بينَ (شوقي)، إلى (مَهاتي، وصَبري) |
ضاقَ واللَّهِ أيّها الناسُ صدري |
وعجبتُ أني أحِنُّ، وأصبو |
بين (ماءٍ) به؛ الجداولُ تجري؟!! |
و (رياضٍ) كأنها الخُلدُ – طيباً |
وشذىّ نافحٍ؛ وعِطرٍ؛ وزَهْرِ؟ |
حاضراً؛ غائباً، أروحُ؛ وأغدو |
صاعداً؛ هابطاً بنجدٍ – وغَوْرٍ!! |
لأرى من بهم تَقَرُ عُيوني في ضحى |
الشمسِ؛ في سَنا كُلِّ بَدْرِ!! |
لم تَحُل دونَهم شماريخُ – (طَودٍ) |
أو دُجىً حالكٍ؛ ومطلعُ فَجْرِ!! |
قد طوتني السماءُ – والأرضُ طياً |
وتعسفتُ في حَشَا كُلِّ قَفْرِ |
حيث هُم يسألونَ عني! حَيارى |
كيف أمسى؟ وكيف أصبحَ؛ يُسري؟! |
(فَهدٌ) شاخصٌ؛ و (فاطمُ) تشدو |
و (وجهي) يصغَى؛ و (فائقُ) يُطري؟! |
ذكرتني الطيورُ تمرحُ في الآيـ |
ـكِ بِطانَا (ضفاف) (وَجِ) ووَكْري!! |
فإذا بي – وما ذرفتُ دُمُوعاً |
أسكبُ القلبَ في صُبَابةِ شِعري! |
شغَفاً؛ يا ليتني؛ يا ليت أني |
بينهم قائمٌ – أريشُ وأبْرِي |
ما حياتي – بدونهم – غير شَجْوٍ |
و (شجونٍ) كأنها مَوجَ بَحْرِ! |
يا نجومُ!! أبلغي إليهم (سُهادي) |
واحْذَرِي (اللّيلَ) أن يبوح بسري |
نَبِئيهِم – بأنني – شبه ميْتٍ |
بل أنَا (المَيْتُ)؛ ربما؛ لست أدري! |
لا أرى البينَ غير بطش شديدٍ |
آهٍ منه! ومن تصاريف دهري |
هو في الحق (قطعةٌ من عذابٍ) |
وسعيرٌ يشبُّ من دُونِ جَمْرِ |
يا (عَليُّ) اسقني – إذا شئتَ – كأساً |
من (دموعي) ونَلْ بذلك شكري !! |
شفَّني السُّقمُ – و (المزارُ بعيدٌ) |
وقريبٌ منيَ الفَناءُ؛ و (ذِكْرِي)!! |