الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(138) مكة - تشرب في جدة ⁽¹⁾

قرأت في كتاب الوزراء للصابي وهو يتحدث عن الوزير علي بن عيسى بن الجراح في عصر المقتدر بالله العباسي سنة 301 هـ.. أي قبل ألف وسبع وسبعين حولاً.. ما نصه "ولما كان بمكة وجد الماء ضيقاً على أهلها وأصحاب السلطان يسخرون جمال الناس وحميرهم لنقله من جدة إليها فابتاع عدداً كثيراً من الجمال والحمير ووقفها على حمل الماء وأقام لها العلوفة الراتبة ومنع من السخرة وحظرها..".

* * *

قلت - وهذا أول خبر تاريخي عثرت عليه يدل على أن مكة كانت تستورد الماء من جدة.. وكان العكس بها أشبه.. إلا أن تكون جدة في تلك العهود كثيرة الصهاريج.. وفيرة الأمطار.. أو أن النقطة في جدة زائدة فهي (جدة)؟ وكيفما كان الأمر فقد أرغد الله كلاً من مكة وجدة بالماء الذي يجب أن يصان من التبذير والإسراف وأن لا نترك صنابيره خربة أو مفتوحة يتسرب منها الماء في غير رقابة أو إصلاح-فقد يعبث به القدم أو يتلفها طول الاستعمال، أو يفتحها السقاة أو الأطفال.. دون إغلاق والحمد لله على نعمته التي لا تحصى.