شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أخيلة تتحقق
يقول الشاعر الجاهلي (قريط بن أنيف) من شعراء الحماسة في قصيدة له يصف قومه:
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم
(طاروا) إليه زرافات ووحدانا
ويقول امرئ القيس:
كان غلامي إذا علا طال متنه
على ظهر باز في السماء محلق
ويقول مجنون ليلى:
أسرب القطا هل من يعير جناحه
لعلي إلى من قد هويت (أطير)
* * *
وقبل خمسين عاماً فقط أو تزيد قليلاً استطاع الناس أن يحققوا الخيال وأن يحلقوا بأقوى مما يملك القطا والبازى واشتركت الطائرات في الخدمات العامة السليمة، وفي المعارك الفاصلة في جميع الحروب الحديثة العالمية الأولى والثانية. وبذلك تحقق ما تخيله شعراؤنا في الصحراء قبل قرون وقرون، وما كانوا يعنون غير التمثيل والإسراع في مجالات النخوة والدفاع، وقد أدرك الأحياء ما تمناه (المجنون) دون حاجة إلى استعارة الأجنحة الخفاقة وإنما يسر لهم ذلك هذا العلم الذي استمت آفاقه وتشعبت أبحاثه حتى كادت الدنيا تبدو كرقعة واحدة، يطويها الإنسان خلال يوم وليلة وليس ذلك فقط بل وعلى مقاعد وثره وبين مثلجات ومكيفات واتصال دائم بين الأرض والسماء وإن تعجب فعجب أن امرئ القيس نفسه قد تخيل ما هو بمثابة (الرادار) أو التلفزيون في العصر الحديث فهو يقول:
تنورتها من (أذرعات) وأهلها
بيثرب.. أدنى دارها نظر عالي
واعتقد أن لو عاش هؤلاء المتخيلون إلى هذا الزمن وكان لهم حظ من ثقافاتنا المتنوعة المنظمة لما عز على الشرق كله أن يفتقد بين أممه وشعوبه هذا الابتكار والاختراع اللذين تميز بهما الغرب وإذا كانت هذه دعوانا، فما علينا إلا أن نتوفر على إقامة برهانها ولو بعد حين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :331  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 894 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج