شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
استلهام القوافي (1)
دعوتُ "القوافي" باستجابتْ بُحورُها
(وصائفُ) تستهوي الدَّرارى نحورُها!!
على (الشَّاطىء الغربي) والمَوجُ هَادىءٌ
وأنسامُه الولْهى، يَفُوحُ عَبِيرُها
بأُمسِيَةٍ (للصيَّفِ) فيها حُظوظُهُ
يَروعُ العذارى من حَصَاها نثيرُها
تهادى بها بدرُ السماءِ بأُفقِهِ
وماستْ بها أغصانُها - وجذورُها
كأني أرى الدّنيا تلاقتْ "بجدة"
و (زينتُها) – منها ومنها سرورُها؟
ترى حولَها "الفُلكَ" المواخرَ سُوِّيتْ
صفوفاً!! وكالأسماطِ شُعْثٌ صدورُها
تفاديكَ منها "غَادةٌ" في "زِفافِهَا"
(عروسٌ) تحدَّى كل عينٍ سُفورُها!
تألَّقُ بالأضواءِ من كلِّ جانبٍ
وتصدحُ بالألحانِ شدْوَاً ثغورُها
وكمْ قدْ تَداعى (ألفَ عامٍ) - نضوبُها
وأمعنَ فيها - ويلُها، وثُبورُها؟
تَطَلَّعُ حَسرى، والموانىءُ دونَها
تثنَّى بها أعطافُها - وخصُورُها
وقد خَويَتْ إلا من الجَدْبِ أرضُها
وأمنَّهَا إلاّ من الخَوفِ (سورُها)!!
فظلتْ تُناجي خَافِقاتٍ قلوبُها
وراحتْ تَهاوي مُثْقلاتٍ ظُهورُها
بها انْحَجَزَتْ في كلِّ ركنٍ بروجُها
كما استوحشَتْ آصالُها - وبُكُورُها
إذا انطلقتْ كانت على قِيدِ خطوةٍ
من (البَابِ) مَحجوراً عليها مَسيرُها
تكادُ بها الأرواحُ تُزهَقُ من ضَنًى
ويستنزفُ الأجسامَ منها صهيرُها
و "ميناؤها" ضَحْلٌ، وآمالُها شجًى
وأرجاؤها مَحلٌ، وقَرْحٌ سَعيرُها
وتنتضِحُ الأجسادُ فيها "برمدِهَا"
وأشطاؤها من (عَدْوَتَيْهَا) مصيرُها
فلا الماءُ مبذولٌ، ولا المُزنُ وابِلٌ
ولا الليلُ إلا بَثُّها – وسعيرُها!
تنفسُ من "سَمِّ الخِياطِ" وطالما
تصعَّدَ من أقصى النِّياطِ زفيرُها!
فما هي إلا "ومضةٌ" – وكأنَّما
هي الكاعبُ الحسناءُ – ضافَ ضفيرها
فما شئتَ من (وَشْي) وما شئت من حُليٍ
توائمُ، من نسجِ الجِّنانِ حريرُها
ومن سُندس خُضرٍ بها – و (خَمائلُ)
حدائقُها – ريَّانةٌ – وزُهورُها
ومن سلسبيلٍ دافقٍ – مُترقرقٍ
كأنّ به السَّاحاتِ غادي مطيرُها
ومن (كُهرباءٍ) سراها متحجِّبٌ
جوانِحُها نارٌ، ونورٌ "أثيرُها"
ومن طرقٍ ممهودةٍ، وشوارعٍ
(مخططةٍ) بهدي الحَيارى (مرورُها)
ومِنْ "عمرانٍ" لم يرْ الناسُ مثلَهُ
سوى أنَّه الأطيافُ يَقْظى نزُورُها!
ومِنْ كُلِّ صَفٍ لِّلعبادةِ (جَامعٌ)
به كُلُّ روحٍ قد تصفَّتْ كُدُورُها
وتَبهَرُكَ (الأحياءُ) فيها تألّقاً
وتفترُّ إشراقاً، وتشدو طيورُها
كأنّ بها شَتى الحضَاراتِ تلتقى
مواكبَ، يَستدعي المزيد نفيرُها!؟
يقومُ عليها "الاتحافُ" كأنَّمَا
تحوَّطَهُ من كُلِّ عينٍ (بصيرُها)
وما هو إلا (للرِّياضةِ) مِعقلٌ
ولكنَّه من عزمِهِ يستثيرُها
ويا حبذا فيها العَشيَّ (ملاعبٌ)
كأنَّ (الصَّبَا) من جانبيهَا (ظهيرُها)؟!
