| (بَنوكَ) بآفاقِ (السُّعودِ) (بُدورُ) |
| وطَرفُك فيهم ما نَظرتَ قَريرُ |
| عَجبتُ أهم منك استمدوا ضياءَهم |
| أم البدرُ منهم فالمَطالِعُ نُورُ |
| بلى؛ إنَّهم أقمارُنا في تَمامها |
| إذا ائتلفتْ للمُجتلينَ شُهورُ |
| فمن يُلحني؛ إن رحتُ أهتفُ أنَّهم |
| كواكبُ مجدٍ في ذُراكَ تَدورُ |
| أبى اللَّهُ إلاَّ أن يَكونوا كَواكباً |
| لها في مَناطِ الفرقدينِ ظُهورُ |
| جلالُك فيهم مُشرقٌ وجدودُهم |
| كَجَدِّكَ تغلو في جَناهُ مُهُورُ |
| فما إن سَمِعنا ما رأينَاهُ فيهُمُ |
| مَيامين إلا أن تكرَّ عُصورُ |
| كأنهُم فينا الشُّعاعُ توسَّمتْ |
| به الأرضُ واجتاحَ الرواحَ بُكُورُ |
| كأن جوازي الخيرِ فيهم شَواهدٌ |
| عليك بأنَّ الخيرَ فيك وَفِيرُ |
| إذا وُلدَ المولودُ من آل فيصلٍ |
| تلقَّتْهُ أيدٍ (للهُدى) وحُجورُ |
| تُسَرُّ به التَّقوى وتَزهو به العُلى |
| وتشدو قُلوبٌ حَولَهُ وثُغورُ |
| ويَعْبَقُ منه الطِّيبُ حتى كأنَّه |
| ربيعٌ تشذّى عِطرُهُ وزُهورُ |
| أُبوَّةُ صدقٍ في البَنبنَ تَمثلتْ |
| فمنهمْ " أُسودٌ " في الوغى ونُسورُ |
| فمرحى (لدينِ اللَّهِ) إذ هُم حُماتُهُ |
| وكلُّ فتىً منهم عليه غَيورُ |
| همُ الفجرُ في التاريخِ والصُّبحُ والضُّحى |
| وأنت لهم في الخافِقَينِ (سُفورُ) |
| سَبحتُ إليهم في الخيالِ كأنني |
| بغيرِ جَناحٍ في السَّماءِ أطيرُ |
| فشاهدتُ ما يبنونَ أبلَق شامخاً |
| عليه من اللَّهِ المُهيمِنِ سُورُ |
| تُناطحُ أعرافَ السَّحابِ فروعُه |
| وتثبُتُ منه في العُبابِ جُذورُ |
| تمرُّ به الأجيالُ وهي مَواكبٌ |
| وتَحرسُهُ الأملاكُ وهي حُضورُ |
| أقاموه (والأيامُ) صَرعى كأنَّها |
| (ليالٍ) تَغَشَّى سَمْكُهنَّ فُطورُ |
| دَجوجيَّةٌ أما الضَّلالُ فسِرُّهَا |
| غُلواً وأما جَهرُها ففُجُورُ |
| منابرُه (التوحيدُ) في كلِّ فترةٍ |
| عليها بشيرٌ منهمُ ونَذيرُ |
| فأيقنتُ أنَّ اللَّهَ أعلمَ بالأُلى |
| يُريدون نصرَ اللَّهِ وهو قَديرُ |
| وأنَّهمُ للدين لا شكَّ مأزَرٌ |
| وأنَّ له بعد العَفاءِ نُشُورُ |
| لقد شَدَّ ما أغروا بياني بَصرحِهِم |
| وقد سالمتْهُ فاستقرَّ دهورُ |
| وما شيدوا إلا الذي اللَّهُ يَرتَضي |
| وربُّك بالمستنجزِيهِ خَبيرُ |
| كأنيَ بالدُّنيا وقد مَررتُ بها |
| شياطينَ إنسٍ بالعُتُوِّ تَمورُ |
| يدينونَ بالبَغي المُقنَّع والهَوى |
| ويَطغى عليهم في الحَياةِ غُرورُ |
| قُساةٌ جُناةٌ مُلحدونَ كأنَّهم |
| وكورُ فَسادٍ في الورى وجُحورُ |
| أباليسُ هَدَّامُونَ يُلقونَ غيَّهمْ |
| إذا صافحتهم بالعذابِ سَعيرُ |
| وما اللَّهُ عما يَعملونَ بغافلٍ |
| وكُلُّ امرىءٍ يَوماً إليه يَصيرُ |
| وإنَّ لنا في (شِرعةِ الحقِّ) موئلاً |
| نُجَارُ بهِ في ظِلِّكُمْ ونُجِيرُ |
| نعضُّ عليها بالنَّواجِذِ لا نَرى |
| سِوى نَهجِهِ نَهجاً عليه نَسيرُ |
| وفي (بيتِكُم) عرشُ العُروبةِ قَائمٌ |
| (وتاجُ) المُفدَّى سَاطعٌ ومُنيرُ |
| وفي آلِكُمْ حِرزٌ لِدينِ (مُحمدٍ) |
| وويلٌّ على أعدائِهِ وثُبُورُ |
| وفيكم لَعمرُ اللَّهِ شرٌّ تُذيعُهُ |
| أياديكمُ البيضاءُ وهي بُحورُ |
| سَخاءٌ وبِرٌّ وامتنانٌ ورَحمةٌ |
| كما انْهلَّ وبلٌ واستهلَّ مَطيرُ |
| يفيضُ بها (عبدُ العزيزِ) سَحائِباً |
| تُرَفهُ أكواخٌ بها وقُصورُ |
| سيجزِيهِ عنَّا اللَّهُ ما هو أهلُهُ |
| كما هو فيه كاليءٌ ونصيرُ |
| وأنتم لهذا الشعبِ ذخرٌ وإنَّه |
| لشعبٌ بما تَحْبُونَهُ لَجَديرُ |
| يبادلُكُمْ بالفضلِ حُباً وبالنِدى |
| ولاءً وشَعري من صَداهُ شُعورُ |
| فكيف ولمْ لا نَحْمَدُ اللَّهَ كُلَّمَا |
| أطلَّ علينا من (بِنيكَ) أثيرُ |
| تبوّأ ممنوعَ القُلوبِ ومُهِّدَتْ |
| له أذرعٌ مَحفوفةٌ ونُحورُ |
| وما أنا بالمشغوفِ فيه بِمُفردي |
| ولكنَّه شعبٌ إليك شَكُورُ |
| فأكرِمْ بمن تَاريخُهُ كانَ فألُهُ |
| هو (السَّعْدُ) حظٌ ما زَها وَحبُورُ |