ستونَ (حَولاً) و (ستٌ) بعدَها فَرَطتْ |
وكلُّها (كَبَدٌ) أو جُلُّها (مِحَنُ) |
شربتُ فيها (مِراراً) واصطليتَ بها |
نارَ الأذى والقّذى واشتفَّني الوَهنُ |
في (وحدةٍ) هي لا أزرٌ لا عَضَدٌ |
وإنما هي (شَجوٌ) أو هي الشَّجنُ |
شققتُ فيها (طريقي) بين (أوديةٍ) |
يضِلُّ فيها النُّهى والرأيُ يُفتَتَنُ |
وما استعَنتُ بغيرِ اللَّهِ يُلهمُني |
رشدي وتَغمُرُني من فضلِهِ المننُ |
* * * |
إني (أوحِّدُهُ) حَقاً وأعبدُه |
وما تذكرتُ إلا راعني الحَزَنُ |
وما خشيتُ ولن أخشى سِوى سَرَفي |
وإنما الظنُّ في (ربي) هو الحَسنُ |
وما الحياةُ سوى جسرٍ نَمرُّ بِهِ |
إلى (المعادِ) وثَمَّ (الخُلدُ) والوَطنُ |
وخيرُ ما يتواصى المؤمنونَ بهِ |
(حقٌ وصبرٌ) هما الإحصانُ والجُننُ |
وما سوى ذلكم زيفٌ وزَبرجُهُ |
(طيفٌ) ويقظتُه الأجداثُ والدِّمنُ |
فقُل لمن بهرتْهُ كلُّ مغريةٍ |
إياك فاحذرْ فقد لا يُمهِلْ الزَّمنُ |
مهما استطَعتَ ادخرْ في اللَّهِ مُحتسباً |
فَذاك أبقى وبئسَ الطيشُ والرَّعنُ |
وكن لغيرِكَ مِصباحاً يُضيءُ له |
وإن أرابَكَ منه السِرُّ والعَلَنُ |
كلٌّ يُلاقي غَداً ما كان يكسِبُهُ |
فما عليك بمن يغلو ويضطغنُ |
وأنت يا خَالِقي الرَّحمنَ أسألُهُ |
حُسنَ الخِتامِ إذا ما ضمَّني الكَفَنُ |