شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وداعة الأرانب (1)
(أسرةٌ) في جُحورِها تتوارى
وهي ما شئتَ طِيبةً وافترارا
ليس منها على سِواها اعتداءٌ
حَسبُها (قُوتَها) رضًى واختيارا
نالتِ العطفَ والحنانَ وتخشى
نبأةَ الصوتِ أن تصدى غرارا
جُبلتْ في (مَحبةٍ) وصفاءٍ
وكَساها (حياؤها) استبشارا
ألفتْها الأرانبُ البيضُ تأوي
(بيتَها) المطمئنَ (كوخاً) و (غارا)
سخَّرَ اللَّهُ غيرَها لتُوقى
وتُوافي برزقِها مِدرارا
لم تُدنِسْ قلوبَها بنفاقٍ
أو شقاقٍ ولم تحاول شجارا
قَنعتْ بالحياةِ في غيرِ بَغيٍ
أو عُتوٍّ وبُوركتْ أعمارا
(عشها) قيدُ خُطوةٍ فإذا ما
هي رِيعتْ تلمستْهُ فِرارا
برئتْ من نوازعِ الشَّرِ لولا
أنَّه لاحقٌ بِهن اضطرارا
تارةً بالأذى مُلحاً وأخرى
(بالمُدي) تسبقُ الضِعافَ اجترارا
لا ترى بينها اغتياباً ونمٍّا
أو خِصاماً ونِقمةً وازوِرارا
بل هي (الفِطرةُ السليمةُ) حقاً
لا كمنْ يُؤثِرُ الهوى استكبارا
كم توقفتُ حولَها في اغتباطٍ
مُشفقاً أنْ أروعَها استشعارا
إذ يلوذُ الصِغارُ منها ببعضٍ
واجفاتِ القلوبِ ولْهى حَيَارى
(مشهدٌ) تُبهَرُ الأمومةُ فيه
وبه يهطعُ القُساةُ اعتبارا
ليتَ شِعري لو أنَّها ذاتُ نابِ
هل ينالُ الحُلقومُ فيها اجترارا
أين منها (الحِملانُ) حِساً ومعنًى
و (الحمامُ) الأنيسُ مَهما تبارا
تلك تنقضُّ بالنِطاحِ انتصاراً
بينما هذه انقضتْ مِنقارا
وإذ ما القرودُ أغرينَ ضحكاً
بعضَ حين فقد يرُغنَ حِجارا
ولها حياةٌ وغدرٌ ومكرٌ
كَبني آدمَ إذ هو ثَارا
(أرنبٌ واحدٌ على الأرضِ خيرٌ
من مئات الذِّئابِ صُلنَ اقتسارا)
صبغةُ اللَّهِ والخَلائقُ شتى
تتجلى في كونِهِ أطوارا
يشربُ الماءَ طيبٌ وخبيثٌ
ثم يَغني جميعُهم مُختارا
إنما يُؤخذُ البَقاءُ غِلاباً
واغتصاباً ومن تَوانى تَوارى
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :339  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 592 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.