شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الأول

المكان

بهو عظيم فخم، هو جانب من قصر الأميرة ((وَلاَّدة)). وفيه إلى اليسار وقف ((صُبْحُ)) كاتب الأميرة ومعه ((مِسْكُ)) ناظر أملاكها يستقبلان جمهرة من الزوار قصدوا القصر للسمر عند الأميرة.

الزمان

بعد العِشاء، وقد أنيرت جوانب القصر بمصابيح أندلسية.

صبح:

بَعثَتْ بالأمسِ

   

مسك:

ماذا فعلَتْ

   

صبح:

   

أرسلَتْ تدعو ((سُلَيمى)) الشاعره

 

إنَّ ((وَلاَّدة)) يا ((مِسْكُ)) غَدَتْ

 

دميةً في كفّ تِلك العاهره

 

تَنْضَحُ الشَّهوةُ مِنْ أًعْيُنِها

 

وفنون الفِسْقِ فيها سافره

 

هي يا ((مِسْكُ)) مجونٌ وفُتون

 

هيَ ((يا مِسْك)) فتاة سادَره

مسك (محتجاً):

والذي: ((يا صُبْحُ)) نَفْسي في يَد‍يْه

 

ما ((سُليمى)) بالفتاة الفَاجِره

صبح:

أنتَ لا تعرفُها

   

مسك:

   

كيف لا أعرفها‍‍‍‍‍‍!!

 

إن أهلي أهلُها

 

إنَّ قومي قومُها

صبح:

عجباً تذودُ وأنتَ تعلمُ أنَّها

 

كالحيّةِ الرّقطاءِ يُخشى بأسُها

 

الخبثُ ديدَنُها، وبئس بضاعةً

 

واللؤمُ يَنطق مُفْصِحاً في وجهها

مسك:

ما بك الآن؟ ما دعاك لهذا؟

 

أيّ مَسٍّ أراك فِيهِ تًلًوّى

 

كِلتَ للكاعب السِّبَابَ جزافاً

 

وهي يا ((صبحُ)) أرفعُ الناس شأوا

 

(يعبر ورد وسعد وبشر أمام الحاضرين في طريقهم إلى ندوة الأميرة).

ورد:

سلامٌ عليكم

   

صبح:

جئتمُ؟ مرحباً بكم!

   

سعد:

أسامرُنا حَفْلٌ؟

   

صبح:

   

أجل! إِنَهُ حَشْدُ

بشر:

أَبيْنَهُمُ رَبُّ القوافي وبَحْرُهَا؟

   

صبح:

   

أتعنى ((ابن زَيدونٍ))؟

بشر:

   

أجل!

صبح:

   

لم يجىءْ بعدُ

 

(يدخلون الندوة)

صبح:

أتدري؟

   

مسك:

وما أدري!

   

صبح:

((سُليمى)) وَلُوعَةٌ

   

مسك (بتهكم):

   

بِمنْ يا تُرى؟ قل لي! لعلك تَهْرِفُ!

صبح:

أَقُولُ ((سُليمى)) بابن زيدونَ تُيِّمَتْ

 

بَرَاها الهوى، هل كنت يا ((مِسْكُ)) َعرِفُ؟

 

وأَضْحَى حَدِيثاً في المجالس حُبُّها

 

فهذا يُحابيه وهذاك ينصفُ

 

وأعْجَبُ منْ ذا أن يكونَ حَبِيبُهَا

 

بَخِيلاً و ((سَلْمَى)) فِي التَّوِدُّدِ تُسْرِفُ

مسك (متأثراً):

أنا لا أصدِّقُ ما تقولُ؛ لأَنَّها

 

نَبتَتْ على كَرْمِ النِّجَارِ شَرِيفهْ

 

هي لِلْفَضِيلَةِ وَالْكَرَامَةِ مَنْبَعٌ

 

هي سَمْحَةٌ هي حُرَّةُ وعَفِيفَهْ

 

(يدخل أبو الحسين أحمد بن سراج في طريقه إلى الندوة)

أبو الحسين:

أهنا السُّمَّارُ يِا ((صُبْحُ))؟

   

