شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صاحب الريادة في الأدب والصحافة والاجتماع
كتب الأستاذ "محمد محمود حافظ" –وهو صحفي عريق معروف– مقاله الأسبوعي في صفحة "ندوة الآراء" بجريدة الندوة، العدد 7507 في 30/7/1402هـ وكان تحت عنوان: (محمد سعيد عبد المقصود: صاحب الريادة في الأدب والصحافة والاجتماع) جاء فيه:
(قرأت في جريدة الجزيرة الغراء العدد 3543 الصادر يوم الاثنين 24 رجب 1402هـ مقالاً بقلم الدكتور محمد سعد بن حسين، بعنوان (أضواء على حياة محمد سعيد عبد المقصود خوجه صاحب الريادة في الأدب والصحافة والاجتماع)، وعرفت من خلال السطور التي تضمنها المقال أن الكاتب الفاضل أحسن الله إليه يعكف هذه الأيام على تأليف كتاب عن حياة الأديب الراحل المرحوم الشيخ محمد سعيد عبد المقصود أحد الرواد الكبار للحركة الفكرية والأدبية في الحجاز في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري. وأحد الأعلام الذين أعطوا للحياة الثقافية الأدبية الشيء الكثير، وكانوا دعائم حقيقية للنهضة الأدبية والفكرية في بلادنا.
- والأديب الراحل محمد سعيد، توفاه الله وهو في عز الشباب، ولكن بعد أن أرسى دعائم هذه الحركة الأدبية التي عاشها الكبار من الأدباء في الحجاز في القرن الرابع عشر الهجري.
ولقد سعدت كثيراً بهذا الاهتمام الذي قام به الدكتور بن سعد لتسجيل حياة رائد عظيم من رواد الأدب في بلادنا، في كتاب يحفظ فيه معالم عن حياة محمد سعيد عبد المقصود وجهوده الموفقة في إرساء دعائم النهضة الفكرية وإسهاماته الكبيرة من أجل حياة ثقافية راقية للأجيال.
وإذا كانت هناك مصادر واسعة للمعلومات عن حياة الراحل الكبير محمد سعيد عبد المقصود، فهذه المصادر لم تكن مكتوبة بل أكثرها موجود في صدور الرجال الذين عاصروه، وواكبوا أعماله الكبيرة في هذا المجال، من رواد الفكر والأدب والثقافة في الحجاز، ومن زملاء المرحوم أمثال: معالي الشيخ عبد الله بلخير أمد الله في حياته، والشيخ محمد سعيد العامودي، أديبنا الكبير وأحد الرواد القلائل الذين ما زالوا يقدمون جهدهم الفكري والثقافي بين حين وآخر.
وشيخنا الفاضل العامودي كان أحد خمسة من الكبار الذين اجتمعوا من أجل اختيار العنوان المناسب لتلك المجموعة من النماذج الأدبية والمختارات الشعرية التي جمعها الأديبان محمد سعيد عبد المقصود وعبد الله بلخير، من أدباء الحجاز الشباب والكهول، لتكون في كتاب ظهر فيما بعد بعنوان "وحي الصحراء". فهذا العنوان هو من اقتراح شيخنا الفاضل، حيث وافق عليه المجتمعون تلك الليلة من ليالي عام 1354هـ ومنهم:
- المرحوم المربي الفاضل السيد محمد شطا.
- والأديب الناقد عزيز ضياء.
وحسب ما تجمع لدي من معلومات في ذاكرتي: أن الشيخ محمد سعيد عبد المقصود قام بإرسال مادة الكتاب إلى خير الدين الزركلي ليقوم بطبعه في مصر.. ولدي نسخة من هذا الكتاب مهداة لسيدي الوالد السيد محمود أحمد حافظ من المرحوم الشيخ محمد سعيد عبد المقصود بتاريخ 20/11/1355هـ.
ولا شك أن الدكتور الفاضل محمد بن سعد قد توصل إلى مجموعة كبيرة من الوثائق والمعلومات عن شخصية الراحل العظيم ودوره المؤثر في النهضة الأدبية والفكرية في الحجاز، وتعدد مواهبه الشخصية كأحد الرواد الذين عملوا من أجل بلادهم وأجيالهم.
ولا شك أيضاً أن أصدقاء وزملاء المرحوم محمد سعيد عبد المقصود لديهم من المعلومات التي توضح جوانب هامة من حياة هذه الشخصية الفذة في الحجاز.. والتي كانت –كما سمعت مراراً في المجالس الأدبية والمناسبات التي يسعدني الحظ بحضورها– أن شخصية المرحوم كانت محور التقاء واستقطاب لعدد كبير من الأدباء والمفكرين في ذلك الوقت.
وربما أستطيع القول أن ذلك العهد شهد مدرستين فكريتين أدبيتين متميزتين بالحركة والنشاط:
- مدرسة الشيخ محمد سعيد عبد المقصود.
- مدرسة الشيخ محمد سرور الصبان.
ولا أخفي أنه ربما كان هناك تنافس طبيعي بين رواد وأبناء هاتين المدرستين الأدبيتين في الحجاز، ولكل مدرسة طابعها ورجالها وأدباؤها الذين كانوا يتحلقون حولها.
إنما تفوق الراحل الكبير محمد سعيد عبد المقصود على نظيره بمبادراته الرائدة في تهيئة المناخ لإعداد كوادر فنية وأدبية وفكرية عن طريق ابتعاث مجموعة من الشباب السعودي لمصر من أجل التخصص في الأعمال الطباعية التي أعطت ثمارها، بل ساعد المرحوم عدداً من الشباب ليواصلوا تحصيلهم العلمي في القاهرة وبيروت.
وأما المرحوم معالي الشيخ محمد سرور الصبان، فهو من الرجال العظماء بل من طراز فريد في الريادة والعمل الأدبي والخيري، وتشجيع الأدباء وتكريمهم واستقطابهم ما أمكن، مما لا يمكن لأحد أن يقلل من شأن ما قدمه للحركة الثقافية والأدبية والفكرية في الحجاز، بل لأبعد من حدود الحجاز.. حيث امتد به العمر وبارك الله في حياته وأعماله وإنجازاته الكبيرة في خدمة الفكر والثقافة الشيء الكثير والعظيم. وهو يمتاز رحمه الله على معاصره من هذه الناحية.. وهما كفرسي رهان، ومحبو الشيخ محمد سرور الصبان، ومن له فضل عليهم كثيرون في هذا البلد وغيره من البلدان كمصر وسوريا ولبنان.
وأنا في هذا المقال لم أرد تأريخ الرجلين، أو أكتب عن وحي الصحراء، كل ما أردته تسجيل بعض السوانح التي جاءت على خاطري وأنا أقرأ مقال الدكتور محمد بن سعد في الجزيرة، أما الذين سيؤرخون للرجلين ولعصرهم فلا شك لديهم الكثير من المعلومات والوثائق والمصادر التي تنصف رواد الحركة الثقافية والأدبية في الحجاز.
والشيخ الفاضل محمد علي مغربي يكتب سلسلة من المقالات الرائعة عن أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر الهجري، ولا شك أنه سيكتب عن رائدنا الراحل الشيخ محمد سعيد عبد المقصود لأنه يعرفه تماماً كما يعرفه كل الذين عاصروه من الأدباء والكتّاب في بلادنا، ومن أصدقائه ومحبيه.
وأذكر اليوم حادثة طريفة حدثت لي عندما كنت أكتب سلسلة من المقالات في مجلة قريش الأسبوعية التي أسسها الأديب الكبير أحمد السباعي ورأس تحريرها عام 1379هـ، حيث بدأت الكتابة فيها بداية من العدد 39 الصادر يوم الاثنين 15 صفر 1380هـ تحت عنوان (الحالة الدينية في الحجاز قبل البعثة) وكنت يومها أراجع الشيخ في مكتبه المتواضع بمقر المجلة والذي كان يقع في مبنى قديم أقيم عند مدخل المدعي على أرض (القبَّان) المعروفة تاريخياً باسم (دار أبي سفيان). وهي اليوم مجرد أرض فسيحة تستعمل كمواقف مؤقتة للسيارات - حيث شاهدت في مكتبه صورة كبيرة بإطار مذهب للمرحوم الشيخ محمد سعيد عبد المقصود معلقة على الحائط فوق المكتب.
فقلت للشيخ أحمد: مالك ولهذه الصورة؟
- فقال (يرحمه الله): هذه يا واد صورة أستاذي وصديقي عبد المقصود.
أذكر هذه الإجابة أو نحوها من شيخنا أحمد.. وهي راسخة في ذهني.
ثم يعود الكاتب إلى الإشارة لما يقوم به الدكتور محمد بن سعد بن حسين، من جهود في سبيل استقاء المعلومات، والبحث عن المصادر التي يحتاجها لكتابه عن محمد سعيد عبد المقصود، ملمحاً لبعض المعلومات الخاطفة التي يمكن أن تساعده في بحثه.
وقد صدر كتاب الدكتور محمد بن سعد بن حسين يحمل عنوان (محمد سعيد عبد المقصود خوجه - حياته وآثاره) في طبعته الأولى عام 1404هـ - 1984م، والذي كان –كما ذكرت– أحد المراجع الهامة التي استعنت بها في كتابي السابق (الغربال)، ولا يزال البحث قائماً للحصول على المزيد من المعلومات التي تلقي الضوء على حياة أديبنا الراحل –بصفة خاصة– وتطور الحياة الفكرية والأدبية في عصره، بصفة عامة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :601  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 111 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج