شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عكاظ مكة ومربد البصرة (1)
شاقني (الرَّسمُ شاخصاً والوقوفُ)
تهجى (الأقلامَ) فيه (السيوفُ)
بين (فخٍ) وبين (وجٍ) و (سَلعٍ)
والعَوالي رفارفٌ ودفوفُ
والروابي كأنَّها هي خَزٌّ
وبها الآسيُّ والإِقاحُ شَنوفُ
يسبحُ الطيرُ فوقَها ويُغني
بمثانيهِ عازفٌ وهتوفُ
ألفُ عامٍ خلتْ وبعضُ قرونٍ
و (عكاظُ) يلوي به التَّعريفُ
جَهِلوهُ وما دَروُا عنه حتى
زادَ فيه الخِلاف والتَكييفُ
هو في السيلِ تارةً ثم يوماً
هو في العَرجِ أو هو التَّخريفُ
هل سَها عنه أهلُهُ وهو منهم
منهلٌ سَلسَلٌ وظلٌ ورَيفُ
ثم جاءَتْ مع الضُّحى بيناتٌ
عنه كالشمسِ وانتهى وظلُ التَّجديفُ
ما عَزائي إلا الذي هو مِنه
صِنُوهُ الرائعُ العريقُ العريفُ
(مِربدُ) البَصرةِ أمَّحى وتوارى
وبه النحوُ كانَ والتَّصريفُ
كان للشِعرِ في العراقِ مَناراً
وتميمٌ رواتُهُ وثَقِيفُ
مثل ما كان في الحجازِ (عُكاظٌ)
وهما ما هُما قِرًى وضُيوفُ
عصفَ الدهرُ فيهما واستسرا
وطوى النشرُ ما جنى التحريفُ
وهما عِندنا العُروبةُ طُرّاً
بل هما (لندنٌ) ومعْها (جنيفُ)
زُهراً أعصرا بكلِّ كُمي
عبقري هو (الحيا) والحُتُوفُ
وأحاطا بني معدِّ بمجدٍ
لم يزلْ سعيُهُ علينا يَطوفُ
ما هُما للبيانِ إلا المَآقي
ما هُما في الجِلادِ إلا الصُّفوفُ
* * *
إنْ يكنْ عزُّنا المكانُ غموضاً
فهما عِزُّنا التراثُ المنيفُ
غيرَ أنَّ الآثارَ ليستْ جماداً
أو صُخوراً أو أنهنَّ الزَّيفُ
بل في المُحصناتُ من كلِّ خَودٍ
وكعابٌ لها الجمالُ وَصِيفُ
شَرَّقتْ ثم غَرَّبتْ وأضاءتْ
كُلَّ أفقٍ له بها التَّشريفُ
باقيات على الليالي تَهادى
وبها المَجدُ تالدٌ وطَريفُ
ويكأني وما عَداني التأني
سَاهمٌ واجمٌ حزينٌ أسِيفُ
لا أرى للشُّداةِ بالضادِ عِنداً
إن هُم فيهم امترى التَّسويفُ
كلُّ شَعبٍ له المآثرُ فخرٌ
وبآثارِهِ زَها التَّثقيفُ
إنما الناسُ في الحياة صَداهُم
كلماتٌ تُجلى بهِم وحُروفُ
ومعانٍ بها القلوبُ عَوَانٌ
ما كما الصيفَ والشتاءَ الخريفُ
ولا البدرُ في السماءِ تَماماً
مثلُه إنْ طغى عليه الخُسوفُ
لا ولا إلا معَ العيي بكفءٍ
إنْ تصدى له البليغُ الحَصيفُ
كم لنا في رُبوعِنا من مَغانٍ
طارَ فيها وحلَّق التَّصنيفُ
درستْ في بالرُّبوعِ فهي طُلولٌ
وانطوتْ كالسِّجل فهي كُهوفُ
أدبٌ خَالدٌ لنا وبيانٌ
هو مِنَّا الهُدى ودينٌ حنيفُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :423  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 588 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.