| هلْ حَكى البدرُ حُسنُه في استوائِه |
| ليلةَ التمَّ قد كَسَا بِضيائِهْ |
| (فيصليُّ) كأنَّهُ الشمسُ تجري |
| أو هُوَ الغيثُ مُشرقٌ في صفائِهْ |
| كلُّ عينٍ إليه بالحُبِّ تَرنو |
| قبلَ إهلالِهِ وبعدَ نِدائِهْ |
| فكأنَّ الأريجَ مِنه زُهُورٌ |
| وكأنَّ الرَّبيعَ بعضُ روائِهْ |
| خفقتْ حَولَهُ القُلوبُ سُروراً |
| وهفتْ كلُّها إلى استجلائِهْ |
| وتغنَّى "الحجازُ" فيه ابتهاجاً |
| ومَقاصِيرُهُ وعينُ ظِبائِهْ |
| لُحونٍ كأنَّما أنا منها |
| في رُبا الخُلدِ سابحاً في فَضائهْ |
| أتغشى النَّعيمَ حُلةَ فخرٍ |
| يومَ ميلادِهِ وطيبِ لِقائِهْ |
| مُلهماتٌ بكل بَيضاءَ رودٍ |
| ذاتِ دَلٍّ تَميسُ في صَهبائِهْ |
| يَحسَبُ الناسُ أنَّها من بَياني |
| وهي من (فيصلٍ) صَدى آلائِهْ |
| * * * |
| ولئن كنتُ قد نَظمتُ اللآلي |
| في سُلالاتِهِ وفي آبائِهْ |
| ما أراني أبحتهم من فُؤادي |
| غَيرَ شَعبٍ أذَعتُ سِرَّ وفائِهْ |
| كُلُّنا الدَّهرَ في (أبيهِ) قُلوبٌ |
| تتلاقى على ضِفافِ ولائِهْ |
| وعلى نَهجِهِ نسيرُ ونمضي |
| في ضُحى عَزمِهِ وظِلِّ لِوائهْ |
| في رَشادٍ وطاعةٍ وأمانٍ |
| ونَماءٍ يشيعُ في أذوائهْ |
| نِعَمٌ نُحَمِّدُ الإلهَ عليها |
| كُلَّمَا لَجَّ مُخبِتٌ في دُعَائِهْ |
| * * * |
| أنا مَا عِشتُ أشكرُ اللَّهَ فيه |
| بأغاريدَ جُلُّها في ثَنائه |
| خالداتٍ على المَدى في بنيهِ |
| (وبينِهِمْ ) خلودَه في بِنائِهْ |
| مغرياتٍ تَروقُ في كلِّ جِيلٍ |
| لم يَشُبْه جديدهُ بريائهْ |
| * * * |
| إن عبدَ العزيزِ أفضلُ راعٍ |
| شيَّدَ المُلكَ بعدَ طُولِ عَفائِهْ |
| وشفا الدِينَ والعُروبةَ طُرّاً |
| من سِقامِ الهَوى ومِن أوبَائِهْ |
| صَاغَهُ اللَّهُ من صَحائفِ نورٍ |
| فهو كالصُّبحِ هَادياً بِضِيائِهْ |
| * * * |
| يا أبا الصِيدِ في بَنيكَ سَيبقى |
| سُؤددُ العُربِ شَامِخاً بآبائهْ |
| وخليقٌ بنا وأنت المُهنّا |
| أن نُهنّي "الأميرَ" في "أبنائِهْ" |
| ونُهني البنينَ فيكَ ونَشدو |
| بأبٍ يسلُبُ النُّهى بذِكائِهْ |
| حَمَلَ العِبءَ يافِعاً وصَبياً |
| ومَشى فَيلقاً على أعدائِهْ |
| واستمالَ الخُصومَ حتى استقادوا |
| بِقِرى بأسِهِ ورِفقِ حِبائِهْ |
| * * * |
| أكبرَ الشرقَ ما رأى الغربُ فيه |
| عبقرياً مُشيَّعاً بدِهائِه |
| إنما أنت للجزيرةِ سِترٌ |
| ذهبيٌّ يَرُوعُ في لألائِهْ |
| سجَّلتْه المَواقفُ البيضُ تُجلى |
| لامعاتٌ تشعُّ في أثْنائِهْ |
| رتَقَتْ بالحُسام فتقَ الليالي |
| وروتْ بالنجيعِ ظاميءَ مائِهْ |
| (وحِجًى) يَهتِكُ الحجابَ عَتيدٌ |
| يسبِقُ الأمرَ مُقبلاً من وَرائِهْ |
| وأيادٍ إذا رَوى المُزنُ عنها |
| آذنَ الجَّدبُ محلَهُ بجَفائِهْ |
| ليتَ شعري وما عَسى لَيتْ تُجدي |
| أيَّ سِحرٍ جَذبتني بِرِشائِهْ |
| إنَّما الحَقُّ أنَّكَ الفَذُّ تَعنو |
| دونَ أخلاقِه رُقي شُعَرائِه |
| * * * |
| زادكَ اللَّهُ كُلَّ يومٍ سُعوداً |
| وحُظوظاً تُمَدُّ في أفيائِهْ |
| فاهْنَ بالكوكبِ الجديدِ ورَتِّلْ |
| سُوَرَ الحَمْدِ واغتبطْ بِرِضائِهْ |
| ولتعشْ للبلادِ (والتاجِ) ذُخراً |
| ما شَدا سَاجعٌ على أرجائِهْ |
| ولعبدِ
(2)
الرَّحمنِ فأل سعيدٌ |
| شطرَ بيتٍ ظفِرتُ باسْتِحيائِهْ |
| هو تاريخُهُ الجميلُ وِفَاقاً |
| جدَّ بَدر يَظلُ في عَليائِه
(3)
|