الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

المناقرة هي المخاصمة

قال رجل من بني أسد: (تزوجت ابنة عم لي فخرجت أريدها فلقيني شيء كالكلب، مدليا لسانه في شق، فقلت: أخفت ورب الكعبة، فأتيت القوم فلم أصل إليها و (ناقرني) أهلها؟ فخرجت عنهم لمكثت ثلاثة أيام ثم بدا لي فيهم فخرجت نحوهم فلقيت كلبة تنظف أبناءها لبنا.. فقلت أدركت ورب الكعبة.. فدخلت بأهلي وحملت مني بغلام ثم آخر حتى ولدت أولاداً. ونحن لا نقول إلا ما أمرنا به "اللهم لا طير إلا طيرك؟ ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك".

وإنما الشاهد في القصة قوله (وناقرني) أهلها. فإذن تكون الكلمة قديمة الاستعمال بمعنى المنازعة والمشاكسة، تماماً كمفهومها الآن.. وقد نص عليها لغة فقيل: (بينهم ناقرة ونقرة...) أي مراجعة في الكلام ومخاصمة.. ومرادف (المناقرة) المناكفة.. وكلاهما مذموم غير محمود.. وما أحسن الدماثة وحسن الخلق.. وقديماً قالوا (يدرك باللطف ما لا يدرك بالعنف) و (اللي تقتله بالسم اقتله بالسكر). أي اجتهادان تزيل خبثه بطيبك. وشره بخيرك، وشدته بلينك.. وأن تكون ممن نعتهم الله تعالى بقوله ادفع بالتي هي أحسن - فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".