الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(70) فالوذج السوق ⁽¹⁾

قال ابن الحجاج:

أعـزز علـيَّ بأخلاقٍ وسمـتُ بها

عندَ البريةِ يا (فالـوذج السوقِ)

وكانوا يعبرون بها عن كل ما لا يحمد مخبره..

(شفاء العليل)

* * *

قلت: عجباً - هذا سر توقف أهل البيوت عن شراء الطعام من السوق مطهياً أو محضراً.. فشتان بين البيتي والسوقي؟!! غير أن الكسل وندرة الخدم وتكاليف العمل ومشاقه في نظر الجيل الحديث قد هونت على الكثيرين استعمال ما يحضر ويطهى في السوق.. حتى العوائل الكبيرة التي كانت تعجن خبزها من البر النقي.. وتخبزه على الألواح في الأفران.. قد ملت وكلت!! وأخذت تقضي لازمها من عرض الطريق.. غير أن خبز السوق في كثرته الغالبة لا يحمد مخبزه!! ولا بد من جعله من النظافة والنضوج بحيث يكون الإقبال عليه تاماً عاماً.. وإني لواحد من أولئك الذين يكلفون رسولهم السير على قدميه أميالاً ليقضي الخبز من (سوق الليل).. لأنه نظيف ناضج لا يكاد يختلف عن خبز البيت قديماً.. وكأنه (الإسفنج) المغسول.. أو اللمى المعسول!! فلم لا يكون غيره مثله؟.. وجزى الله كل محسن في عمله خير الجزاء.