شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صفة الاحتضار
ذكر أبو العباس (المبرد) في كتاب (الكامل) أن عمرو بن العاص لما حضرته الوفاة دخل عليه ابن عباس رضي الله عنهما فقال له: يا أبا عبد الله كنت أسمعك كثيراً تقول: وددت لو رأيت رجلاً عاقلاً حضرته الوفاة حتى أسأله عما يجد؟ فيكف تجد؟ فقال: أجد كأن السماء مطبقة على الأرض! وكأني بينهما! وكأنما أتنفس من خرم إبرة! ثم قال لهم اللهم خذ مني حتى ترضى، فدخل عليه ولده (عبد الله) فقال: يا ولدي. خذ لك هذا الصندوق، لا حاجة لي به فقال: إنه مملوء مالاً فقال: لا حاجة لي به. فقال: ليته مملوء بعراً.. ثم رفع يديه وقال: اللهم إنك أمرت فعصينا، ونهيت فارتكبنا فلا بريء فاعتذر، ولا قوي فانتصر، ولكن لا اله إلا أنت".
أقول لا باس بالخبر وتكون فيه الموعظة الحسنة.. وإنما الحيرة في أن يملك محتضر أن يتكلم والسماء مطبقة عليه! بمثل هذه الحكمة وهذا الاعتراف والتضرع! مهما كان عقله وإدراكه في مستوى يتميز به عن الناس.. وفي القصة عبرة لمن تدبر قوله (ليته مملوء بعرا).. وفي عزوف ابنه عن أخذه؟ وما أظن ذلك كله إلا مصنوعاً متأثراً بالحزازة التي لا تشفق حتى على من يداعبه (عزرائيل)!! هذا وعمرو بن العاص هو الذي كان يقول عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما إذا استضعف رجلاً في رأيه: أشهد أن خالقك وخالق عمرو واحد، يريد الأضداد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :369  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1003 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج