الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

الثناء الحسن

"قال إبراهيم السندي بن شاهك: قلت في أيام ولايتي الكوفة لرجل من وجوهها كانت لا تجف كبده ولا يستريح قلبه ولا تسكن حركته في طلب حوائج الناس، وإدخال السرور على الضعفاء، وكان عفيف الطعمة، وجيها مفقها: خبرني عن الشيء الذي هون عليك النصب وقواك على التعب ما هو. ومن أي شكل هو؟ فقال: سمعت غناء الأطيار بالأسحار على الأشجار، وسمعت خفق الأوتار، وتجاوب العود والمزمار، وما طربت من صوت حسن كطربي من ثناء حسن على رجل قد أحسن، فقلت لله درك لقد حشيت كرما".

* * *

مرحى مرحى، ذلك إلى ما أعده الله للساعين في قضاء الحوائج من ثواب عظيم. وما تتعطر به الأندية والمجالس من سيرتهم الطيبة، وما يجدونه في أعماق قلوبهم من راحة وطمأنينة - إنهم إلى ربهم راجعون. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. فأكثر اللهم بيننا من يؤثر ولا يستأثر، ويفضل ولا يستكثر، ومن يؤدي زكاة الجاه في طاعة الله وارزقنا الهداية والتوفيق لما تحبه وترضاه.