يا بَدرُ حولَكَ هالةٌ |
يمحو الضياءُ بها الظَّلامْ |
هي كالرَّجاءِ إذا بَدا |
والحربُ تعبثُ بالسلامْ |
ترنو لها أبصارُنا |
سَكرى تَعُبُّ من المُدامْ |
ونرودُ بين شُعاعِهَا |
أملاً تَحطَّمَ في الرِّغَامْ |
تهفو لَهُ كُلُّ النُّفو |
سِ وتستعيدُ بِهِ الجمامْ |
* * * |
لِلَّهِ في مَلكوتِهِ |
يا بدرُ سرٌ مُستَتَرْ |
هيهات يُدركُ كُنهَهُ |
إلاّ العظيمُ المقُتَدرْ |
ولكُل ما يَبدو لنا |
يوماً مَعادٌ قد قُدِرْ |
والغيبُ لا يَدري بِهِ |
مُتَقَهْقِرٌ أو منتَصِرْ |
وأرى الحيَاةَ فهلْ ترى |
مِثلي الحياةَ لمُعتَبِرْ |
* * * |
يا بدرُ دُونَك فاحصْ لي |
ما قدْ شهدتَ من الدُّهورْ |
وإنْ استطَعتَ فناجِني |
وأمِطْ عن المَاضي السُّتورْ |
أنا لا أخالُكَ نَاطقاً |
فالشِّعرُ مبَعَتُهُ الشعُّورْ |
لكنَّ صًمتَكَ حِكمةٌ |
عيَّتْ بها كُلُّ الصُّدورُ |
فاسطعْ وإلاّ فاحتجِبْ |
إن كنتَ تملِكُ أنْ تَدُورْ |
* * * |
قلْ لي برِّبكَ هل أتَا |
كَ حديثُ (شَجوى) يا قَمرْ |
إذْ كلُّ غِرٍ سَابحٍ |
تغتالُه إحدى الكبَرْ |
وكأنَّما الدُّنيا له |
رغمَ التَّوَكُّلِ والخَوَرْ |
وكأنَّهُ وكأنَّهَا |
طِفلٌ تُداعِبُهُ الأكرْ |
تلهو بِهِ رَواعةٌ |
وتقولُ (كلاَّ لا وَزَرْ) |
* * * |
يا آيَةَ اللَّهِ التي |
بُهرتْ بها كُلُّ العُيُونْ |
كمْ في الوجودِ من الجُدو |
دِ وكم هُنالِكَ من شُجونْ |
فلئنْ سَكتَّ وإن نَطقـ |
ـتَ فأنتَ أبلغُ في السُّكونْ |
سَيان أنت إذا رآ |
كَ أخو التَّعَقُّلِ والجُنونْ |
قدْ كانَ ما هو كائنٌ |
واللَّهُ يَقدِرُ مَا يَكُونُ |
* * * |
يا صَاحبيَّ تَمهَّلا |
وقِفا قَليلاً نَعتَبِرْ |
نَدَعُ الهَوى وهَوَانَهُ |
فهو البَلاءُ المُستَطَرْ |
ونلوذُ بالربِّ العَظيـ |
ـمِ إلى اليقينِ ونَذَّكِرْ |
فالدينُ فيه نَجاتُنا |
وبِهِ نَسودُ ونفتَخِرْ |
فَهلُمَّ تحتَ لِوائِهِ |
إنْ كان ثَمَّةَ مُزدَجَرْ |
* * * |
سبحانَ ذي العَرشِ الذي |
جَعَلَ الحياةَ هي الفُتُونْ |
لا شيءَ إلاَّ ما أرا |
دَ ولو تعارضتِ الظُّنونْ |
لم يغنْ عندَ قَضائِهِ |
حذرٌ ولم تُجْدِ الفُنُونْ |
فإلى الصِّراطِ المستقيـ |
ـمِ فقد يَراهُ المُبصِرُونْ |
هي نَفثةٌ ولَعلَّهَا |
(ذكرى لقومٍ يُؤمِنُونْ) |