حّي "فهداً" وآلِهِ بالقِرانِ |
وأهدِهمْ منكَ "باقةً" من تهانِ |
وقلِ المَجدُ فيكم مُسبَطِراً |
مِثلما أنت قُدوةُ الفِتيانِ |
قد تبوّأتُمُ مَكاناً عَلياً |
وتَملكتُمُ زِمامَ الأماني |
وتباريتُمُ بحِليةِ سَبقٍ |
من فَخَارٍ وفُزتُمُ بالرِّهانِ |
وتألفتُمُ سَواءً علينا |
من وراءِ "السَّراةِ" أو في العَيانِ |
كُلَّما لَجَّ في القُلوبِ حَديثٌ |
كنتُمُ فيه صِيغةً من جُمانِ |
جَعَلَ اللَّهُ بيتَكُم بيتَ صِدقٍ |
مُشرِقاً في الصَّميمِ من عَدنانِ |
يَغمرُ الخَلقَ حِلمُه في ثَباتٍ |
حضنٌ منه سَفحُهُ في الرعانِ |
كلُّ معنىً نَصحتُه في هَواكُم |
كان في الحَقِّ فلذةً من كِياني |
هو في هذه الحياةِ مُدامي |
وحَرامٌ عليَّ ما في الدِنانِ |
فانظروني فإنَّما أنا شَخصٌ |
سِرَّهُ مِثْلُ جهرِهِ في الجَنَانِ |
أثقلتني صَبابةٌ يا لَقومي |
لم أجدْ مِثلَها على هَيمانِ |
في بني مِقْرِنٍ وآلِ سعودٍ |
الكُماةِ الأُباةِ يَومَ الطِّعانِ |
الأُلى آمنوا وفي اللَّهِ عَادوا |
كلَّ ذي بِدعةٍ وذي طُغيَانِ |
المصابيحُ والبَرايا ظلامٌ |
والملَبُّونَ دَعوةَ الرَّحمنِ |
والفحولُ الشُبولُ من كُلِّ قومٍ |
تتحاماهُ سَطوةُ الأقرانِ |
والمصاليتُ والسيوفُ بُروقٌ |
والمذاويدُ عن حِمى الإيمانِ |
والمُطاعونَ في العَشائرِ طَوعاً |
ثم كُرهاً مُنَكسي الأذقانِ |
والمطاعيمُ والمَرابعُ جُدبٌ |
واليَعاسيبُ كالغُصونِ اللُّدانِ |
والمقاديمُ والخُطى قيدُ شبرِ |
عندَ زحفِ الصُّفوفِ في المِيدانِ |
والمساعيرُ والحُروبُ تَلظى |
والمَغاوِيرُ في البُرودِ الحِسَانِ |
وأسودُ العَرينِ من كُلِّ غادٍ |
هَمُّهُ أن يَزيدَ في البُنيانِ |
شيعةُ اللَّهِ في القُرونِ الخَوالي |
والمُقيمو الصَّلاةِ في اطمئنانِ |
الحريُّونَ بالبقاءِ خُلودا |
لو أُتيحَ الخُلودُ للإنسانِ |
ما شُعاعُ الشُّموسِ عنديَ إلاَّ |
مُستعيراً ضياءَهُمْ بارتِهانِ |
سَادةُ العُربِ حَسبُهُمْ مِن مَقامٍ |
أنَّهُم هَالةً على الزبْرقانِ
(2)
|
حَسبُهُمْ حَسبُهُمْ وحِسبُ المَواضي |
والعَوالي وحَسبُ كُلِّ عَنانِ |
إنَّ عبدَ العزيزِ منهم وحَسبي |
وسُعوداً وفيصلاً وكَفاني |
كيفَ والكُلُّ منهم عَبقريٌ |
هو في شَخصِهِ عَظيمُ الشَّانِ |
لستُ أدري بأيِّهِمْ أتغنَّى |
تلك واللَّهِ حَيْرَةٌ في لِساني |
فسَعوني بعفوِكُم وذّرُوني |
ما تعثَّرتُ في ذُيولي مَكاني |
أنا في حُبِّكُمْ مُعنَّىً وعني |
يأخذُ الشَاعِرونَ سِحرَ بَياني |
فاقبلوها تَهانِئاً كالدَّراري |
ما حَكى مِثلَها قريضُ "ابنِ هَاني"
(3)
|
في زفافٍ هو النعيمُ انتجاعاً |
وشذى الزَّهرِ أو ربيعُ الزمانِ |
وأبلِغوها عن أُمتي وبِلادي |
كلَّ ذي مِرةٍ على الصمانِ |
أبلغوها مَجاجةً من شَهادٍ |
كلَّ صادٍ وكلَّ ذي أشجانِ |
واجتلوها مع الضُّحى في النَّوادي |
فهي في ظِلَّكُم صَدى ألحَاني |
هي منى تحيةٌ وسلامٌ |
وولاءٌ يَفيضُ من وِجدانِي |
ومن الشِّعرِ غادةٌ من شُعورٍ |
ومن الشعرِ دُميَةٌ من دِهانِ |
فاسلكوا بي طَيَّها كُلَّ وادٍ |
نحو نجدٍ وما بِها من جِنانِ |
واسْكُبوها من عَسجدٍ أو لُجينٍ |
سالَ في ذوبه هَوى حسانِ |
وأميطوا اللثَّامَ عنها إذا ما |
أشرفَ الوَفدُ من شِعافِ القِنانِ |
إنَّها مُهجتي تحنُّ إلى مَنْ |
نحنُ مِنه نمورُ في الإحسانِ |
الأبُ الرَّحِمُ الشَّفوقُ المُفَدَّى |
زينةُ التاجِ حِليةُ الصَّولَجانِ |
الطويلُ النِّجادِ أعدلُ راعٍ |
سَارَ في حُكمِهِ على بُرهانِ |
البعيدُ القريبُ في كُلِّ صَقْعِ |
السميعُ المُجيبُ للفرقانِ |
المُضحّي بِكُلِّ ما هو غَالٍ |
في هُدى شعبِهِ الرَّغيدِ الهَاني |
من بنى دولةً وشيَّدَ عَرشاً |
ومشى الخَيَزلى على التِيحانِ |
الكريمُ السَخيُّ ربُّ الأيادي |
مَوئِلُ الدينِ والتُقى والحَنانِ |
هادمُ الظُلمِ قَامعُ الشِركَ مَهوى |
كلِّ قلبٍ يَرِفُّ بين الحَواني |
إنَّه آيةُ العُصورِ نَراها |
في الهُدى في النَّدى وفي العُمرانِ |
شهِدَ الناسُ أنَّهُ خيرُ مَلِكِ |
شَايعَتْهُ الحُظوظُ و "الحَرَمانِ" |
هو في عَزمِهِ شَماريخُ رَضوى |
وهو في وَعظِهِ نُهى لُقمانِ |
عاشَ بالعِزِّ والجَّلالِ طَويلاً |
وبنوه كَواكبُ الأوطانِ |
وسعودٌ وفيصلٌ وبنوهم |
ما شَدا سَاجعٌ على الأفنانِ |