شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وبُؤْنَا بحلفٍ كامتزاج العناصر (1)
يا صاحبَ الجلالة:
إن بلادي التي تقدر الفضل وتعترف بالجميل والتي ما انفكت تبرهن في كل موقف على تفانيها حول عرشك العظيم واندفاعها في سبيل الحب والنصح والإخلاص .. تلك الخلال التي رفع قواعدها العدل وثبتها الإحسان، قد اتخذت من قدوم أصحاب السمو الأمراء وقادة الجيش وأبطال الحرب وكواكب المجد، وذادة الحمى، وجمرات العرب، أحسن فرصة ووسيلة لتعرب عن سرورها بما أتمه الله على أيديهم من الفخر الخالد، والتوفيق الباهر، تحت ألوية جلالته الخافقة (بوحدة العرب) والمنتشرة لجمع شمل العرب وتعزيز كلمتهم وحفظ بيضتهم أينما حلوا تحت أديم السماء..
لقد أقامت لذلك المهرجانات الحافلة التي هي بمثابة العنوان على سرائرها الطاهرة وعبرّ عنها الشعراء والخطباء بما تحمل جوانحها من محض الود وجلال التقدير وواجب الطاعة والتهالك في تحقيق الغايات البعيدة التي مازلتم تحرصون على بلوغها لتدرك أسباب السماء وتعاود ما كان لها من مكانة بعيدة بين أمم الأرض قاطبة.
ولقد كنتُ قائماً بالخدمة خلال هذه الأيام الباسمة بأمر جلالتكم المطاع في بطون الصحراء وأطراف الثغور أحمل ورفاقي إلى رعاياكم الشاكرين مصابيح العدل التي لم تزل ساطعة في كل بقعة تظلها الراية الخضراء، وكنت أحرق الأرم إن لم أظفر بقسطي ولم أضرب بسهمي في هذا المهرجان المبارك الذي ما بعده من خير متتابع ونعيم متدافع إن شاء الله تعالى، وكنت أسمع من وراء الجبال صدى إخواني يتردد بين سمعي وقلبي فلا أكاد أتلمس رشدي من شدة التأثر وغلبة الحس وفورة العاطفة حتى وفّقني الله لإكمال المهمة وإنجاز الأمر، وعدتُ تتقاسمني عوامل الفرح بأداء الواجب ولقاء الأمراء وبما وطده الله في جزيرة العرب من السلم (2) المحمود والاتحاد المنشود، ونوازع الأم والأسف على ما فاتني من المرح وحرماني من التغريـد
على كل فنن، والبوح بما في هذه الروح الشاعرة المؤمنة المطمئنة من أمان حقق الله نوالها لمصلحة الشعب العربي المجيد الذي صار إلى ما يريد طوعاً وكرهاً بما وهبكم الله من عزم والهام، وأمدكم به من خصائص تشبه الأحاجي والمعجزات في بُعَدِ غورها وعموم خيرها، ولم أرض وأنا الطموح الذي ساهرت النجوم في ارتقاب رؤية هذه الطلعات الموفقة الميمونة وهذه النتائج الصالحة المبهجة أن يسجل التاريخ هذه الصفحة الوضاء من سجل عزائمكم الداوية دون أن أرصع كلمة تتناقلها الأجيال المقبلة فتعلم كيف كان حسان (3) (عبد العزيز) يستمد شعوره من مواهب سيده وسيد العرب (ولا فخر) خلد الله ملكه وطال عمره فيما يحب ويرضى، حتى تبلغ به أقصى الآمال..
ومنْ كان في هذا المقامِ فإنه
على الفضلِ محمولٌ وفي البحر سابحُ
فـإن كنت أحسنت المقال فإنما
تسامى به الفعـل الذي أنت رابـحُ
فاسمح يا مولاي بإنشادها على البساط صادقة غير ماذقة، تتواثب من أعماق القلب كما تنبعث أشعة الشمس في صفاء وقوة ونور (4) ..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :694  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 595 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج