المكان
|
قصر ((ولاَّدة))، وقد انتظم السُمَّار في الندوة على الأرائك في صفوف متقابلة، وعلى المناضد فرادى وجماعات.
|
الزمان
|
في الساعات الأولى من اللّيل وقد أنيرت الندوة بمصابيح أندلسية فخمة.
|
ورد:
|
حديثُ الناسِ يا ((سعدُ))
|
|
هُراءٌ ما له حَدُّ
|
|
يقولون ((ابن عبدوسٍ))
|
|
بَرَاه العِشْقُ والوجدُ
|
|
وأمسى هائماً يشدو
|
|
|
سعد:
|
|
|
ومَنْ ليلاه يا ((وردُ))؟؟
|
ورد:
|
((ولاّدةُ)) زهرةُ وادينا
|
|
(يبدو الاستغراب على سعد)
|
سعد:
|
|
|
سَحقاً للماجنِ،
|
ورد:
|
|
|
آمينا
|
مالك:
|
أرى السَّامرَ يا ((بشرُ))
|
|
كساهُ الليلةَ البِشرُ
|
|
ففيهِ العلمُ مؤتَلِقٌ
|
|
وفيه الشِّعْرُ والنثرُ
|
|
وساداتٌ غَطارفةٌ
|
|
وأعلامٌ لهم ذِكْرُ
|
|
ونُدمانٌ هُمُ الخَمْرُ
|
|
وحورٌ أنجمٌ زُهْرُ
|
|
(يضحكان)
|
بشر:
|
في صولةِ العزِّ لم تَشْهَدْ جَزيرتُنا
|
|
عهداً كهذا به للعِلم سلطانُ
|
|
ظِلالهُ الوارفاتُ اليومَ مُبْتَرَدٌ
|
|
وَوِردُهُ سائغٌ إِنْ رادَ ظَمْآنُ
|
|
مجالسُ العلم والآدابِ حافِلةٌ
|
|
لا ((مصرُ)) تبلُغها شأواً و ((بَغْدانُ))
|
|
فهل بشرقِهِمُ نادٍ كنَدْوَتِنا
|
|
وسامِرٌ فيه نُظَّارٌ وَأعْيانُ
|
|
وفتيةٌ كنسيمِ الفجر رِقَّتُهُمْ
|
|
وشاعرونَ وقَيْناتٌ ونُدْمَانُ
|
|
تَزينهم رَبَّةُ المجدِ التليدِِ ومَنْ
|
|
بذكرها قد حَدَتْ بيدٌ ورُكْبانُ
|
مالك:
|
أخشى على عهدِها الميّاس مِنْ نَفَرٍ
|
|
ألحقُّ عندَهُمُ مَيْنٌ وبُهْتانُ
|
|
يُؤَرّخُونَ لياليها كؤوسَ طِلى
|
|
وبَهْوَ مجلسِها للفسق مَيْدَانُ
|
|
تُدار فيه على السُّمَّار قُبْلَتُها
|
|
حَرَّى فَيرْقُصُ كُلٌّ وهو نَشْوانُ
|
|
وَطُهرُ ((ولاّدةَ)) القدسيُّ منهتكٌ
|
|
مجرَّدٌ من ثياب الصَّون عُرْيانُ
|
|
أبو الحسين أحمد بن سراج (مداعباً الشاعرة الأديبة منى وقد كان يهواها):
|
|
أَين بِكْرُ الروىِّ من أشعارِكْ
|
|
وعيُونُ الكلامِ من أقوالِكْ
|
|
أينَ أينَ المجنّحاتُ من النثر
|
|
وأين البديعُ من أمثَالِكْ
|
|
هاتِ فالعمرُ ليلةٌ تَتَقضَّى
|
|
بين كأس ومِزْهَرٍ وجمالِكْ
|
|
منى: ذاكَ عهدٌ شيَّعتُهُ مِن زَماني
|
|
حافلاً بالعِذَابِ من أيامي
|
|
نُضْرةُ العمرِ بالشَّبابِ تَبَاهَتْ
|
|
ثُمَّ ذابتْ على أُوارِ غَرَامي
|
|
فإذا العمرُ حُلْمُ ليْلةِ أُنسٍ
|
|
وإذا الكونُ مِنْ كؤوسِ مُدامي
|
|
المُنى قد رَقَصْنَ فِيهِ نَشَاوى
|
|
ثم أَغْفَيْنَ في دُنا أنْغامي
|
|
مُتْعَةٌ مِنْ هَوَى اللَّيالي العَذَارى
|
|
لفَّها القَلْبُ في حُلَى أحلاَمِي
|
أبو الحسين:
|
بربِّكِ ألْبسي لَيْلَي جَمالاً
|
|
وهاتي يا ((مُنى)) راحاً حلالا
|
|
وقُولي تنطق الدُّنيا نشيداً
|
|
وسحراً من فُتُونِكِ قد تَلالا
|
|
وغَنِّي وابعثِي الأَنْغَام وحياً
|
|
ولحناً عبقريًّا قد تَعَالى
|
|
فما الدُّنيا سوى ساعاتِ أُنْسٍ
|
|
تُساقِينا وآجالٍ تَوَالَى
|
|
(ثم يقترب من ((منى)) وقد سرت به النشوة فيقول)
|
|
شَعْشِعِ اللَّيلَ من بهاكِ ضياءً
|
|
وانشِرِ البشرَ في مَداهُ البعيدِ
|
|
ومُرِ اللَّيلَ أن يطولَ وقُولي
|
|
أَيُّها الفَجْرُ لا تَفِقْ من رُقُودِ
|
|
نحنُ عَطْشى إلى اللِّقا فاسْقِنيها
|
|
من حُميَّا اللَّمَا وَوَرْدِ الخُدودِ
|
سعد (إلى بشر):
|
ما الذي أخّر مولاتي الأميرهْ؟
|
|
إنّ في الأمر باعثاً للحيره!؟
|
رباح:
|
(يعلن قدوم ولاّدة بنت المستكفي باللًّه)
|
|
|
|
أميرةُ الوادي الخَصيبِ
|
|
ورَبَّةُ المجدِ القَشيبِ
|
|
(ينهض الجميع. تدخل ولاّدة محاطة بوصيفاتها وأصدقائها)
|