| نَشَأتْ تحتَ سَماءٍ غائمة |
| (طفلةٌ) تحيا وتَفنى (صَائمة) |
| عالَها حِينا فلما أينعتْ |
| واشرأبَّتْ للأَماني الحَائِمة |
| عادَ (كهلاً) يعثرُ الخَطْوَ به ِ |
| وهي تَشدو في رُؤاها واهِمَة |
| ورأتْ أترابَها من حَولِهَا |
| يتنافسنَ (المُروطَ) النَّاعِمة |
| يتحسينَ (كُؤوساً) قد صَفتْ |
| ويًداعِبنَ (الثُّغورَ) البَاسِمَة |
| وهي في (رِيعانِها مَبهورةٌ) |
| تارةً تسلو وأخرى نَادِمة |
| * * * |
| وهي من نَسجِ المُنى كاسيةٌ |
| وهي من سُؤرِ (المآسي) نَاعِمه |
| راعَها (فقرُ) أبيها فبكتْ |
| وانطوتْ تشكو الهُمومَ الجَاثِمة |
| كبُرَتْ في صَدرِها (أشجانُها) |
| وهي في الخِدرِ (الفتاةُ) الحَالِمة |
| كلَّ ما تمْلِكُهُ من شَأنِها |
| أنَّها في (عُقرِها) كالسَّائِمة |
| تتلاقى في الدُّجى أسرارُهَا |
| وهي حتى عن ذَويهَا كَاتِمة |
| ذَبُلتْ أوراقُها وانصَهرتْ |
| وتوارتْ في (الزَّوايا) القَاتِمة |
| تغمُرُ الأستارَ في كلَّتِها |
| بالدُّموعِ السَّاخِناتِ السَّاجِمة |
| يُتِّمتْ من أُمِها يافعةً |
| ومشتْ بين (الغَواني) سَاهِمة |
| كُلَّما مرَّتْ بها صَادحةٌ |
| من بَناتِ (الأيكِ) أَنَّتْ (بَاغِمة) |
| يهمِسُ الشَّجوُ بأُذنيها (الهوى) |
| وهي عنهُ في حُروبٍ (قائِمة) |
| شفَّهَا السُّقْمُ طَويلاً وارتَمتُ |
| حينَ لم تَلقَ (القُلوبَ الرَّاحِمَة) |
| * * * |
| أين مِنها ذو فؤادٍ خَافِقٍ |
| يَرقأُ الدَّمعَ ويَخشى اللاَّئِمة |
| أين منها شطرُها الحاني لها |
| أين ذاتُ (العَطفِ) أينَ (الرَّائِمة) |
| أجلبَ الضَّنكُ عليها (خَيْلَةُ) |
| وتغشَّاها وأغضتْ واجِمَة |
| ثم أرادَها (أبوهَا) غِيلةً |
| (بقرينٍ) ذي قيودٍ ظَالِمة |
| لم يسعْهَا وهي في عِصمَتِهِ |
| غيرَ أنْ ترضى وتَمضي رَاغِمة |
| * * * |
| زُوَّجتْ من (مُقتِرٍ) مُعتسِفٍ |
| يَحسبُ الزوجةَ مِنه (خَادِمة) |
| عاثَ في إِخباتِها شيطانُهُ |
| فهي منه في شُرورٍ واهمة |
| مُذْ بنى منها سَقَاها عَلقماً |
| و (شَواها) بالشظايا الآثِمة |
| فاستبدَّ (الداءُ) في أحشائِها |
| وتمطى في الليالي القَاصِمَة |
| غرقَتْ في لُجةٍ من (يَأسِها) |
| وطفَتْ فَوقَ الرَّزايا عَائِمة |
| تندُبُ (الحظَّ) وتشكو ضَعفَهَا |
| يا لِهولِ البؤسِ يا للقاصِمة |
| * * * |
| وجفَاها (الزَّوجُ) في لأوائِها |
| بعدَ شهرينِ ورِيعتْ (فاطِمة) |
| و (أبوها) مُعوزٌ ذو عِيلة |
| أكلتْ منه الضُروسُ القاضِمَة |
| بلغَ (السِنُّ) به أقصى المَدى |
| فهو يَحكي (المُومِياءَ) النائمة |
| آهةٌ مكبوتةٌ يُرسِلُها |
| إِثر أُخرى من ضُلوعٍ جَاحِمة |
| وتراهُ حينَ يبدو في غِنى |
| مشرقَ الجبهةِ رغمَ الفَاقِمة |
| غُرَّ بينَ الناسِ في مَظهرِهِ |
| وامترتْ فيه الظنونُ الرَّاجِمة |
| وإذا ما الليلٌ أرخى سِترَهُ |
| ذَرَفَ الَّمعَ سُيولاً عَارِمة |
| * * * |
| حَملَ الأعباءَ قدْ ناءَ بها |
| فهو يستعجلُ (حُسن الخَاتِمَة) |
| بئِستِ الدُّنيا وما أهوَنَهَا |
| إن قضى غَماً وتلك (الغَارِمة) |
| (قصةٌ) لمْ أرْوِها تَزجِيةً |
| لِفراغٍ في قوافٍ كَاظِمة |
| إِنُّها الواقعُ لا نَدري بِهِ |
| لو دَرينا لاتَّقينا (الحَاطِمة) |
| أيُّها المُثرونَ ما أغفَلَكُمْ |
| هلْ على الأرضِ ظلالٌ دائِمة |
| فاتقوا اللَّهَ وآتوا حَقَّهُ |
| وأعينوا كُلَّ نفسٍ هَائِمة |