| توارتْ خِلالَ النَّسجِ ما بينَ (كلّة) |
| و (خُرطومِها) ظامٍ إلى مَنهلِ الدَّمِ |
| تَرقُبُ في جُنحِ الظَّلامِ ضَحيةً |
| وتَحذرُ من صَحوّ الضَّجيعِ المُهوّمِ |
| ويفضحُها الطبعُ الخَؤونَ (بجوقةٍ) |
| تَلِجُّ بِها من حيثُ تعدو وتَرتمي |
| فما هو إِلا أنْ تَعُبَّ مَجاجةً |
| فتصدحُ من أوتارِها بالترنُّمِ |
| ويستيقظُ (المَلسوعُ) حَيرانَ حَانِقاً |
| يَطارِدُهَا في قسوةٍ وتبرُّمِ |
| فتوسِعُهُ كَراً وفَراً كأنَّما |
| تُداعِبُهُ في غيْظِهِ المتُضرِّمِ |
| ويهوي إِليها أينَما هي وقَّعتْ |
| فتَمرقُ أدنى ما تكونُ (بِمجثَم) |
| فيرتدُّ عنها رَاغِماً في تَحَسُّرٍ |
| ويُقِلقُهُ استخْفاؤها في تَكتُّمِ |
| * * * |
| ويَهجعُ الإِعناتُ مِلءَ إِهابِهِ |
| وأوصالُهُ مُحَمَّرةٌ بالتَّورِمُ |
| فَتنقضُّ والأجفانُ مِنهُ كليلةٌ |
| على غِرةٍ في وَثبةٍ وتَهجُّمِ |
| وتَمتَصُّ منه خِلسَةً ما يَروقُهَا |
| فَيصحو جَريحاً حَاقِداً في تَأَلُّمِ |
| وَينصِبُ (نِبراساً) إِليهَا مُصوَّباً |
| كما اندفعَ (الموتورُ) في إِثرِ (مُجرِم) |
| وتُمعِنُ في استبسالِهَا ونِضالِهَا |
| وتُصلِيهِ (حَرباً) من كِفاحٍ مُنظَّمِ |
| * * * |
| وتَزجرُهُ حتى يَضيقَ بذرعِهِ |
| وفي (جِسمِهِ) منها مَشارطُ مِحجمُ |
| ويُصبحُ يلقاها فَريسةَ كظِّهِ |
| كما انبشمَ (المَبطونَ) غَصَّ بمطعِم |
| فيسطو عليها زَافراً مُتأوِّهاً |
| ويسكبُها (زِقّاً) يسيلُ بعندمِ |
| * * * |
| وما هي إلاَّ (آيةٌ) في كِفاحِهَا |
| وروحُ التحدِّي في (الضِّعيفِ) الُمؤزِم |
| ألا هلْ علِمنا أَنَّها في اقتحامِهَا |
| تُحاولُ رِزقاً لا يُنالُ بدَرهَمِ |
| وأنَّ لها (حقَ الحياةِ) فما لنا |
| نُروِّعُها في (كَدْحِها) المُتجشِّمِ |
| تُذادُ عن (المَأوى) وتُمنعُ (جُرعةً) |
| وتَشقى بما تَلقى على غيرِ مَغرمِ |
| ويَدرأُ عنها (الموتَ) فرْطُ احتيالِها |
| إلى (قُوتِهَا) في ضَعفِها المُتحطمِ |
| (جبارٌ) لها ما استنزفتْ ممن (خَليةٍ) |
| وما افترستْ منكُلِّ شِلوٍ مُقسَّمِ |
| وإلا فما بالُ ابنِ آدمَ راغِداً |
| بما شِاءَ من (رِيِّ) وعَيشٍ منعمِ |
| * * * |
| وما بالُ (ذؤبانِ) الفَلا ووحوشِها |
| يمزِّقنَ بالأنيابِ كُلَّ (مُحرمِ) |
| وما بالُ (ربِ المخلبينِ) مُخيراً |
| يُباغِتُ ما يَبدو من لهُ مُحوَّمِ |
| * * * |
| أأنْ هي دقَّتْ في (الكِيانِ) تَورطتْ |
| وجلَّ سِواها لم يُعقِّبْ بمخذَمِ |
| بلى إِنَّها الدُّنيا وذلك شأنُها |
| "وما ظالمٌ إلا سيُبلى بأظلمِ" |
| شهدتُ بأنَّ المرءَ لا شك عاجزٌ |
| ولو كان صَوَّالاً على كُلِّ ضَيغمِ |
| وأنَّ من (الذَّراتِ) ما هو (قوةٌ) |
| إذا انطلقتْ دوَّتْ برعدٍ مُدمدِمِ |
| وأنَّ (شديدَ الحَولِ) لا ربَّ غيرهُ |
| هو (الواحدُ القهَّارُ) أعظمُ مُلهِمِ |
| * * * |
| وما البأسُ بطشُ الأقوياءِ وإنَّما |
| أرى البأسَ (نَملاً) يستبدُّ بأُرقَمِ |