الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

هيلمان الزواج

قال أبان بن عبد الحميد اللاحقي من قصيدة يهجو بها رجلاً من ثقيف بمناسبة زفافه:

لما رأيت البـز والشـاره

والغرش قد ضاقت به الحاره

والموز والسكـر يرمى بـه

من فوق ذي الدار وذي الداره

واحضروا الملهين لم يتركوا

طبـلاً ولا صاحـب زماره

قلت: لماذا؟ قيـل أعجوبـة

محمـد زوج عمـاره

قلت: كان إبان هذا وصاحبه يعيشان قبل ألف سنة أو تزيد في العصر العباسي الأول.. وهذا وصفه لحفلة زفاف لأحد أوساط الناس أو حتى فقرائهم.. لا أدري؟ كل ما في الأمر أن هذا البذخ والإسراف والصرف والانصراف.. قد بدأ منذ تلك العهود.. وحملها الذين ينؤون بها من كل جيل وقبيل.. وحتى يومنا هذا دون مبرر من عقل أو شرع إلا الإحراج.. والدين.. وتعطيل المصلحة العامة.. والخاصة، وفي الأبيات كلمة (حارة).. فهي إذن معروفة منذ الزمن القديم.. فأما تكاليف الزواج.. فإنها إحدى المشاكل الكبرى التي لا بد من علاجها بالوعظ والإرشاد.. والقدوة الحسنة من القادرين أهل اليسار.. وإلا كانت العاقبة وخيمة.. والمضاعفات أليمة.. وحسبهم فيه إقامة (الوليمة).. ولو اقتصرت على (شاة.. وليمة..).