شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في ذكرى رثاء "أسد الجزيرة" و "صقر العرب" (1)
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَئِكَةُ طَيِّبِنَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ
صدق الله العظيم
اللَّهم أعطني من الدنيا ما تقيني به فتنتها وتغنيني عن أهلها ويكون بلاغاً لي إلى ما هو خير منها فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.
عبد العزيز
تمر الأجيال، وتتعاقب العصور، ولما يفرغ الناس في الشرق والغرب من هذه الذكرى العاقبة لفقيد العرب والإسلام جلالة الملك (عبد العزيز) الأول تغمده الله برحمته ورضوانه.
ولم ولن تنقضي هذه السيرة العاطرة - ولا تنتهي إلى أمد - ما توارث الأبناء والأحفاد عن الآباء والأجداد، هذا الحب العميق المتغلغل الجذور في كل قلب لهذه الشخصية الفذة وهذا العصامي العظيم، ولخليفته المفدى، جلالة الملك سعود الأول وآل بيته الأتقياء.
أطرقت كثيراً طويلاً أستوحي ذاكرتي ما تختزنه من انطباعات تتصل بهذه العظمة الخالدة، فإذا بي أقول لنفسي رويداً فما أنا ببالغ من ذلك إلا كما يحمل الطير في منقاره من البحر، وليس من باب المبالغة ولا تزجية الكلم جزافاً ولا الاندفاع مع العواطف ولا التأثر بالحب، أن أقرر صادقاً أن استيعاب (المحيط) في (بئر) أيسر مؤونة وأقرب إمكاناً من عرض كل ما تزخر به حياة الملك الراحل، وما تموج به الأحداث الخطيرة التي دارت رحاها له وعليه في (جزيرة العرب) خلال القرن الرابع عشر الهجري في إجمالها وتفصيلها.. وما كانت منذ سنة 1319 - حتى يوم الاثنين الموافق 2 ربيع الأول 1373 هجرية لتخلو صفحة واحدة منها من أثر مباشر وعلاقة بعيدة أو قريبة بهذا البطل المغوار، والآية البينة على أن الله الذي آواه ونصره وخذل أعداءه قد جعله مظهراً لقدرته وعنواناً على توفيقه ونصرته وبرهاناً مصدقاً لما وعد به عباده المخلصين في محكم كتابه وَعَدَ اللَّهُ الذَّيِنَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنيِ لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً.
(صدق الله العظيم)
تحدث التاريخ عن الملوك والعظماء في فترات متقطعة، وكان لبعضهم من الهادين المهتدين، ما لا يزال يُذكَر فيُشكَر مِنْ عملٍ صالحٍ وأثر باقٍ أو خلق كريم.. وكان منهم من يعتبر من العباقرة في حرب أو سلام، ومن يتميز في ناحية ما بزهد أو تقوى، ومن كافح ونافح عن الإسلام والمسلمين في ظروف غير متماثلة وإمكانيات تجعل النجاح منه على طرف التمام كان ذلك موضع الإكبار والإعزاز ولو في جانب من الجوانب لدى كل متتبع متقص، همّه الاطلاع على أخبار من مضوا من القادة والزعماء وذوي السلطان، وكان له في (نفوس الخاصة والعامة) صدى لا يجهله الكثيرون، ولكن الحال تختلف بالنسبة لفقيدنا العظيم فقد جمع الله له ما تفرق من أسباب للعظماء من المجد والعز والنصر والتوفيق وقد هدى به الله خلائق لا تحصى في البدو، والحضر وأيد به دينه وأقام به شريعته بعد اندراس وانطماس.
