شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الرابع

ليلى:

اِمنَحيني الكلامَ

 

(تقف الحاشية بعيداً)

ولاّدة:

   

أيَّ كلامٍ

ليلى:

   

عَنْ ((سُليمى)) وعن دسائسَ كُثْرِ

ولاّدة:

وهل من جديدٍ ((هاتِ يا ليلَ واصدُقي))

   

ليلى (متأثرة):

   

أَجْل أنتِ في شكٍّ لَعَمْرِيَ من أَمْرِي

ولاّدة:

لعلّيَ لَمْ أَجْرَحْكِ بالقول فاسمحي

   

ليلى:

   

فديتُكِ مَوْلاتي بمالي وبالعُمْرِ

 

(ليلى مستمرة)

 

بشاعرِ عصرنا افتَتنتْ ((سُليمى))

 

وأَمستْ فيهِ والهةً غَراما

 

تُفدّيهِ بأَنْفَسِ ما لديها

   

ولاّدة:

   

وشاعرُنا يُبادِلُها الهُياما

ليلى:

يَميناً إنَّ شاعرَنا برىءٌ

 

لَئِنْ أنصفتِ قلتِ لقد تعامَى

 

ولمَّا أَخفقتْ عادَتْ لِدَسٍّ

 

لعلَّ الدسَّ يُبِلغُها المَرَاما

ولاَّدة:

فحاكتْ ما رويتِ قبيلَ ثوباً

 

وبُرداً من صنوفِ العارِ غَاما

ليلى:

((وهل ضَرَّ السحابَ نباحُ كلبٍ))

 

أو المزنَ الهَطُولَ بُكا الأَيامَى

ولاَّدة (للحاشية):

اتركوني و ((ليلى))

   

رباح:

   

سمعاً وطاعهْ

ولاَّدة:

تَخِذْتُكِ موطنَ الأسرارِ ((ليلى))

 

لأني منكِ واثقةٌ تماما

 

لَقَدْ آمنتُ أنَّ هُناك دسًّا

 

وطعناً - سامحَ اللَّهُ المُلاَما -

 

ولكنْ هل علمتِ هوًى جديداً

 

حمى عن عينِ شاعرِنا المَناما؟

 

((لذي النُّونِ)) الأميرِ فتاةُ حُسْنٍ

 

بهذا الحسنِ شاعرُكِ استهاما

 

وأصبحَ شادياً في كلِّ نادٍ

 

وأمسى في الهوى يَشكو السَّقاما

ليلى:

أتعنين ((ابنَ زيدونٍ؟!))

   

ولاَّدة:

   

ولِمْ لاَ؟

ليلى:

   

فديتُكِ إنَّهُ كَذِبُ تَرَامَى

 

يشيِّعه ((ابن عبدوسٍ)) ليُطفِي

 

غليلاً شَفَّه أبداً ضِراما

 

ويَسْحقَ بعدَ ذا قلبين عاشا

 

خَدِينَيْ عِفَّةٍ خُلِقَا تُؤَاما

ولاَّدة (بجد وألم):

إنِ ((ابن زيدونَ)) أَضحى اليومَ مفتَتِناً

 

ببنتِ ((ذي النونِ)) هذا ليسَ يَعنيني

 

إنْ كان قلْبُ الذي أهواه مالَ إلى

 

قلبٍ سوايَ فهل إن نُحْتُ مُدْنِيني؟!

 

ما ضَرَّني حبُّه أو بغضُه أبداً

 

بل ضَرَّني أنَّ حبِّي باتَ يُشْقِيني

 

لئن أَسِفْتُ على شيءٍ فليسَ على

 

حبِّي ولكن على غشِّ ((ابن زيدونِ))

 

أحَبَّني رغبةً في نفسهِ جَمَحَتْ

 

فأظهرَ الودَّ والحُسنى ليُغْرِيني

 

والآنَ قَلبي وقد أعطيتُه ثمناً

 

يَصدُّ عنه ويَغزُو بنت ((ذي النُّونِ))

 

لعلَّه بِهَوَاها يَرْتَجِي شَرَفاً

 

نَوَالُه عِنْدَ مِثْلي غَيْرُ مَأمُونِ

 

لو كان حيًّا أبي ما نالني تعبٌ

 

ولا جفاني ((ابنُ زيدونٍ)) على هُونِ

 

(تبكي)

ليلى (منفعلة):

أعُوذ باللَّه من كيد ((ابن عبدوسِ))

 

أعوذ باللَّه من شرِّ الأباليسِ

 

ومن أحاديثِ مجنونٍ ومهووسِ

 

ومن ((سُليمى)) وقد جاءتْ بتدليسِ

 

بكِ ((ابنُ زيدونَ)) يغدو اليومَ مؤتَمِراً!!

 

كلاَّ، ولو تَوَّجوه مُلْكَ ((بَلْقِيسِ))

 

لو خُيّرَ الكونَ والأَفلاكَ مملكةً

 

وجَنَّةَ الخُلدِ أو حورَ الفَرَادِيسِ

 

ما اختارَ غيرَكِ معبوداً يُمجّده

 

في هدأةِ اللَّيْلِ أو نَجْوى الأحَاسيسِ

ولاَّدة (هادئة آسفة):

كلتُ يا ليلَ التُّهَمْ

 

من تباريحِ الألَمْ

 

لجَّ بي الواشون فانْـ

 

ـهَلْتُ تَقريعاً وذَمْ

 

والهوى إنْ جارَ لا

 

يعرَفُ القلبُ النَّدمْ

ليلى:

إنَّ مَنْ تَهوين مِنْ

 

أكرمِ الناسِ شِيَمْ

 

((ابنُ زيدونَ)) الذي

 

لا يُجَارَى في الهِمَمْ

ولاّدة (بتلهف وندم):

أين ((ابن زيدونَ)) يا ((ليلى)) هوَ الآنا؟

   

ليلى:

   

هل زالَ ما دسَّه الواشونَ أعدانا؟

ولاّدة:

قد زالَ ما كانَ من شكٍّ بفضلِكً فِي

 

نَفِسي وحلَّ الصَّفا، والقلبُ قد لانا

 

الحمدُ للَّه أَنْ كنتِ السبيلَ إلى

 

تقريبِ قلبينِ كانا للنَّوى الآنا

 

(يدخل رباح)

رباح:

انتظمَ السامرُ مولاتي

 

والكلُّ تشوَّفَ لِلذَّاتِ

* * *

ولاّدة:

هل ((ابن زيدونَ)) بين القوم يُنشدهم

 

من شعره العبقريِّ الصنع ألوانَا

 

فمن بديعٍ بألفاظِ منمَّقةٍ

 

رقَّتْ فأرسلَتِ التعبيرَ ألحانا

 

ومِنْ معانيه بِكْرُ القولِ نادمهم

 

راحَ البيان زُرَافَاتِ وَوُحْدانَا؟

رباح:

ليسَ ((ابن زيدونَ)) مولاتي بسامِرِنا

 

يُقالُ سافَر صوبَ الشرقِ غضبانا

ليلى:

لقد رأتْه ((سُليمى)) قبلَنا فَرمَت

 

من الأباطيلِ ما شاءتْ وما شَانا

 

وأَشْهَدَتْ أنها في القولِ صادقةٌ

 

و ((بابن عبدوسَ)) زادَ القولُ بُهتانا

ولاّدة:

الآنَ أدركتُ أني كنتُ مُسرفةً

 

في اللين حتى نَما الواشونَ أفنانا

 

فمن هَوَادةِ طَبْعي أخصبوا ورَعَوْا

 

وازدادَ كِذْبُهمُ بغياً وطٌغيانا

 

سأقطعُ الدَسَّ بالحزمٍ الشديدِ فما

 

للمُفسِدين سواهُ ماحقاً كانا

 

وليعلَمِ الناسُ أنَّ الخيرَ رائدُنا

 

وأننا قد تخِذْنا العَدْلَ سُلطانا

 

(إلى الحاجب رباح)

 

((رباح))!

   

رباح:

سيّدتي،

   

ولاّدة:

هل شانَ مجلسَنا

   
 

وجهُ ((ابن عبدوسَ))؟

   

رباح:

كلاَّ، الليلَ ما جانا

ولاّدة:

لَئِن أتى و ((سُليمى)) فامنَعَنَّهما

 

عنِ الدخولِ ونَفِّذ أمريَ الآنا

 

وقُل عهودُ الخَنا والدسِّ قد دَرَسَتْ

 

وذرَّ فجرُ الهنا والبِشرُ قد بانا

 

(يذهب رباح)

 

((ليلى)) إليّ تعالَيْ نبكِ شاعِرَنا

 

لقد أَضعنا صديقاً كانَ يرعانا

 

(تبكي)

ليلى:

لا تبكِ سيِّدتي إنّي سأطلُبه

 

في البحر إنْ سارَ أَوْ في البرِّ إنْ كانَا

 

(ستار)

 
طباعة

تعليق

 القراءات :697  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج