شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أين الحجون؟ (5)
تاريخ التحريف والتنبيه عليه:
إن التحريف الشائع في زمننا الحاضر قديم جداً، لا نستطيع بالتأكيد الجزم بوقته، وكل ما نجزم به أن تاريخ التحريف يرجع إلى ما قبل القرن الثالث، إذ الطبري لم يوافق الناس على روايتهم إلا لتفشي ذلك التحريف. والطبري من أهل أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع، وأول من نبه على هذا التحريف -فيما اطلعت عليه- تقي الدين الفاسي مؤرخ مكة الشهير، وهو من أهل القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجري، إذ قال (في شفاء الغرام) ما نصه: "وقد ذكر المحب الطبري في الذي ما يوافق ما يقوله الناس، وكنت قلدته في ذلك، فظهر لي أن الأزرقي بتلك أدرى كيف وافقه الخزاعي والفاكهي وغيرهما، وإذا كان كذلك طالما الجبل الذي يزعم الناس أن فيه قبر عبد الله بن عمر، والجبل المقابل الذي بينهما الشعب المعروف عند الناس بشعب العفاريت".
وعقبة ابن ظهيرة وهو من أهل القرن العاشر فنبه على ذلك في تاريخه بقوله تحت عنوان: فائدة: "المشهور عند أهل مكة أن الحجون هو الجبل الذي فيه الثنية التي يدخل منها الحجاج الهابطة على المقبرة، وعرفها الأزرقي بثنية المدنيين، ويسمونها الحجون الأولى بالنسبة إلى الخارج منها ذوي طوى والزاهر، ويقولون لما بينهما وبين الثنية الأخرى الهابطة على الضلع وطريق الوادي وتسمى الخضراء (1) بين الحجونين" (2) ، ص 358 - 359. وقد اكتفى ابن ظهيرة بهذا التنبيه ولم يقل كلمته، بل ذكر عبارتي الأزرقي والفاسي، وهذا دليل على إيمانه بهما.
فهل بعد هذا بقي شك في مكان الحجون الحقيقي؟ وهو: "الجبل الذي فوق القبر المنسوب للسيدة آمنة بنت وهب" من كانت لديه حقيقة غير الذي تقدمت فليتفضل بها خدمة للحقيقة والتاريخ، وإن له من الشاكرين.
مكة: ابن عبد المقصود
"صوت الحجاز" العدد: 181
الثلاثاء 8 شعبان سنة 1354هـ
الموافق 5 نوفمبر سنة 1935م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :925  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.