فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
إن شئتم كيلا، أو عدا روى المقريزي في خططه قال: قدم أبو هريرة على عمر رضي الله عنهما بمال من البحرين فقال له عمر: ماذا جئت به؟ قال: خمسمائة ألف درهم،.. فاستنكره عمر، وقال: أتدري ما تقول.. قال نعم. مائة ألف خمسة مرات. فقال عمر: أطيب هو، قال لا أدري؟ فصعد عمر المنبر فحمد لله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس قد جاءنا مال كثير فإن شئتم كلنا لكم كيلاً، وإن شئتم عددنا لكم عداً.. فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين قد رأيت الأعاجم يدونون ديواناً لهم فدون أنت ديواناً فدون عمر". وقد حكى لي أحد المتقدمين في السن ممن طواهم التراب وأفضوا إلى رحمة الله حادثة شهدها فقال: إن أعرابياً من البدو اقترف ذنباً - فقدم إلى أمير البلد فأمر بأن يجلد مائة.. فصاح به الأعرابي: ماذا؟ مائة.. ما أراك إلا أحد رجلين، أما أنك لم تذق (اللعط) أي الجلد، وأما أنك لا تلهم العدد -أي لا تفهم-.. وما أرى الفاروق رضي الله عنه قد استعظم هذا إلا من حيث خشية أن لا يكون (طيباً)، أو أنه مشاب بخبيث، أو أنه أخذ بغير طريقه الشرعي.. وهكذا فتح الله لعباده المتقين وحزبه المفلحين كنوز الأرض وأورثهم خيراتها ليبلوهم أيهم أحسن عملاً؟ فكانوا حيث اختارهم الله وفضلهم على كثير من عباده حماة دينه، وكماة عرينه، فدانت لهم الرقاب، وذللت لهم الأسباب، فخفقت أعلامهم في الشرق والغرب واقتحمت سنابك خيلهم معاقل فارس والروم وما يزال الخير في أمة محمد صلوات الله وسلامه عليه حتى تقوم الساعة إن شاء الله تعالى.
طباعة تعليق  القراءات :297  التعليقات :0
صفحة 981 من 1070

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج