

 

سأُنْفِقُ العُمرَ أَحزاناً وأكْدارا

 

لا مُلكَ في ظلهِ ذُقتُ النَّعيم ولا

 

قلْبي بِمن يَبْتغي قد نال أَوْطارا

 

فَقَدْ أَبى الْقَوْمُ إلاَّ فَتْكةً بِأَبي

 

وَلِي الشَّقا والخنا والخزيَ والعارا

 

سيَعْلَمون بِأَنّي لستُ نائمةً

 

وأَنَّ مَوْتُورةً لن تَتْرُكَ الثَّارا

* * *
 

(تدخل سليمى ومسك والأولى مطرقة رأسها ندماً وخجلاً)

ولاّدة:

أقْبِلِي قد نسيتُ

   

سليمى:

رُحْمَاكِ عفواً

   

ولاّدة:

   

قد عَفونا وقد نَسِينا الذُّنوبا

 

هلْ تَرامى عنِ ((ابن زيدونَ)) عِلمٌ

 

بعد ما صَدَّقَ اللئيمَ الكَذُوبا

 

أَيُّ أَرضٍ حَوَتْهُ أيُّ سَمَاءٍ

 

ظلَّلَته وهل تَنَاءى دُرُوبا

 

لَجَّ بِي الشكُّ يا ((سُليمى)) أَنيري

 

ظُلْمَةَ الشَّكِّ أَطلعِيني الغُيُوبا

سليمى:

كلُّ شيءٍ علمتُه اليومَ عنه

 

أَنه أَزمَعَ الرحيلَ جنُوبا

 

هَجَرَ المنصِبَ الرَّفيعَ منَ الحز

 

ن وأَمسى من الفُراق كَئِيبا

 

هَدَّهُ الحُزنُ لا يُرى غيرَ باكٍ

 

ذارفاً دمعَهُ سَخِيناً صَبِيبا

 

ولاّدة (بتلهف وحزن):

 

أَيُّ مَلْكٍ من الطَّوائفِ وَلَّى

 

شَطَرَه يَبْتغي الجَنَابَ الرَّحيبا

سليمى:

لستُ أَدري لأيِّهم سارَ، لكِنْ

 

رُبَّما أَجَّلَ الرَّحيلَ قَريبا

مسك:

هلْ تجلَّت له الحقيقةُ

   

سليمى:

كَلاَّ،

   
     

قد تلَّقى العشيَّ أَمْراً عَجِيبَا

ولاَّدة (متلهفة):

ما هُوَ الأَمْرُ يا ((سُليمى)) أَبِيني

 

إِنَّ في باطنِ الرَّمادِ لَهيبا

سليمى:

قد دعاهُ ((أَبو الوليد)) إِلَيهِ (1)

 

إنَّ في الأمْرِ…

ولاّدة (منزعجة):

   

قد فَهمتُ…

سليمى:

   

خُطُوبا

ولاّدة:

مؤامرةٌ تُدبَّرُ من جَديدٍ

 

لِتُوديَ با ((بن زيدون)) قَرِيبا

 

سَيُسْجَنُ لا مَحَالةَ، إنَّ صَدْري

 

أَراهُ اللَّيلَ مُنْقَبِضاً كئِيبا

سليمى:

فديتُكِ هَوِّني،

   

ولاّدة:

ما الخَطبُ سهلٌ

 

عَلَيَّ فقد بَدَا خَطْباً عصيبا

(متأثرة):

(تَكاثرتِ العُدَاة على حَبيبي

 

وفَوَّقَ كلُّهمْ سهماً مُصيبا

سليمى:

حَنانَكِ رَوِّحي هَمًّا مُنيخاً

 

عَسى أنْ يَفْرِج اللَّهُ الكُرُوبا

 
طباعة

تعليق

 القراءات :524  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.