الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(152) الفيل الثالث - بمكة

حكى السخاوي في تاريخه (التحفة اللطيفة) أنه في سنة 700 هجرية جيء إلى مكة مع الركب العراقي (بفيل) وأحضر المشاعر، ثم مضوا به إلى المدينة النبوية، فمات بقربها بعد عجزهم عن التقدم إليها خطوة.

قلت: وبذلك يكون هذا الفيل الثاني الذي تعرفه مكة.. أما الأول فهو الذي نزل فيه الوحي في سورة (الفيل) - وكان الناس يؤرخون بموته وهلاكه.. قبل الهجرة.. وأما الثالث فهو (الفيل) الذي كان في عهد الشريف عون الرفيق - ولا يزال كثير من الأحياء يعرفونه ويذكرونه.. وقد قال لي أحد الإخوان الشيخ أحمد حافظ وهو أكبر مني سناً وما يزال يعيش بحمد الله - أنه أركبني على ظهر هذا الفيل بقاعة الشفاء وأنا طفل صغير لم أتجاوز الخامسة.. وأن والدي جاء فأنزلني عن صهوته.. وضربه كفاً ولا أذكر ذلك مطلقاً- وأحسب أبا أسامة مد الله في حياته قد أدركه وربما امتطاه في روحاته وغدوانه (ببرحة القرارة).. ولعلَّنا نظفر بأفيال أخرى لم نقف عليها حتى الآن..

هذا وقد علق الأديب أحمد السباعي على ذلك بقوله: "ليت الأستاذ الغزاوي يعلم أنه في الوقت الذي امتطى فيه الفيل كنت لا أزال في عالم الغيب.. أما الذي كان يلعب في برحة القرارة يومها فلا أستبعد أن يكون الذي وهو أكبر سناً بطبيعة الحال من سعادة الشيخ بعدة سنوات".