شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أرض الكنانة (1)
حيّ "القَوافيَ" مِن "كَافِ" ومِن "نُونِ"
وأَطربِ الأَوتارَ "شَوقي" - و" ابنَ زيدونِ"
واستوحِ منها "مَعاني" الخَيرِ، دَافِقةً
من قَلبِ ذي "كلمةٍ" لا رأسِ مفتونِ
كأنَّها من صفاءِ "الطَّلِ" قد سُبكتْ
أو "الطُلى"، أو رَحيقِ الخُرَّدِ العِينِ!!
تَبرأَتْ من غشاوات – تُكدِّرُهَا
ومن غُثَاءٍ، ومن زَيْغٍ، ومن هونِ!!
"غراءُ، فَرعاءُ، مصقولٌ عَوارِضُها"
تُنمى إلى "الصيِّدِ" من شُمِّ العَرانينِ
لا يستبيحُ بها "الخَيَّامُ" لذَّتَه
ولا "النُّواسِيُّ" يَهذِي بالتماجينِ!!!
ألقى عَصاهُ بها "الماحيُّ" فالتَقَفَتْ
إفكَ الحُواةِ، وتِخدَاعَ العَناوينِ
إنّى – وإِن عِشتُ في "أمِّ القُرى" دَنِفٌ
"بمصرَ" تَشْتفُّنى وجداً، وتَشفيني
الشمسُ زادُ الضُّحى، أَمجادُها فلقا
وفخرُها الفخرُ، في الدنيا، وفي الدينِ
ما شئتُ أُحصي ثناءَ "الضادِ" في بلدٍ
إلا – وأُومى "لمصرَ" الكَلُّ مديونِ!!
روتْ بسَلسَلِها المنهلِّ، ما انتعشتْ
به "العُروبةُ" فضلاً غيرَ ممنونِ
"الجامعاتُ" بها نورٌ و "وأزهرُهَا"
حِصنُ الهُداةِ، وينبُوعُ "الأساطينِ"
حَقٌّ على كُلِّ من تَزكو الأُصولُ بِهِ
شكرً "الكِنانةِ" في كُلِّ الأَحايينِ
ما "النيلُ" ماءً تُغادينا الحياةُ بِهِ
بل إنَّه "البعثُ" في الغُرِّ الميامينِ
في "الرسخينَ" ذوي الألبابِ مَن بَهروا
وفي الأُباةِ، الصنَّاديدِ، الدَّهاقِينِ
وفي "العباقرِة" الأفذاذِ، عاليةً
أصداؤُهم، حيثُ كروا في الميادينِ
الهاتفينَ بما تَحيا القُلوبُ بهِ
رغمَ الغُواةِ، وَوسواسي الشَّياطينِ
والملهَمينَ، وما تسعى بهم قَدَمٌ
إلاّ إِلى "طاعة" تَجزى، وتأذينِ
"مُحلِّقينَ" ومَا طاروا بأجنحةٍ
"مُقصِّرينَ" عن الفحشاءِ، والدُّونِ
مستغفرينَ يَرَوْنَ الفوزَ ما اكتسبوا
من كُلِّ مَكرُمةٍ، أو كُلِّ مَمنُونِ
من الأُولى جَمَعَ "الماحي" بقيَّتَهُمْ
"سِحراً حَلالاً"، وشِعراً في "الدَّواوينِ"
ما الدُّرُ، ما اللؤُلؤُ المنثورُ، زاهيةً
بهِ "العُقودُ"، وما نفحُ الرياحينِ
قُل مَا تشاءُ، وعدني في روائِعِهِ
أَغبُّ غَبّاً، وأجلو كُلَّ مكنُونِ
ما أرى "الرُّشد" إلاّ أَن أُباكرَها
دونَ "الصُّبوحِ" وأَحدُوها، وتَحدوُني!!
هيهات للشرقِ من أشجانِهِ فَرجٌ
إِلا عَلى الحَقِّ، من "هندٍ" ومن "صِين"
والعُربُ أَعدَلُ شعبٍ تَستضيءُ بهِ
جوانبُ الأرضِ – فيه – بالملايين
في "وحدةٍ" تَبهرُ الدًّنيا (معاقِلُها)
وتستظِلُّ بها الآفاقُ – بالدِّينِ!!
هذا السبيلُ، وهَذا ما نفيضُ بِهِ
"رجعاً" ونشرعُهُ في كلِّ تبيينِ
وما لَنا غيرَ شرعِ اللَّهِ مُعتَصَمٌ
إذا الخَلآئقُ شطَّتْ "بالقوانينِ"
يا أيُّها "المُصطفى" – (الماحي) إِليكَ هَفتْ
من (بطن مكةَ) هيفاءُ – التلاحينِ
تَبثُّكَ "الشوقَ"، والإعجابَ، مُكبرةً
فيك "النبوغَ" – وترنيمَ "الحياسينِ"
وتشتكي لك وَقْدَ النُّرِ "حُرَّقها"
عجزتُ أُطفؤها – الماءِ، والطينِ
بلى! كأني أرى "الفَسطاطَ" يُوسِعُها
"روحاً" – ويمنحُها ظِلَّ "العَراجينِ"
لها البشارةُ – أن زُفَّتْ مُغلغلةً
من "مهِبطِ الوحي" تشدوُ بالبراهينِ
شِعارُها "الحبُّ" و "الإخلاصُ" دعوتُها
وفيك تُحظى – بترجِيحِ "الموازين"
في غرة شعبان عام 1376 هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :386  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 583 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.