شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
محمد سعيد عبد المقصود خوجه.. والدور الرائد
الأستاذ أحمد محمد الصائغ، متابع جيد لتاريخ الصحافة في بلادنا منذ نشأتها الأولى، ويتحفنا بين حين وآخر بمقالات تعكس تلك المتابعة التي لا تخلو من ذكريات تربطه بالصحافة.
وفي تعليقه الأخير على مقال للدكتور عبد الله أحمد باقازي عن روادنا في الصحافة، أضاف الأستاذ "الصائغ" بعض الأسماء الهامة التي برزت في تاريخ الصحافة السعودية، وتحدث عنها. ومن تلك الأسماء الأساتذة الأفاضل عبد الله عريف، وصالح أحمد محمد جمال، يرحمهم الله، والأستاذ حسن عبد الحي قزاز، أطال الله في عمره.
ومن الطبيعي، بل من الوفاء أن نحرص دوماً على التذكير بالنماذج الرائدة التي كان لها فضل التأسيس وخوض التجربة الوليدة في ظروف وإمكانيات لا يمكن قياسها بالحاضرة.
وجيلنا المعاصر، رغم تأهيله العلمي، وتوفر الوسائل الحديثة التي سهلت مهمته هو بحاجة إلى الاطلاع على التجارب السابقة، ومعرفة أساليب المعالجة لبعض المواقف التي كانت تحدث قديماً وعندما نعلم بأن الصحافة كان لها الدور الرئيسي في تسجيل تاريخ الأدب السعودي، فهي التي حفظت مواده الأولية، وأثرت ساحته بالعطاء الفكري الرصين، فإن حاجة الأديب المعاصر ملحَّة لتلمس مسيرة الصحافة ودور روادها الأوائل في إنعاش الحركة الفكرية والأدبية.
ومن الإنصاف أن أشير هنا إلى أديب ورائد في صحافتنا السعودية، لم يغفله التاريخ، ولكن قد لا يعلم البعض من الجيل المعاصر عن مواقفه الأصيلة ودوره المؤثر في خدمة الكلمة المضيئة، وتدعيم وتشجيع أصحابها المخلصين لها، ذلك هو الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه –يرحمه الله– الذي وهب الصحافة عشقه وحياته.
يذكر الدكتور عمر الطيب الساسي في كتابه "الموجز في تاريخ الأدب العربي السعودي ما نصه": "وفي سنة 1345هـ عين محمد سعيد عبد المقصود مديراً لجريدة أم القرى الرسمية ومطبعتها، فوهبها حماسه وإخلاصه، وحبه للأدب، وجعلها ميداناً أدبياً ومتنفساً للأدباء الذين باركت حماستهم، ونشرت لهم ما كانوا يكتبونه من شعر ونثر في صفحاتها، في عهد إشراف محمد سعيد عبد المقصود على تحريرها الذي كان بحق أزهى عهد أدبي وفي تاريخها على الإطلاق. فقد شجع محمد سعيد عبد المقصود أدباء الشباب آنذاك على الكتابة والحوار الأدبي الحي، ونشر ما كانوا كتبوه بحماس ظاهر، فحرك الحياة الأدبية بصورة لم يسبق لها مثيل في هذه البلاد من قبل".
هذا النص يعكس –بلا شك– منتهى الإخلاص للكلمة لدى "محمد سعيد" إنه يأخذ بأيدي الشباب، يشجعهم ويدفعهم إلى التحاور الأدبي النزيه، وينشر لهم ما كانوا يكتبونه.
وبصفته مديراً لمطبعة "أم القرى" لم يكن نشاط المطبعة قاصراً على إنتاج الشباب أو الناشئة، فقد كان محمد سعيد عبد المقصود لا يتردد في مد يد المساعدة للكبار منهم، فقد سخر إمكانيات المطبعة لتدعيم أي جهد يثري الساحة الأدبية بالعطاء الجيد، أو يخدم المجتمع ويصلح من شأنه "فما أن ظهرت مجلة المنهل عام 1355هـ، وكادت أن تتعثر بسبب الطباعة وتكاليفها حتى مد محمد سعيد عبد المقصود رحمه الله يده الكريمة إلى صاحب المنهل، وأنقذ هذه المجلة في بداية صدورها من التعثر، فطبع أعدادها الأولى بمطبعة الحكومة بإشرافه، كما سجل ذلك (كتابة) صاحب المنهل ومؤسسها الأستاذ عبد القدوس الأنصاري يرحمه الله".
وفي وصفه لصحيفة "أم القرى" ذكر الدكتور منصور إبراهيم الحازمي في كتابه "معجم المصادر الصحفية" بأنها "مصدر أساسي لدراسة الأدب والفكر في المملكة العربية السعودية" كما أشار إلى فتراتها المميزة ومنها فترة رئاسة محمد سعيد عبد المقصود من سنة 1350هـ إلى سنة 1355هـ حيث قال: "وازدهرت في أيام محمد سعيد عبد المقصود المقالات والبحوث التي تتناول الأدب والتاريخ، أو تنتقد بعض العيوب الاجتماعية، وطرق التعليم البالية..".
وكما أبدع الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود في المقالات والبحوث الأدبية والتاريخية، فقد أجاد في الكتابة "الصحفية" وفرض اسمه على الساحة بما يثيره من مواضيع اجتماعية حية خاصة ما كان يكتبه تحت توقيع الاسم المستعار "الغربال"، وكانت له شخصيته المستقلة في الكتابة يؤكد ذلك الدكتور محمد بن سعد بن حسين في كتابه "محمد سعيد عبد المقصود خوجه حياته وآثاره" حيث يقول: "إن محمد سعيد عبد المقصود خوجه لم يكن من أولئك الذين أقبلوا على الاحتذاء والتقليد، وإنما كانت له شخصيته المستقلة، تشهد بذلك مقالاته التي نقدمها هنا أي في كتابه، وهي مقالات تصور لك ابن الحجاز كما هو حجازي عربي مسلم، فكره حجازي، ولغته عربية أصيلة".
ولد محمد سعيد عبد المقصود خوجه عام 1324هـ وتوفي يرحمه الله عام 1360هـ ولعلِّي بهذه الومضة الخاطفة أكون قد ساهمت في تقديم رائد من روَّاد صحافتنا السعودية.
والله ولي التوفيق.
(حسين عاتق الغريبي):
جريدة المدينة المنورة
العدد (12552) وتاريخ 23/4/1418هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :379  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 114 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.