(شبابٌ) و (أشياخٌ) همو الدَّوحُ سامقاً
على أنَّهم – أحبارُها – وحُبُورُها!!
تُباهي بهم في كُلِّ (فَنٍّ) – و (مَجْمَع)
وحيثُ همو افتنُّوا تَمثَّلَ (خِيرُها)
وما "النثرُ" إلا -عِقدُها – وهو عسجدٌ
ولا "الشِّعرُ" إلا دُرُّها – وبُحورُها
ومنهَا وفِيهَا "العَبقريةُ" أنجبتْ
فلائِذَ أكبادٍ، عديمٌ نَظِيرُها
بنفسي منهم كّلُّ طَلْقِ – كأنَّه
من البِشر، مُزنٌ لا يكُفُ مَطيرُها
إذا قال أصغى دونَه الحفلُ مطرقاً
وإن هو يُملِلْ، فالرُّقَى وسطورُها!!
وللَّهِ فيها (رَبْعثها) و (يَراعُها)
وجنَّاتُها تجري بهِ – ونُهورُها
وحسبُك منها في النِّضالِ "خواطرٌ"
"مُصَرَّحةٌ" كالبعثِ، يُنفخُ صورُها
أطلَّ بها "العَوَّادُ" إذ هو صَاعِدٌ
وأطلالَها – يحنُو عليها – فُطُورُها!!
و (ذو مِرةٍ) ذوبُ اللُّجينِ (بيانُه)
تُباهي به (الفُصحى) – ويزهو غيورُها
وهل هوَ إِلاَّ "حَمزةٌ" ابن حمزةٍ
سقتْه الغَوادي – ما استهلَّ غزيرُها
كأنَّ الضنيَّ بلْه المنايا (لَهَاتُه)
فما يملكُ الألبابَ إلا هديرُها!!
وما هوَ إلاَّ وعيُ شَعبٍ وأُمةٍ
بترنيمِهِ تَرقى، وتحيا عُصُورُها
هو (الرُّوحُ) لا جثمانُنا الرَّخصُ مدركٌ
مَداها – ولا فِيهِ أطمَأنَّ هجيرُها
توقَّدَ – مِن فَرِط الطُّموحِ – ورُبَّما
تشكَّى الوَنَى منها طَويلاً ضميرُها
وهل "عارفٌ" إلا بما هو راعِفٌ
(فَتَاهَا) وهل إلآّ شذاهُ عُطورُها!
وإخوتُهُ من كلِّ غادٍ – ورائحٍ
طلائِعُها عزَّتْ بهم – وسُبُورُهَا
و "إلياذةٌ" فيها (الرِّسالةُ) دُوِّنت
"فُصولاً" كَضوءِ الفَرقَدينِ سُطورُها
تُذكِّرُ بالمَاضِي – المَجيدِ وقدْ ثَوى
وتنشُدُ أَهدافاً – (وصياً) نُشورُها!!
وما "الرَّائدُ" الفَنَّانُ إلا خبيرُها
ولا روضُهُ الفَينانُ إلاّ حَبِيرُها
"أبو مدينِ" مشِكاتُه، وهو (أُمةٌ)
بهِ كُلُّ ما تهوى، ويَهوى شُعورُها
كأني بِهِ – شَاكِّي اليَراعِ – مُدَرَّعاً
وقدْ ملأَ الأسماعَ مِنهُ (صَريرُها)
يَقُودُ مِن (الرَأي الصَّحيحِ) – كَتائباً
تَعادَى إلى الأهدافِ زاهٍ مصيرُها
و (أعوانُه) شُمُّ الأُنوفِ – أعِزَّةٌ
أُباةٌ – كما زانَ "المَواضي" شَفِيرُها
فَلا عَدِمَ "المِيدانُ" فيهم فَوارساً
يُناطِحُ أجواءَ السَّماءِ مُغيرُها
ولا برحَ التَّوفيقُ صِرْفاً حليفَهم
إذا ما تَوارتْ بالزيُّوفِ جُحُورُها
وإنَّ (غداً) مِنَّا "قريبٌ" ومُشرقٌ
وأيامُنا تَتْرى به وشهورُها
في 27 محرم 1381هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :366  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 585 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.