| برغميَ أنّي ما برحتُ مقطِّباً |
| وقَلبيَ (مفطورٌ) وعقليَ حائرُ |
| وما خُلقي إلا (البشاشةُ) فطرةً |
| وإلا (ابتغاءَ الخيرِ) فيه أُبادرُ |
| ظللتُ على هذين (ستينَ) حِجة |
| وخمساً وأشلائي بها تتناثَرُ |
| * * * |
| (حفائظُ أحفادٍ) وفقدُ (أحبةٍ) |
| و (عدوانُ أحداثٍ) بها الغدرُ جَائرُ |
| و (آلامُ أسقامٍ) و (طيشُ أقاربِ) |
| و (أطلالُ أقرانٍ) دحتْها الأعاصِرُ |
| مضى جُلُّهم بَعدي وأصبحتُ بعدَهُم |
| تؤرِّقُني أشباحُهُمْ والمَقابرُ |
| أولئك إِخواني الذين اصطفيتُهم |
| وهيهاتَ منهم أنْ يُنالَ التَّدابُرُ |
| * * * |
| تنكرتِ (الأخلاقُ) لولا (بقيةٍ) |
| بها أتباهي في الوَرى وأُفاخِرُ |
| وأُكبرُ فيها المُكرِماتِ سجيةً |
| وفي ضَوئِها الهادي تُضيءُ الدَّياجِرُ |
| كلفتُ بها منذُ (اليَفاعةِ) والصِّبا |
| وروضيَ فوَّاحٌ وغُصنيَ نَاضِرُ |
| يشعُّ بِها (النادي) ويأتلقُ (النُّهى) |
| ويَستلهِمُ التحليقُ منهم شاعِرُ |
| هي (الواحةُ) الخضراءُ في المَهمهِ |
| الذي تضِلُّ به الأرياحُ وهي صَراصِرُ |
| تجافى عن (الضَّراءِ) مهما تنمرَّتْ |
| وتهفو إلى (السرَّاءِ) وهي سرَائرُ |
| أعيشً (حياتي) ما بقيتُ (مُصلياً) |
| عليهم و (بالذِّكرى) بِهمْ أتعاشرُ |
| وأعجبُ ما أُصلى بهِ وبنارِهِ |
| (صنائعُ معروفِ) بهِنَّ أُضاررُ |
| وإنِّي مكبوتٌ وما من جَريمةٍ |
| سوى أنني أسخو بما أنا قَادرُ |
| وأرحمُ من يَقسو عليَّ تقرُّباً |
| إلى اللَّهِ مهما جشَّمتني الجَرائرُ |
| وأعلمُ أنَّ اللَّهَ عدلٌ قضاؤهُ |
| وما شاءَ (يَمضي) وهو للذنبِ غَافِرُ |
| وما كان ذنبي غيرَ أني (مُسالِمٌ) |
| وأنيَ مهما أسرفَ الجهلُ عاذرُ |
| ولو كنتُ جواظَاً ولو كنتُ ظَالِماً |
| إذنْ لتحاماني (الأذى) وهو صَاغِرُ |
| ولكنني والعمرُ ما امتدَّ ساعةً |
| أُكافحُ ظِلِّ الهُدى وأُصابِرُ |
| * * * |
| وما هذه الدنيا وإنْ هي زُخرِفتْ |
| سوى معبرٍ والمرءُ لَلَّهِ صَائرُ |
| تبرَّجُ أحياناً وتَسقي (عَلاقِماً) |
| ويغترُّ فيها السَّاخرُ المتجاهِرُ |
| وأفضلُ ما فيها (ادخارٌ) لموعدٍ |
| هو الحقُّ كلَّ الحقِ ليس يُكابرُ |
| (وللَّهِ منى جانبٌ لا أُضيعُهُ) |
| وذلك ما أرجوه و (العرضُ) وافِرُ |