شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الدرةُ الهَائِمةُ (1)
أبصرتُها "درةً" خضراءَ طائرةً
بين السماءِ وبين الأرضِ تَرتفِقُ
رشيقةٌ ذاتَ إِدلالِ لها مرحٌ
يكادُ يرقُصُ من تسبيحِهَا الأُفقُ
لها (جناحانِ) في (ذيلِ) تزيدُ بهِ
حُسناً ومنقارُها يزهو به العُنُقُ
تنقضُّ هائمةً في الجوِ جائعةً
وقد تلاقي بها الإملاقٌ والمَلَقُ
راحتْ تَزفُّ مع الأَسفارِ واهنةً
على الرفارفِ تدنو ثم تَلتصقُ
فما يقرِّبها إلا على غرر
إشفاقُها ورؤاها الخوفُ والقَلقُ
* * *
وخادعتها يدُ الصيادِ في (قفصٍ)
هو (الضيافةُ) إلا أنَّه الطَبقُ
فيه من الكرمِ التفاحُ فاكهةً
شهيةً وبهِ من مَكرِهِ عَلَقُ
* * *
فأقبلتْ ثم ولَّتْ في تَوجُّسِها
حيرى يلجُّ بها التَّحذيرُ والفَرَقُ
وكنتُ أشهدُها طوراً مُحلِقةً
تطوى الأَسارَ وطوراً وهي تختفِقُ
حتى قضى اللَّهُ أن يُضطرَّها رَغماً
إلى (الحبالةِ) مَشدوداً بها الرَّمقُ
فما استظلتْ بهِ إلا وعاجلَها
(ظلمُ الحبيبِ) لها واستحكمَ الغَلقُ
فاعجب لها وهي طيرٌ في تقلِبَها
يسومُها القيدَ (إنسانٌ) ويَنطلقُ
يغتالُها أنها جاعتْ وقد ظمِئتْ
وكلُّ ما حولَها من شجوِهَا غَسَقُ
فما له يشتكي (حُريَّةً) فُقدتْ
منه ويسلِبُها مِنها ويَغتبِقُ
* * *
ما كان أجدرُ تُسقى بلا ثمنِ
بخسٍ وتُطعمُ (بُراً) ثم تَنطلقُ
أإن أسفتُ بها ضَراً حَشاشتُها
تُدهى وتُحبس إيذاءً وتسترقٌ
ويحَ ابنِ آدمَ يخشى من يُراغِمَهُ
ويستبدُّ على (الأدنى) ويَرتَزِقُ
ينشقُّ غيظاً ويَرمي باللظى لهباً
إذا تخبطهُ في سَبحِهِ (الوَهَقُ)
ولو تدبَّرَ لم يفرطُ به سَفهٌ
ولا تَردَّى به طيشٌ ولا خَرقُ
لكنه يتناسى ما تُبصرهُ
حتى لتَّبلسَ منه (الوَرِقُ) والوَرَقُ
* * *
هي الحياةُ أفانينٌ عجائبُها
وكلُّها (عِبَرٌ) للناسِ تَتَّسِقُ
يسطو (القويُّ) بها متأسداً شرِساً
على (الضعيفِ) ومن يعميهِ يمَّحِقُ
فكُن (قوياً) بك الدنيا مُدوية
أو لا فإنَّك مَحرومٌ ومُحترقُ
رحماكَ يا ربِ هبنا منك مغفرةً
فقد تمادى الهوى واستفحلَ النَّزَقُ
وما البقاءُ سوى كدحٌ نُدان بِهِ
و (رحمةُ اللّهِ) تغشى كُلَّ من سَبقوا
فاستبقِ نفسَكَ بالأعمالِ صَالحةً
وباليقينِ ولا تحنثْ بِمن تَثِقُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :378  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 584 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.