بدأ جهاده وحيداً ولا حول ولا قوة له إلا بالله فقام بالدعوة إلى توحيد الله والرجوع إلى شرعة الحنيف، وما زال ما هدمته القرون ويؤلف ما شتتته الضغائن والأحقاد، ويهدم ما نصبته الأساطير والخرافات والبدع المحدثات ويجابه من المشاكل ما تعيي به الجبال وتميد له الرواسي، وقد غلبت الأهواء وبعد الناس عن الوازع الديني وتصارعت القوى، في سبيل البغي والهوى، ودرست معالم الشريعة وانطفأت مصابيح الهدى وظن المستبدون وذو الشوكة والقهر أنهم في منعة من الخذلان، فكان استعانته بالله والتجائه إليه وخوفه منه وإتكاله عليه وجهاده فيه وإخلاصه لطاعته، وإقامته لحدوده، وتطبيقه لشريعته واتباعه لهدى رسوله صلوات الله وسلامه عليه وإنصافه للمظلومين، وحدبه على الضعفاء والمساكين، وشدته على البغاة والعتاة وضربه على أيدي المفسدين وإحسانه إلى الفقراء، وبشاشته لمن حظي بالاجتماع إليه وجلده على مواجهة الكوارث واعتماده على الله وتمسكه بحبله المتين، وتأوهه وتهجده في الساجدين وقيامه في الأسحار وشفقته على رعيته وعفوه وصفحه وحلمه وكرمه وإغداقه الخير وكل ما في يديه على شعبه، وتصونه عن كل ما يشين، وعفة يده ولسانه وعينه وجوارحه وقلبه عن كل محرم - كان ذلك كله ولمزايا شتى لا تكاد تحصى، حبيباً إلى ربه وإلى كل قلب وقرة عين لكل موحد ومثابة لكل قاصد، لا تأخذه في الحق لومة لائم، ولا يفتر لسانه عن ذكر الله، ولا يخلو مجلسه من العظة والذكر بما يتلى فيه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأحكام شريعته المطهرة وسيرة أصحابه البررة الكرام.
إنه أسد الجزيرة و (صقر العرب) حقاً دون منازع بما خاض من معارك وأبطال، وما صادم من أبطال وأقيال، وما دك من معاقل، وما أقتحم من أهوال وما اجتث من فساد، وما فتح من بلاد، وما حّد من شتات، وما جمع من متفرق، وما أسس من ملك (على قواعد الشورى) وما شيد من عمران وأنشأ من علاقات وسفارات وبذر من مبادئ، وثبت من عقائد، وواجه من مشاكل، وذلل من صعاب، وبما دوّن من دواوين ووطد من دعائم، ورفع من ألوية، وبما أقام من شريعة الله فهو في كل ذلك كان (نسيج وحده) كان أمة في رجل - بل وكان هو الشعب في مجموعه ومميزاته وسماته العليا - فل غرو إذا كان لنعيْهُ في الخلِيقَةِ هذا الدوِّي البعيد!!
كان مؤمناً بالله لا تنكص بعزماته الأخطار، ولا تتأبى عليه الأماني - (يفكر فيقتنع، فيمضي، فلا ينثني حتى الموت) وكان كما يقول ضياء الدين بن الأثير: (إن طلب فكان لجنةٍ لا يشم رائحتها مشرك، وإن طلب فكان الليل الذي هو مدرك) ذلك شأنه في إقدامه واعتماده على الله وثقته واطمئنانه إليه، وهو سر نجاحه وفلجه وانتصاره على كل من ناوأه، وألبّ عليه حتى استتب له الأمر في هذه الأقطار الشاسعة التي أسعدها الله في ظل عدله وحكمه، وستظل سعيدة هانئة واعدة في ظل خليفته العظيم (سعود بن عبد العزيز) هذا الملك العطوف الرفيق الذي كان عضد أبيه وساعده الأيمن في جميع المعارك والفتوحات، والذي هو رجاحة عقل، وسعة تدبير وبُعد نظر وبسطة كف ورباطة جأش وقوة يقين.
كان سره وعلنه دائماً: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.. وكان شعار جيشه ونداؤه (يا مالك يوم الدين).. وما قام ولا قعد ولا تأوه ولا زفر إلا وكلمته: (يا معين) وكثيراً ما كان يردد قول الشاعر:
إنّ للهِ عباداً فِطناً
طلّقُوا الدنيا وخافوا الفِتَنَا
جعلوها لُجَّةً، واتخذوا
صالحَ الأعمالِ فيها سَكَنَا
وكان أحب الناس إليه العلماء وكان لهم منه كل تجلة وتعظيم وتكريم، وأذكر مرة أنه نظر في المجلس إلى أحدهم وقد جلس بين آخرين دون مكانه فغضب لذلك غضباً شديداً ودعاه ووسع له وانتهر الذين لم ينزلوه منزلته وقال (ألا تعلمون أنه ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا)!! فما عاد أحد بعد ذلك يزاحم عالماً محله من المجلس.. وكان القراء في كل قصر من قصوره يرتلون القرآن فتسمع له دوياً تخشع له القلوب وتتذكر به اللباب.. وكان بشارة لمن يناله منه زجر أو تأنيب أن يزجره أو يؤنبه ذلك أنه لا يلبث أن يستدعيه إليه ويغمره بعطفه وكرمه، فلا يعود أبداً لما أنكره عليه مدى الحياة.
ومع ما آتاه الله منها من هذا الملك العريش وهذا الشأو البعيد، وهذه المهابة التي تجعل الناس كأن على رؤوسهم الطير بين يديه، وما ضاعف له من كل بر وما خوله من النعمة وشكرها، وقد كان هيّناً ليّناً لا يتعاظم على أحد ولا تأخذه العزة بالإثم. ولا يزال صدى صوته الحنون تتجاوب به الأسماع كلما تناول حديثه تاريخ الجزيرة الحديث ومواقفه الحاسمة فيها.
ولا ريب أن جلالته - تغمده الله برضوانه - قد أوتي من مكارم الأخلاق ما يتعذر توافره في شخص واحد في زماننا هذا، وكان على ما له من هيبة وجلال في كل من اتصل به من قريب أو بعيد، ذا جاذبية أكاد أجزم أنه لا دخل لها في هذه العناية التي يبذلها للمتشرفين بملاقاته في صباح ومساء، إنها مصداق الحديث الشريف: "إذا أحب الله عبداً قذف حبه في قلوب الملائكة، وإذا أبغض الله عبداً قذف بغضه في قلوب الملائكة ثم قلوب الآدميين." فما حظي بالسلام عليه والإصغاء إليه أحد إلا أشرب حبه قلبه، وانطلق لسانه بالإعجاب به والإكبار له. سيان في ذلك الشرقيون والغربيون الموالون.. والمشاكسون ومن هو ذلك المسلم المتمسك بدينه المتفاني في يقينه، والذي هو في مثل مكانته في العالم الإسلامي والعربي.. من هو اكتسب هذه السمعة المدوية والمقام العالي المحمود في زماننا هذا بين كافة الخلق من موحدين ومسيحيين غيره؟!! ومن الذي نظر إليه من دهاة العرب والذين يشار إليهم بالبنان نظرة الاحترام والتقدير والاعتراف بمواهبه بين.. الناطقين بالضاد في هذا العصر المادي غيره؟!! أجل لقد تحرج ولم يجرأ أن يدخن بين يديه (تشرشل) أعظم رجال الأمبراطوريات الحديثة، وعلم النصر السامي يخفق فوق رأسه!! وعلى وجنتيه وسنه ومكانه وعنجهيته اضطر أن يخفي سيجارة اختلاساً في فترات قصيرة خلف الحجب وهو مأخوذ بعظمة الله التي استمد منها عبد العزيز فكان له بها هذا الشأن بين العالمين.
حقاً إنه (ملك) فَذٌّ أفرده المترجمون لسيرته في جميع اللغات الحية بتأليف أكثرها لم نستطع درسه حتى الآن !! وقد كتب عنه نوابغ الكتاب وأنشد فيه شعراء العرب في كل قطر ومصر ومن وراء البحار ما لو جمع في أسفار عدة لضاقت به وما اتفق لعظيم سواه ما حباه الله به من منعة وعز وحظ وتوفيق ونصر وسلطان وثراء ما اكتنز منه إلا الأجر الخالد.
هذا إلى أنه - بالرغم من كل ما أحاط به مهابة وتقوى وورع وخشوع - ما كان ليضن على جلساته وخلصائه وذوي خاصته،بالدعابة، الفينة بعد الفينة، وكان رصيده عظيماً من أدب الدنيا والدين ومن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ومن قصص الأنبياء وتاريخ العرب القديم والحديث، وكان يتمثـل كثيراً بأبيات من حكمة الشعر كقوله دائماً:
(أقلوا (2) عليهم لا أبا لأبيكمو
من اللوم، أوسدوا المكان الذي سدوا
لا يصلح القوم فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتني إلا على عمد
ولا عماد إذا لم ترس وتاداً
فإن تجمع أوتاد - وأعمدة
يوماً فقد بلغوا الأمر الذي كادوا)
وما شهد أحد مثل مجلسه أياً كان مقامه إلا وخشع قلبه وانشرح صدره وذكر الله كثيراً وأكبره واستحفظ، وأخذ ببيانه وإيمانه، وهذا ورده المصطفى المختار من كلام الله تعالى وكلام سيد الأبرار وقد اختاره جلالته لنفسه يكرره صباح مساء كلما تجافى به المضجع: اجعلني الله من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، ويدل هذا الورد على مدى.. إخلاصه لربه واعتصامه به والتجائه إليه رضي الله عنه وأرضاه.
أما ما حققه الله على أيديه للعرب أجمعين عامة وللمملكة العربية السعودية من علو الشأن وبعد الصيت ورسوخ القدم وعلو المكانة وإنشاء هذا الدولة الكبرى وتوطيد دعائم الأمن، ورفع منار الشرع ومحاربة الأمية ونشر التعليم، وانهمار الثروة وتدفقها وإقامة المستشفيات، ودور الأيتام، وما أشاعه في رعيته من خيرات وحسنات وما بذله من تضحيات في تمهيد الطرق، وتوفير الراحة لوفود بيت الله وزوار مسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وإنشاء المدارس وفتح المعاهد وإرسال البعثات، وتأمين المياه وتيسير المواصلات في البر والبحر والجو وما كان لجلالته من سخاء وعطاء، وما غمر به أمته من فيض وكرم وإحسان فحسبنا أن الكلام في ذلك أصبح لا يعدو أن يكون، كإقامة الدليل على أن (السماء فوقنا) وأن (الشمس تضئ) (والماء يروي)..
وقد وهبه الله من بعد النظر وأصالة الرأي وسداد الحكم ما تذللت به الصعاب، وتمهدت العقبات، وزالت الفوارق، واتحدت القلوب، واجتمعت عليه الكلمة، وناهيك بدهائه السياسي حين تجد أساطين الأمم وأقطاب العالم من ساسة ووزراء وحكام وملوك ورؤساء من شرقيين وغربيين، يشاركون أمته بكاءها عليه ويشعرون بالحسرة والحزن والعميق بفقده، وهل وراء ذلك غاية لطامع أو زيادة لمستزيد!!
وما كان بالأمر اليسير أن يتسابق إلى مودته ويتنافس في حبه من كانوا من ألد الخصوم له، وأبعدهم عن مجاملته ومصافحته من أصحاب العروش، والتيجان غيرهم، فقد أدرك الجميع أن (عبد العزيز) الصديق، خير لهم، وأنه لا يقول إلا حقاً، والشفوق لا يضمر لمسلم حقداً، وأنه لهم ومنهم حيث أراد الله أن يعتز بهم على نعمة من الله ورضوان.
ولو كُشِفَ الغطاء عن كثير من حسنات الفقيد العظيم في الداخل والخارج، وما له من أياد بيض غير منظورة، كان يهتدي بها الذين (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) والذين طوح بهم الزمان، والذين تنكرت لهم الدنيا حتى لأولئك الغارقين في مجافاته والواغلين في خصومته.. إذن لعلم الناس ما لم يعلموا مما طبع الله عليه نفسه الكبيرة من أخلاق فاضلة يتجلى فيها الأسوة الحسنة بسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم.
وبعد: فقد أفضى (عبد العزيز) بما قدم من (الباقيات الصالحات) و (المآثر الخالدات) إلى ربه، وقد وعد الله من عمل الصالحات وعد الحق في كتابة المبين وعلى لسان أصدق المرسلين بخير الجزاء، وكما خوله ثواب الدنيا - فإن له عنده (حسن ثواب الآخرة) إن شاء الله وأنه لفي الظل الظليل إن شاء الله تعالى مع الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وما أتاح الله لملك ما أتاحه الله له من ظفر وتكمين ونصر وتوفيق في حياته. ومن شكر وثناء ودعاء بعد وفاته. و (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
وقد ورد في الأثر: (إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه فانظروا ما يتبعه من الثناء).
وخير ما أختتم به هذه الكلمة المتواضعة تهنئة الأمة بعهدها الزاهر الجديد وملكها البر الرشيد صاحب الجلالة (ملك المملكة العربية السعودية) مولاي الملك (سعود الأول ابن عبد العزيز) أمده الله بنصره فهو الراعي العجيب الذي انعقدت على حبه والإخلاص له والتفاني فيه قلوب جميع طبقات الشعب في عرض البلاد وطولها وقد قال صلى الله عليه وسلم: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنونكم) وقد جبله الله تعالى على خير ما يتصف به الملك الحازم والإمام العادل، من صفاف الخير ومكارم الأخلاق.
ونسأل الله جلالته العون والتوفيق فيما اضطلع به من المهام العظمى.
وإن من حق جلالته على كل مواطن من رعاياه وكل موحد لله في مشارق الأرض ومغاربها السمع والطاعة، وأن يعمل بقوله صلى الله عليه وسلم الدين.. النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
إن علينا كسعوديين أن نقوم بواجباتنا في تبصر وحسن تصرف، وإدراك وأن نتعاون على البر والتقوى عملاً بوصاياه. وأن نحافظ على السمت والخلق اللذين يتفقان وشريعتنا الغراء، وأن لا ندخر وسعاً في التناصر على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يخلص كل واحد منا لربه ولنفسه وأخيه وحكومته ومليكه وبلاده وأمته في قوله وعمله، وأن نقدر ظروف العالم من حولنا وما يعانيه البشر من توجس وقلق وخيفة وحرمان، وأن نسير وراء إمامنا الموفق وملكنا المظفر في صفوف موحدة منظمة وقلوب مؤمنة مطمئنة واثقين بالله متمسكين بحبه معتصمين بطاعته متضافرين على نصرته وأن نتكاتف على إحقاق الحق وإزهاق الباطل ولنا من الله ثم من جلالته ومن سمو ولي عهده المفدى على ذلك أكبر نصير وأقوى ظهير إن شاء الله وفي الحديث الشريف: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً.
وليكن لنا من أنفسنا واعظ فإن الله (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) ولنضع نص أعيننا أن مردنا إلى الله فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ.
ونسأل الله العلي القدير تعالت أسماؤه أن يلهمنا من أمرنا رشداً وأن يؤيد بنصره ويحفظ (طويل العمر) حضرة صاحب الجلالة (سعود) المعظم، وحضرة صاحب السمو الملكي ولي عهده المفدى الأمير (فيصل) المحبوب، وأن يجعل عهد جلالته عهد يمن وبركة وعز وإقبال إنه سميع مجيب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :486  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 640 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج