شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
زكاة الجاه
قال (الجواليقي) في (شرح أدب الكاتب):
جاء رجل إلى الحسن بن سهل يستشفع به في حاجة فقضاها فأقبل الرجل يشكر، فقال الحسن: علام تشكرني؟ ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة، ثم أنشأ الحسن يقول:
فرضت على زكاة ما ملكت يدي
وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا
كان ذلك من إخلاص الماضيين.. وما أظنه إلا فيما يضيع معه حق الله - أو عباده.. وأكرم بهم وأنعم حين يبذلون ما يستطيعون في قضاء حوائج الناس.. في غير تعد ولا أشرة ولا استكبار، وقد تطور الزمن وتقلب بذوي المروءات حتى قل أصحاب الأريحيات، وتأول المجادلون الأنانيون ذلك بأنه (تدخل فيما لا يعني).. وأنه من المعائب التي يتبرأ منها. وما ذلك إلا لأن ما كان زكاة للجاه بحسن نية وعدم محاباة ولا إضرار بالغير قد أصبح مجرداً عن أهدافه الأولى السليمة، وكاد ينحصر فيما يجر مغنماً أو يدفع مغرماً عن المتصدي لهذه الشفاعة غير الحسنة.. أما إذا كان القلب سليماً نزيهاً والسعي كريماً والنية خالصة فما أجدر أصحاب الجاه بذلك وما أعظم الفائدة تعود على عباد لله من زكاتهم فيه.. وما أشد اغتباط ولاة الأمر بهذا الفريق من الناس يعينونهم على الخير ويذكرونهم بكل معروف ويبسطون بهم وجوههم وأيديهم لكسب الثواب من الله والثناء من خلقه متى وثقوا بهم ويإخلاصهم وبعدهم عن الظنة والاستغلال، وكلمة أخيرة في هذا الموضوع وهي أن الشفاعة فيما هو حد من الحدود الشرعية محظور ولا كلام فيه، وكذلك هي فيما كان لانتهاك نظام عام أو تجاوزه بشكل استثنائي لا ضرورة له ولا تبرير فيه - فإنه مع توفر شرائط حسن القصد فيه يكون ضرره أكثر من نفعه من نظام عام يوضع موضع التطبيق إلا وهو مبني على درء المفاسد وسد الذرائع قبل كل شيء - أو المفروض ذلك فيه - والهدف الأساسي منه مصلحة الجميع دون تفريق ولا استثناء، والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :500  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 963 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج