ابن زيدون:
|
(وقد رآها)
|
|
|
|
((سُليمى)) (يبتسم)
|
|
|
سليمى:
|
نَعَمْ،
|
|
|
ابن زيدون:
|
قُولي، أَمِنْ أيْنَ آتيهْ
|
|
أَمِنْ عِندها؟
|
سليمى:
|
|
|
مِنْ عندِ سيِّدتي الكُبرى
|
ابن زيدون:
|
وَهَلْ سَامِرو ((ولاَدَةَ)) اللَّيلَ عندها
|
|
تُطالِعُهمْ من بحرِها النًّثْرَ والشَّعْرا
|
|
وَكُلُّهمُ مِنْ عِلْيَةِ القومِ مَحْتِداً
|
|
ومرتبةً عِلماً، إذا شئتِ، أو فِكْرا
|
|
فَمِنْ قادةٍ كالأُسْدِ في حَوْمةِ الوَغى
|
|
ومن سيِّداتٍ كُنَّ أًنْجُمنا الزُّهْرا
|
سليمى:
|
أَجَلْ هُوَ هذا، إنَّما الليل وَحْدَها
|
|
رأيت ((ابن عَبدوسٍ)) يُعَاقِرُها الْخمْرا
|
|
تطَارِحُهُ حُلْوَ الحديثِ تَحَبُّباً
|
|
وتَسْقِيهِ بَعْدَ الكأسِ قُبْلَتَها الحَرّى
|
|
ولِلْكأسٍ بعدَ الكأسِ ما يُذهبُ الحجى
|
|
ويُطلعُ سِرًّا منكَ أودعتَه الصَّدْرا
|
ابن زيدون:
|
كذبتِ لَعَمْرِي إنَّما هِيَ فِريةٌ
|
|
تُريدينَ منها الطَّعنَ والفُحش والفَجْرا
|
|
فَبِنتُ أميرِ المؤمنين ((محمدٍ))
|
|
أجلُّ وأَعلى عفةً، شِئْتِ، أو طُهْرا
|
|
فَهيَّا اغرُبِي عن وَجهيَ الآنَ إنَّني
|
|
أُقَبِّحُ من يُوشى ولا أَقْبَلُ العُذْرا
|
سليمى (غاضبة):
|
سَتَعرِفُ صِدقَ القولِ بعد فواتهِ
|
|
وتَعلَمُ أَنّي ما أردتُ بها نُكْرا
|
|
(تخرج في حالة جنونية)
|
ابن زيدون (مناجياً):
|
أيُّها اللَّيل أَحقًّا
|
|
سرُّ هذا الكونِ صدرُكْ؟
|
|
أيُّها اللَّيلُ أَصِدْقاً
|
|
سَلوةُ العُشَّاقِ ذِكْرُكْ؟
|
|
أيها اللَّيلُ أَخُلْقاً
|
|
حَمْأَةُ اللَّذَّاتِ وَكْرُكْ؟
|
|
خبّري يا ليلُ هل بَدْري هَوَى
|
|
وحَبَا غَيْرِي منَ النَّاسِ الهوَى!
|
|
وارْتَضى لي الهجرَ مِنهُ والجَوَى
|
|
ورَمَى قلبيَ نَهْباً لِلنَّوَى؟
|
|
أَيُّها اللَّيلُ أَجِبْني
|
|
سرُّ ((ولاَّدةَ)) سرُّكْ؟
|
|
أَيُّها اللَّيلُ أعِنِّي
|
|
سِحْرُ ((ولاَّدَةَ)) سِحرُكْ
|
|
أيُّها اللَّيلُ أَرِحْني
|
|
وَلْيُنِرْ قلبيَ فجرُكْ
|
|
خَبّري يا لَيلُ هل حظّي ثَوى
|
|
وهناءُ العمرِ بالهمِّ انطوَى؟
|
|
أو تُرَى ما قيلَ كِذبٌ ولَوَى
|
|
وأباطيلُ رَواها مَنْ رَوَى
|
|
(يُرى ابن عبدوس آتياً إليه من الجناح الخاص بوَلاَّدَة)
|
ابن زيدون:
|
((ابنُ عبدوسٍ)) هنا!!
|
|
|
ابن عبدوس:
|
|
|
أَنا مَنْ تَدْعُو، أَنا….
|
ابن زيدون (بتهكم):
|
مِنْ أَيْنَ أَتيتَ لنا الآنا
|
|
ورجعتَ اللَّيلةَ عَجْلانا
|
|
والسامرُ لمَّا يَنْتظمِ
|
|
ودخولُ النَّدْوةِ ما حانا
|
|
أترى ((ولاَّدةُ)) غَضْبَى؟
|
ابن عبدوس (متهكماً أيضاً):
|
لَمْ يَحْوِ السامرُ إلاَّنا
|
|
نَلْهو أو نلعبُ أَحْيانا
|
|
والطيرُ تُغَنِّي نَجْوانا
|
|
والزَّهرُ تَفَتَّحَ نَشْوانا
|
|
والحاجِبُ قبلاً أوصتهُ
|
|
أنْ يَصرِفَ عنَّا النَّدْمانا
|
|
((ولاَّدةُ)) كانتْ جَذْلَى
|
ابن زيدون (بألم):
|
والآنَ؟
|
|
|
ابن عبدوس:
|
لمضجعها خَفَّتْ
|
|
أَطْيافُ النَّوم بها حَفَّتْ
|
|
فارجِعْ ((ولاَّدةُ)) هَيْمَى
|
ابن زيدون (بغضب وتهكم):
|
بالوَجْهِ الكالِحِ هَيْمانَهْ
|
|
والشَّكلِ المفزِعِ ولْهانهْ!!
|
ابن عبدوس (بغضب):
|
أَقْصِرْ منَ الكَلمِ البذيء فلم يَعُدْ
|
|
لِلصَّبرِ في قَوْسِ التَّحَمُّلِ مَنْزَعُ
|
|
في مَنْطِقي، إنْ شِئتُ، مُرُّ إِجَابةِ
|
|
وإذا أَرَدْتُ فإنَّ سَيْفِيَ أَفْظَعُ
|
|
(يتئد)
|
|
إِنِّي أَمُرُّ بما أسأتَ تَكَرُّماً
|
|
وَأَغُضُّ لا جُبْناً لأَِنيَ أُرْفَعُ
|
|
هَبْني قَليلاً مِنْ حِجاك فإنما
|
|
في إِصْبَعِي للحُبِّ نُورٌ يَسْطَعُ
|
|
(يريه)
|
|
هذا الدَّليلُ أَلَيْسَ خاتَمها الّذِي
|
|
ضَنَّتْ بهِ حتَّى عليكَ؛ أَتَسْمَعُ
|
ابن زيدون (مقتنعاً):
|
اهْنَأ بما قَدْ نِلْتَ،
|
|
|
ابن عبدوس (ساخراً):
|
إِنيَ شَاكِرٌ
|
|
والآن أَذْهَبُ إِنَّ سَعْدِي يَلْمَعُ
|
|
(يذهب تاركاً ابن زيدون في حالة يائسة)
|