شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(المشهد الخامس عشر)
 

(آذنت الشمس بالمغيب، فيودع ((خالد)) أوراقه وكتبه خزانتها ويصلح هندامه ويذهب إلى دار ((ضحى)) ويدق الجرس فتفتحه هي نفسها وتنفرج ثناياها عن ابتسامة لها معناها):

خالد:

مساء الخير

   

ضحى:

أهلاً

   
 

(يدخلان ويجلسان في غرفة الاستقبال):

خالد:

كيف حالك؟

   

ضحى:

بخير، كيف أنت؟

   

خالد:

   

أنا كذلك

ضحى:

لساني كله حمد وشكر

 

فلولا أنت كنتُ من الهوالك

خالد:

عملت بما قضت آدابُ قومي

 

فصنت الخلق من زلق المسالك

ضحى:

وناصرت الضعيف على قويٍّ

   

خالد:

   

بعزم مستمد من فعالك

ضحى:

وذللّت الصعاب بفضل خلق

   

خالد:

   

وإيمان تزوّد من خصالك

 

(ثم يغير ((خالد)) مجرى الحديث فيسألها):

 

ماجدَّ بعد ذهابي أمس

   

ضحى:

أبلغني

 

أمين سر (الكازينو) الفصل عن عملي

خالد:

ما الرأي؟

   

ضحى:

ذلك ما أبغيه منك وقد

 

عز الصديق فلا عون سوى أملي

خالد:

إني صديقك والأيام شاهدةٌ

 

عليّ فاعتمدي والله متّكلي

 

فالمال عنديَ موفور أقدمه

 

والقلب رهن يديك فاطلبي تنلي

 

أقولها وأنا لا أرتجي ثمناً

 

إلا رضاك فلا تأسي ولا تسَلي

 

ولتعلمي أنني من معشرٍ جبلوا

 

على الوفاء وحفظ العهد والمثُلِ

 

(وتفتن ((ضحى)) بمنطقه وعواطفه السامية وتعبيره المخلص فتجيبه):

ضحى:

يا صديق - أقولها وأفاخر -

 

ما نسيت الجميل قدماً وحاضر

 

سوف أرعى ودادك الحر عمري

 

بيد المخلص الأمين الشاكر

 

عطفك الوارف الظلال عزائي

 

ومعيني على الزمان الجائر

 

(ثم تعتدل في جلستها وتتكلم بجد وتأثر):

 

أنت ما زلت طالباً يا صديقي

 

فإذا ما اشتغلت بي شغلت الخاطر

 

وتنكبت عن سواء سبيل

 

وتعثرت في سراك الحائر

 

أمل جئت مصر تسعى إليه

 

منعماً ممعناً مجدًّا مثابر

 

فإذا ما انصرفت عنه لحبي

 

فلقد أبْتَ بالمصير الخاسر

 

يا صديقي: وحق ودي يقضي

 

لمن اخترته صديقاً وناصر

 

(وتغرورق عيناها بالدموع وهي تقول):

 

عد إلى عشك الجميل ودعني

 

في همومي وما قضته المقادر

 

(ويتأثر ((خالد)) من كلامها فينهض ويقول متحمساً):

خالد:

قسماً بالذي يميت ويحيي

 

وبمن يعلم النهى والسرائر

 

ما تخليت عن هواك وإني

 

صادق القول في الخفا والظاهر

 

إنما حبي البريء ضياء

 

في دجى عشي الجميل الساحر

ضحى:

لست أدري بأي لفظ ومعنى

 

أجزل الشكر للصديق الثائر

 

(ثم تمد يدها إليه ويمد هو يده إليها ويتصافحان وهي تقول):

 

جمع الله بيننا يا صديقي

 

أنت منى

خالد:

   

وأنت نعمة قادر

 

امنحيني الذهاب

   

ضحى:

أين؟

   

خالد:

لعشي

   

ضحى:

   

بارك الله في صديقي المثابر

 

(وتلتقي عيناهما فلا يملكان الصبر فينظر إليها نظرة تفيض بالحب والعطف وينصرف والدنيا لا تسعه. أما هي وقد هزتها النظرة وأثارت كامن عواطفها، فتخطو في صالونها - ذهاباً وإياباً - والفرح يرنح عطفيها ثم تذهب إلى باب الشرفة فتفتحه وتخرج، وقد هوّم الليل، وصفا الجو، وتألقت النجوم في سمائها، وداعب النسيم أغصان الأشجار، فإذا رعشة النجوم، وتأوّد الغصون، وحفيف الورق، أنغام تهز أوتار القلوب، وإذا ((ضحى)) تتجاوب معها فتغني):

الغناء:

حدثي الكون عن هواي الجديدِ

 

يا ليالي وباركي لي وليدي

 

واضفرِ الزهر يا نسيم عقوداً

 

للحبيب الجميل كل الورودِ

 

واشهدي يا نجومُ نجوى غرامي

 

وادّكاري على ترنم عودي

 

والأضاحي وأمسياتٍ عذارى

 

ضمختها المنى بعطر الوعودِ

 

غردي يا طيور ألحانَ حبي

 

في أعالي الغصون فوق النجودِ

 

ولد الحب يا دنا فاسمعيني

 

رائعَ اللحن عبقريَّ القصيدِ

 

والبسي السندس القشيب وتيهي

 

يا ربى مصر يا جنان الخلودِ

 

إن في نيلك السعيد الأماني

 

وعلى ضفتيه مجد الجدودِ

 

يا بلاداً هجرتُ داري وقومي

 

في هواها وقيت عين الحسودِ

 

(ثم تدخل وتجلس على أحد المقاعد ساهمة واجمة وإذا بها تنتصب وتقول):

 

يا قلب أتعبك الهوى

 

فمرضت واستعصى الدوا

 

أنسيتَ عهداً قد قطعت

 

بأن تصوم عن الهوى

 

أبتي وحقَّك ما نسيت

 

ولن يروعني الجوى

 

حتى أرى أبتي على قيد

 

الحياة أم انطوى

 

(وتتساقط الدموع على خدها حين تذكر أباها وتقول):

 

يا خالد اعذرني ولا تحزن إذا اشتط النوى

 

قدر ينفذ ما الإله يشاء فلنصبر سوى

 
طباعة

تعليق

 القراءات :691  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.