صبح:

هُنَا

   

أبو الحسين:

   

((أمُنى)) مِنْهُمْ؟

صبح:

   

أجلْ! مِنْهُم ((مُنَى))

 

(يذهب)

صبح:

هوَ يا ((مسكُ)) مُحِبٌّ مُدْنَف

   

مسك:

   

هُوَ مِثْلي نِعْمَ ما يربِطُنَا

صبح:

أراك في حبها يا ((مسكُ)) منغمساً

 

ومن تحبُّ أجِبْ تُحبِبْكَ أم كذبُ؟

 

أمِنْ دليلٍ يُزيل اللَّبْسَ عن حُجَجِي

 

أم أنت يا صاحِ للأوهامِ تَنْجذبُ

 

أأنت يا ((مسكُ)) نِدٌّ محتدِاً وحِجًى

 

كلاّ، فما بينكم قُرْبٌ ولا نسبُ!

 

هي الثريا ونحنُ الناسُ نعْشَقُها

 

وليس ما بَيْنَنَا وصلٌ ولا سَبَبُ

مسك:

(لنفسه غير مكترث بصبح)

 

قالوا براكَ الهوى من لوعةِ الهجر

 

وكَثْرةِ النّوحِ آنَ الليلِ والفَجْرِ

 

واهتاجَك الشوقُ لا دمع يكُفُّ ولا

 

وجْدٌ يَخِفُّ ولا عَوْنٌ من الصَّبْرِ

 

ونام غَيْرُكَ مرتاحاً ونِمْتَ على

 

نارٍ من السُّقم أذكى من لَظَى الجَمْرِ

 

ما بين آهٍ وأوَّاهٍ وليتَ وهل

 

((لا تَستقِر على حالٍ)) من الفِكْر

 

فليتَ من تَبتَغي تَحْنُو عليكَ ولو

 

بنظرةٍ تبعثُ الآمالَ في الصَّدْرِ

صبح (مقاطعاً):

لكنَّ ((سلماك)) لا تهواكَ فامضِ فما

 

يُجدى البكاءُ ولا يُغنى عن الهَجْرِ

مسك:

يا ((صبحُ)) خلّ سبيلي لستُ مستمعاً

 

لما تقولُ فدعني والهوى العُذْرِي

 

أنا المحبُّ المعنَّى في مَحَبتهم

 

أنا المتيّمُ ما أنفكُّ مِنْ أَسْرِي

 

وأنتَ يا عاذلي هوّن عليكَ فلو

 

عرفتَ حبّي لمَا أَنقصتَ مِن عُذري

 

الحبّ لولا الشَّقا ما ساغَ مَشْرَبُه

 

ولا ترنّمَ قيسُ الشِّعرِ بالشِّعْر

 

الحبُّ سهلُ التردّي في مَسالكه

 

أمَّا التَّخَلُّصُ فَهو الموتُ لو تَدْرِي

 

(يسمعان غناء)

ليلى (تغني):

أقبلَ اللّيلُ فهيَّا

 

نُشبِعِ اللّذةَ غيّا

 

ونُغنّي والهوى يحـ

 

لو غناءً وحُمَيَّا

 

هاتِ من ثغرك راحاً

 

واسقني الكأسَ الهنيَّهْ

 

إنّ فيها العُمر والبشـ

 

ـرَ وَأيّامي الرَّضيَّهْ

 

إن فيها يا حبيبَ الرو

 

حِ أنفاساً ذَكيَّهْ

 

إنَّ فيها مِن ذَما قلـ

 

بي ومن أهوى البقيَّهْ

صبح (جذلاً):

إنها ((ليلى)) تغنّي

 

نغمة النايِ الأغنِّ

 

فإذا جوُّك صافٍ

 

نعمَ ساعات التغنِّي

 

(تدخل ليلى)

 

أهلاً بليلى

   

مسك:

   

أَهلاً وسهلاً

صبح:

صوتُكِ حلوٌ

   

مسك:

   

رَجعه أَحلى

 
طباعة

تعليق

 القراءات :873  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 69 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج