حيّ "القَوافيَ" مِن "كَافِ" ومِن "نُونِ" |
وأَطربِ الأَوتارَ "شَوقي" - و" ابنَ زيدونِ" |
واستوحِ منها "مَعاني" الخَيرِ، دَافِقةً |
من قَلبِ ذي "كلمةٍ" لا رأسِ مفتونِ |
كأنَّها من صفاءِ "الطَّلِ" قد سُبكتْ |
أو "الطُلى"، أو رَحيقِ الخُرَّدِ العِينِ!! |
تَبرأَتْ من غشاوات – تُكدِّرُهَا |
ومن غُثَاءٍ، ومن زَيْغٍ، ومن هونِ!! |
"غراءُ، فَرعاءُ، مصقولٌ عَوارِضُها" |
تُنمى إلى "الصيِّدِ" من شُمِّ العَرانينِ |
لا يستبيحُ بها "الخَيَّامُ" لذَّتَه |
ولا "النُّواسِيُّ" يَهذِي بالتماجينِ!!! |
ألقى عَصاهُ بها "الماحيُّ" فالتَقَفَتْ |
إفكَ الحُواةِ، وتِخدَاعَ العَناوينِ |
إنّى – وإِن عِشتُ في "أمِّ القُرى" دَنِفٌ |
"بمصرَ" تَشْتفُّنى وجداً، وتَشفيني |
الشمسُ زادُ الضُّحى، أَمجادُها فلقا |
وفخرُها الفخرُ، في الدنيا، وفي الدينِ |
ما شئتُ أُحصي ثناءَ "الضادِ" في بلدٍ |
إلا – وأُومى "لمصرَ" الكَلُّ مديونِ!! |
روتْ بسَلسَلِها المنهلِّ، ما انتعشتْ |
به "العُروبةُ" فضلاً غيرَ ممنونِ |
"الجامعاتُ" بها نورٌ و "وأزهرُهَا" |
حِصنُ الهُداةِ، وينبُوعُ "الأساطينِ" |
حَقٌّ على كُلِّ من تَزكو الأُصولُ بِهِ |
شكرً "الكِنانةِ" في كُلِّ الأَحايينِ |
ما "النيلُ" ماءً تُغادينا الحياةُ بِهِ |
بل إنَّه "البعثُ" في الغُرِّ الميامينِ |
في "الرسخينَ" ذوي الألبابِ مَن بَهروا |
وفي الأُباةِ، الصنَّاديدِ، الدَّهاقِينِ |
وفي "العباقرِة" الأفذاذِ، عاليةً |
أصداؤُهم، حيثُ كروا في الميادينِ |
الهاتفينَ بما تَحيا القُلوبُ بهِ |
رغمَ الغُواةِ، وَوسواسي الشَّياطينِ |
والملهَمينَ، وما تسعى بهم قَدَمٌ |
إلاّ إِلى "طاعة" تَجزى، وتأذينِ |
"مُحلِّقينَ" ومَا طاروا بأجنحةٍ |
"مُقصِّرينَ" عن الفحشاءِ، والدُّونِ |
مستغفرينَ يَرَوْنَ الفوزَ ما اكتسبوا |
من كُلِّ مَكرُمةٍ، أو كُلِّ مَمنُونِ |
من الأُولى جَمَعَ "الماحي" بقيَّتَهُمْ |
"سِحراً حَلالاً"، وشِعراً في "الدَّواوينِ" |
ما الدُّرُ، ما اللؤُلؤُ المنثورُ، زاهيةً |
بهِ "العُقودُ"، وما نفحُ الرياحينِ |
قُل مَا تشاءُ، وعدني في روائِعِهِ |
أَغبُّ غَبّاً، وأجلو كُلَّ مكنُونِ |
ما أرى "الرُّشد" إلاّ أَن أُباكرَها |
دونَ "الصُّبوحِ" وأَحدُوها، وتَحدوُني!! |
هيهات للشرقِ من أشجانِهِ فَرجٌ |
إِلا عَلى الحَقِّ، من "هندٍ" ومن "صِين" |
والعُربُ أَعدَلُ شعبٍ تَستضيءُ بهِ |
جوانبُ الأرضِ – فيه – بالملايين |
في "وحدةٍ" تَبهرُ الدًّنيا (معاقِلُها) |
وتستظِلُّ بها الآفاقُ – بالدِّينِ!! |
هذا السبيلُ، وهَذا ما نفيضُ بِهِ |
"رجعاً" ونشرعُهُ في كلِّ تبيينِ |
وما لَنا غيرَ شرعِ اللَّهِ مُعتَصَمٌ |
إذا الخَلآئقُ شطَّتْ "بالقوانينِ" |
يا أيُّها "المُصطفى" – (الماحي) إِليكَ هَفتْ |
من (بطن مكةَ) هيفاءُ – التلاحينِ |
تَبثُّكَ "الشوقَ"، والإعجابَ، مُكبرةً |
فيك "النبوغَ" – وترنيمَ "الحياسينِ" |
وتشتكي لك وَقْدَ النُّرِ "حُرَّقها" |
عجزتُ أُطفؤها – الماءِ، والطينِ |
بلى! كأني أرى "الفَسطاطَ" يُوسِعُها |
"روحاً" – ويمنحُها ظِلَّ "العَراجينِ" |
لها البشارةُ – أن زُفَّتْ مُغلغلةً |
من "مهِبطِ الوحي" تشدوُ بالبراهينِ |
شِعارُها "الحبُّ" و "الإخلاصُ" دعوتُها |
وفيك تُحظى – بترجِيحِ "الموازين" |