شاقني (الرَّسمُ شاخصاً والوقوفُ) |
تهجى (الأقلامَ) فيه (السيوفُ) |
بين (فخٍ) وبين (وجٍ) و (سَلعٍ) |
والعَوالي رفارفٌ ودفوفُ |
والروابي كأنَّها هي خَزٌّ |
وبها الآسيُّ والإِقاحُ شَنوفُ |
يسبحُ الطيرُ فوقَها ويُغني |
بمثانيهِ عازفٌ وهتوفُ |
ألفُ عامٍ خلتْ وبعضُ قرونٍ |
و (عكاظُ) يلوي به التَّعريفُ |
جَهِلوهُ وما دَروُا عنه حتى |
زادَ فيه الخِلاف والتَكييفُ |
هو في السيلِ تارةً ثم يوماً |
هو في العَرجِ أو هو التَّخريفُ |
هل سَها عنه أهلُهُ وهو منهم |
منهلٌ سَلسَلٌ وظلٌ ورَيفُ |
ثم جاءَتْ مع الضُّحى بيناتٌ |
عنه كالشمسِ وانتهى وظلُ التَّجديفُ |
ما عَزائي إلا الذي هو مِنه |
صِنُوهُ الرائعُ العريقُ العريفُ |
(مِربدُ) البَصرةِ أمَّحى وتوارى |
وبه النحوُ كانَ والتَّصريفُ |
كان للشِعرِ في العراقِ مَناراً |
وتميمٌ رواتُهُ وثَقِيفُ |
مثل ما كان في الحجازِ (عُكاظٌ) |
وهما ما هُما قِرًى وضُيوفُ |
عصفَ الدهرُ فيهما واستسرا |
وطوى النشرُ ما جنى التحريفُ |
وهما عِندنا العُروبةُ طُرّاً |
بل هما (لندنٌ) ومعْها (جنيفُ) |
زُهراً أعصرا بكلِّ كُمي |
عبقري هو (الحيا) والحُتُوفُ |
وأحاطا بني معدِّ بمجدٍ |
لم يزلْ سعيُهُ علينا يَطوفُ |
ما هُما للبيانِ إلا المَآقي |
ما هُما في الجِلادِ إلا الصُّفوفُ |
* * * |
إنْ يكنْ عزُّنا المكانُ غموضاً |
فهما عِزُّنا التراثُ المنيفُ |
غيرَ أنَّ الآثارَ ليستْ جماداً |
أو صُخوراً أو أنهنَّ الزَّيفُ |
بل في المُحصناتُ من كلِّ خَودٍ |
وكعابٌ لها الجمالُ وَصِيفُ |
شَرَّقتْ ثم غَرَّبتْ وأضاءتْ |
كُلَّ أفقٍ له بها التَّشريفُ |
باقيات على الليالي تَهادى |
وبها المَجدُ تالدٌ وطَريفُ |
ويكأني وما عَداني التأني |
سَاهمٌ واجمٌ حزينٌ أسِيفُ |
لا أرى للشُّداةِ بالضادِ عِنداً |
إن هُم فيهم امترى التَّسويفُ |
كلُّ شَعبٍ له المآثرُ فخرٌ |
وبآثارِهِ زَها التَّثقيفُ |
إنما الناسُ في الحياة صَداهُم |
كلماتٌ تُجلى بهِم وحُروفُ |
ومعانٍ بها القلوبُ عَوَانٌ |
ما كما الصيفَ والشتاءَ الخريفُ |
ولا البدرُ في السماءِ تَماماً |
مثلُه إنْ طغى عليه الخُسوفُ |
لا ولا إلا معَ العيي بكفءٍ |
إنْ تصدى له البليغُ الحَصيفُ |
كم لنا في رُبوعِنا من مَغانٍ |
طارَ فيها وحلَّق التَّصنيفُ |
درستْ في بالرُّبوعِ فهي طُلولٌ |
وانطوتْ كالسِّجل فهي كُهوفُ |
أدبٌ خَالدٌ لنا وبيانٌ |
هو مِنَّا الهُدى ودينٌ حنيفُ |
* * * |