شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أنا، أنا..
أخرج الجماعة من حديث شعبه عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب، فقال: "من ذا؟" فقلت: أنا قال: "أنا، أنا".. كأنه كرهه. وإنما كره ذلك لأن هذه اللفظة لا يعرف صاحبها حتى يفصح باسمه أو كنيته التي هو مشهور بها، وإلا فكل أحد يعبر عن نفسه بـ (أنا) فلا يحصل المقصود من الاستئذان الذي هو الاستئناس المأمور به في الآية: يَأَيُّهاَ الَّذيِنَ ءامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُواْ عَلَى أَهْلِهَا (1) ...
"ومن طريف ما يروى عن (أبي الضياء) أن إنساناً دق عليه الباب، فقال: من هذا؟ قال: أنا، فقال: أنا والدق سواء".
وكثيراً ما يجابه الناس هذا "الأنا" في مثل هذه الدق فتثور الأعصاب وتضيق الصدور وربما تطول الألسنة.. وما أعظم ما يجد الإنسان في كتب السنة من ضروب الآداب وروائع القصص ما يثبت الله به فؤاده، ويطمئن به قلبه، ويتسع به أفقه فلا يتأفف من الحوادث ولا ممن يسأله من أنت من وراء الأبواب؟ فيقول "أنا".. ويتورع من الإجابة عليه بالكلمة الرائجة "عساك ما بالوني" فربما فاته أن يصل به الإدراك إلى حكمة الاستئناس.. فيكون الإرشاد به أليق "والمتبرم به أحمق".. و (خاطبوا الناس على قدر عقولهم).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :284  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 983 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج