ليلى:
|
اِمنَحيني الكلامَ
|
|
(تقف الحاشية بعيداً)
|
ولاّدة:
|
|
|
أيَّ كلامٍ
|
ليلى:
|
|
|
عَنْ ((سُليمى)) وعن دسائسَ كُثْرِ
|
ولاّدة:
|
وهل من جديدٍ ((هاتِ يا ليلَ واصدُقي))
|
|
|
ليلى (متأثرة):
|
|
|
أَجْل أنتِ في شكٍّ لَعَمْرِيَ من أَمْرِي
|
ولاّدة:
|
لعلّيَ لَمْ أَجْرَحْكِ بالقول فاسمحي
|
|
|
ليلى:
|
|
|
فديتُكِ مَوْلاتي بمالي وبالعُمْرِ
|
|
(ليلى مستمرة)
|
|
بشاعرِ عصرنا افتَتنتْ ((سُليمى))
|
|
وأَمستْ فيهِ والهةً غَراما
|
|
تُفدّيهِ بأَنْفَسِ ما لديها
|
|
|
ولاّدة:
|
|
|
وشاعرُنا يُبادِلُها الهُياما
|
ليلى:
|
يَميناً إنَّ شاعرَنا برىءٌ
|
|
لَئِنْ أنصفتِ قلتِ لقد تعامَى
|
|
ولمَّا أَخفقتْ عادَتْ لِدَسٍّ
|
|
لعلَّ الدسَّ يُبِلغُها المَرَاما
|
ولاَّدة:
|
فحاكتْ ما رويتِ قبيلَ ثوباً
|
|
وبُرداً من صنوفِ العارِ غَاما
|
ليلى:
|
((وهل ضَرَّ السحابَ نباحُ كلبٍ))
|
|
أو المزنَ الهَطُولَ بُكا الأَيامَى
|
ولاَّدة (للحاشية):
|
اتركوني و ((ليلى))
|
|
|
رباح:
|
|
|
سمعاً وطاعهْ
|
ولاَّدة:
|
تَخِذْتُكِ موطنَ الأسرارِ ((ليلى))
|
|
لأني منكِ واثقةٌ تماما
|
|
لَقَدْ آمنتُ أنَّ هُناك دسًّا
|
|
وطعناً - سامحَ اللَّهُ المُلاَما -
|
|
ولكنْ هل علمتِ هوًى جديداً
|
|
حمى عن عينِ شاعرِنا المَناما؟
|
|
((لذي النُّونِ)) الأميرِ فتاةُ حُسْنٍ
|
|
بهذا الحسنِ شاعرُكِ استهاما
|
|
وأصبحَ شادياً في كلِّ نادٍ
|
|
وأمسى في الهوى يَشكو السَّقاما
|
ليلى:
|
أتعنين ((ابنَ زيدونٍ؟!))
|
|
|
ولاَّدة:
|
|
|
ولِمْ لاَ؟
|
ليلى:
|
|
|
فديتُكِ إنَّهُ كَذِبُ تَرَامَى
|
|
يشيِّعه ((ابن عبدوسٍ)) ليُطفِي
|
|
غليلاً شَفَّه أبداً ضِراما
|
|
ويَسْحقَ بعدَ ذا قلبين عاشا
|
|
خَدِينَيْ عِفَّةٍ خُلِقَا تُؤَاما
|
ولاَّدة (بجد وألم):
|
إنِ ((ابن زيدونَ)) أَضحى اليومَ مفتَتِناً
|
|
ببنتِ ((ذي النونِ)) هذا ليسَ يَعنيني
|
|
إنْ كان قلْبُ الذي أهواه مالَ إلى
|
|
قلبٍ سوايَ فهل إن نُحْتُ مُدْنِيني؟!
|
|
ما ضَرَّني حبُّه أو بغضُه أبداً
|
|
بل ضَرَّني أنَّ حبِّي باتَ يُشْقِيني
|
|
لئن أَسِفْتُ على شيءٍ فليسَ على
|
|
حبِّي ولكن على غشِّ ((ابن زيدونِ))
|
|
أحَبَّني رغبةً في نفسهِ جَمَحَتْ
|
|
فأظهرَ الودَّ والحُسنى ليُغْرِيني
|
|
والآنَ قَلبي وقد أعطيتُه ثمناً
|
|
يَصدُّ عنه ويَغزُو بنت ((ذي النُّونِ))
|
|
لعلَّه بِهَوَاها يَرْتَجِي شَرَفاً
|
|
نَوَالُه عِنْدَ مِثْلي غَيْرُ مَأمُونِ
|
|
لو كان حيًّا أبي ما نالني تعبٌ
|
|
ولا جفاني ((ابنُ زيدونٍ)) على هُونِ
|
|
(تبكي)
|
ليلى (منفعلة):
|
أعُوذ باللَّه من كيد ((ابن عبدوسِ))
|
|
أعوذ باللَّه من شرِّ الأباليسِ
|
|
ومن أحاديثِ مجنونٍ ومهووسِ
|
|
ومن ((سُليمى)) وقد جاءتْ بتدليسِ
|
|
بكِ ((ابنُ زيدونَ)) يغدو اليومَ مؤتَمِراً!!
|
|
كلاَّ، ولو تَوَّجوه مُلْكَ ((بَلْقِيسِ))
|
|
لو خُيّرَ الكونَ والأَفلاكَ مملكةً
|
|
وجَنَّةَ الخُلدِ أو حورَ الفَرَادِيسِ
|
|
ما اختارَ غيرَكِ معبوداً يُمجّده
|
|
في هدأةِ اللَّيْلِ أو نَجْوى الأحَاسيسِ
|
ولاَّدة (هادئة آسفة):
|
كلتُ يا ليلَ التُّهَمْ
|
|
من تباريحِ الألَمْ
|
|
لجَّ بي الواشون فانْـ
|
|
ـهَلْتُ تَقريعاً وذَمْ
|
|
والهوى إنْ جارَ لا
|
|
يعرَفُ القلبُ النَّدمْ
|
ليلى:
|
إنَّ مَنْ تَهوين مِنْ
|
|
أكرمِ الناسِ شِيَمْ
|
|
((ابنُ زيدونَ)) الذي
|
|
لا يُجَارَى في الهِمَمْ
|
ولاّدة (بتلهف وندم):
|
أين ((ابن زيدونَ)) يا ((ليلى)) هوَ الآنا؟
|
|
|
ليلى:
|
|
|
هل زالَ ما دسَّه الواشونَ أعدانا؟
|
ولاّدة:
|
قد زالَ ما كانَ من شكٍّ بفضلِكً فِي
|
|
نَفِسي وحلَّ الصَّفا، والقلبُ قد لانا
|
|
الحمدُ للَّه أَنْ كنتِ السبيلَ إلى
|
|
تقريبِ قلبينِ كانا للنَّوى الآنا
|
|
(يدخل رباح)
|
رباح:
|
انتظمَ السامرُ مولاتي
|
|
والكلُّ تشوَّفَ لِلذَّاتِ
|