شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(52) الشائط - والبائخ (1)
تفضل الأديب الكبير والصحفي القدير أخي الأستاذ عبد الله عريف فتحدث في أسبوعيته (مع الزمن) بعدد (الجمعة) في 19/11/1377 من البلاد السعودية الغراء.. عن (باخ وشاط).. ولم يفته الصواب فيما استشهد به من شعر الشريف الرضي.. وسرني منه كثيراً أن يتصدى –ولو عرضاً– إلى مثل هذه الأبحاث (الميتة). كما يقول البعض.. فإنها إن لم تكن (حية) كل الحياة.. فإنها على الأقل أطراف وإتحاف وترفيه عن العقل المكدود - والمجال المحدود.
ولقد أعجبت كثيراً بأسلوبه السهل الممتع. في عرض ذلك.. حتى شعرت بالتضاؤل فيما سبق لي إيراده من هذا القبيل.. فإنه (منافس قوي) أغبطه على توفيقه في كل بحث يتناوله بالدرس أو الكتابة.. وناهيك بما دبجته براعته في موضوع (التخطيط الاقتصادي) فقد أشبع وأروى. وأزاح اللثام عن مصادر البلوى.. وكأنما أقرأ تقريراً صافياً من أخصائي لا شأن له إلا الانكباب على الشؤون المالية والتجارية والاقتصادية - والزراعية والصناعية أيضاً.. وما أحسب أن ثمة ما يعقب عليه فيما بسطه من آراء قيمة ونتائج صحيحة.. لا بد من الأخذ بها والعمل لها حتى تزول العلة.. وترسخ الأصول المؤدية إلى الرخاء.. والهناء.. وذلك ما ينبغي أن تستهدفه البلاد (حكومة وشعباً).. كفاية لا بد من السعي لها حثيثاً في غير توقف ولا إبطاء... وأرجو أن تكون اليوم أقرب إلى التحقيق من كل وقت مضى..
ولأعد إلى (البحث اللغوي) في (باخ - وشاط) فإما باخ فإنها قابلت في شعر الرضي (الشهاب والاصطلاء واللظى) فهي لا تعني بحال أنها (البرودة) أو (البرد) وإنما هي وسط بينهما - قال في المنجد: "باخ - بوخا" أعيا ويقال: (عدا حتى باخ). وباخ الحر والغضب والنار.. سكن وفتر وخمد.. وباخ اللحم فسد. فلو أنها كانت تعنى البرودة.. لماد أفسدت اللحم.. لأنه إنما يصلح في (البرد) وفي (الثلاجات)!!
إذن هي بمعنى لا هو البرد ولا هو بالحر. وإنما هو بين بين فالبائخ فاقد الحيوية.. وفاتر الحركة.. وإذا اقترن بها ما يميزها بالبرودة. فلا تمتنع عن أن تكون مرادفة لها بالقرينة.. كما في بيت الشريف.. وإنما هي (البرودة) التي لا تبلغ درجة الضد من اللظى.. بل مجرد الانطفاء.. والانكماش.. واستعمالها بكل ما لها من مدلولات مختلفة واقع في محله من متداول الناس.. وأمثالها كثيرة من الكلمات الصحيحة في اصطلاح العوام.. وكما قيل (ما جاء على أصله لا يسأل عنه). إنما كان ضياعها وإبهامها من قبل الخليط المزدوج من الدخيل الذي لا يكاد يحصر!
* * *
وأما (شاط) فلها كأختها (باخ) عربية لا مراء فيها.. وإنما تعنى في اللغة: الاشتعال.. أما في الاصطلاح أو المتداول فنقول (ريحة شياط).. إذا علقت النار بشيء من الصوف.. أو الثياب.. أو الخصف.. فيزيد عما في اللغة.. بأنه يدل على احتراق شيء معين بالذات وربما عرف من (الشياط).. نوعه وجهته معاً.. وليس بين يدي الآن من المراجع ما يتيح لي الاستشهاد بكثير في هذا المعنى المتداول إلا أنني أتذكر أن من الشعراء.. من استخدمه في (شلوطة) قلبه.. من أثر الحب أو (شياطه) حتى بلغ نخشوش أنفه أو أنوف عذّالة!!..
وإنه ليشرف (مراجعاتي ومطالعاتي) أن تضاف إلى (التعريف) لا أن يضاف إليها.. ويسعدني أن لا يضن عليّ القراء - كلما سنحت الفرص - بأمثال هذه (الملح) اللطيفة..
وقد لا يرى بعضهم - كبير نفع - منها.. إلا أنها في الحقيقة لا تخلو من الفائدة.. وفيها بعض الترويح على الأقل.. وما نريد بذلك إلا الوصل بين القديم والجديد.. والطريف والتليد. لغة واصطلاحاً.. وسعياً وكفاحاً و (كلٌ ميسرٌ لِمَا خُلِقَ له)..
وتحياتي لأبي عدنان (2) وأسبوعياته الشائقة الفائقة فما أريد أن أخجل تواضعه فأقول على رؤوس الأشهاد أنه نسيج وحدة فيما يعرض له من دقيق وحليل.. حتى لأكاد أتخيله - لسعة آفاقه - مصداقاً للأديب الحق في كل حيل.. رعاه الله وأبقاه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :345  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 705 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج