(بحورُ) ندى أنهارُهُنَّ (روافدُ) |
فبوركَ (مولودٌ) وبوركَ (وَالِدُ) |
ويا حبَّذا يومٌ تهلَّلَ بِشرُهُ |
وهلَّ بهِ في غُرةِ الشهرِ (رَائدُ) |
له المجدُ كنزٌ في (أبيهِ) و (جَدِّهِ) |
(وجَدِ أبيهِ) طارفٌ ثم تالدُ |
يُحاكي ضِياءَ البدرِ نورُ جبينِهِ |
وتُشرقُ فيه بالثناءِ المَعاهِدُ |
* * * |
فأعظِمْ (بعبدِ اللَّهِ) وهو ابنُ (فيصلٍ) |
وواسطةِ العِقدِ ازدهتْه الفَرائِدُ |
(أميرٌ) زكتْ أعراقُهُ وتفرَّعتْ |
وطافتْ بِهِ من جَانبيهِ المَحامِدُ |
نمتْهُ عرانينُ العُلا في صَميِمهَا |
إلى فَلكٍ تَختالُ فيه الفَراقِدُ |
إلى النَّسبِ الوَضَّاءِ والحَسَبِ الذي |
تغضُ له طرْفَ الهَوانِ الحَواسِدُ |
إلى كُلِّ مَوهوبٍ إلى كُلِّ واهبٍ |
مَصادِرُه مأمونَةٌ والموارِدُ |
إلى خيرِ (جدٍ) زَيَّنَ (التاجَ) فرقُهُ |
وخيرِ (أبٍ) ترنو إليه المَشاهِدُ |
* * * |
أولئك أقطابُ العروبةِ والأُلى |
أقاموا لنا الصَّرحَ الذي لا يُناهِدُ |
مصاليتُ يومِ الرَّوعِ ذُؤادُ أمةٍ |
بهم ولَها فيهم تَتِمُّ المَراشِدُ |
كأن السحابَ الجُونَ منهلُ سيبهم |
إذا ما استفاضتْ بالغمامِ الفَدافِدُ |
شِعارُهُم (التوحيدُ) (والعدلُ) (والهُدى) |
(وبيضُ الظُّبا) والضَابِحَاتُ الهَواجِدُ |
كواكبُ تَزهو كلَّ أفقٍ ومَطلَعٍ |
ومن دُونِهِمْ شُهبُ النُّجومِ رَواصِدُ |
إذا ما انتختْ عَدنانُ فيهم تَدرَّعتْ |
بكلِّ كُميٍّ ثَقَّفتْه الشَّدائدُ |
بكل طَويلِ البَاعِ أروع باسلٍ |
إذا اضطربتْ بالخَافقَينِ القَواعِدُ |
هُمُ قادةُ الهَيجاءِ والسلمِ والتُّقى |
وأكرمُ من نَيطتْ إليه القَلائِدُ |
قلائدُ صِيغتْ من نُضارٍ وعَسجَدٍ |
لها في بني عبدِ العزيزِ مَعاقِدُ |
فما مِنهُمُ إلاَّ الذي هُو جَحفَلٌ |
وما مِنهُمُ إلاَّ الذي هوَ قَائِدُ |
وما مِنهُمُ إلاَّ الألدُّ على العِدى |
وما مِنهُمُ إلاَّ الحَبيبُ المُساعِدُ |
* * * |
كأنَّ المروَجَ الخُضَرَ أخلاقُ (فَيصلٍ) |
إذا انتجعتْهُ الأماني القَواصِدُ |
كأنَّ لهُ في كُلِّ قلبٍ وناظِرٍ |
رِهائنُ حبٍّ أعلنتْه الشَّواهِدُ |
كأنَّ " ملاكاً" شاخصاً من بُروجه |
فلم يُلفَ إلا وهو لِلَّهِ سَاجِدُ |
ولمْ يَدْنُ مِنهُ غَيرُ مَن هُو شَاكِرٌ |
ولم ينأ عنه غَيرُ من هُوَ حَامِدُ |
* * * |
وما اختَرتُ قَرضَ الشعرِ يَوماً صَنَاعةً |
ولكن بِرغميَ فيهمُ يتواردُ |
كأنَّ فُؤادي فيه مُجمراً |
أو الندّ إلاَّ أنَّهُ يَتصَاعَدُ |
فذلك هجِّيراي ما كنتُ نَاطِقاً |
تَزفُّ إليهم من بَياني الخَرائِدُ |
عرائسُ يغلو مهرُهَا بِقَبُولِهِمْ |
إذا رَخُصَتْ لِناظِمِيها القَصَائِدُ |
* * * |
فلو عِشتُ دَهري أُنشِدُ الشِّعرَ مأربي |
لأعجزني فيهم بما أنا نَاشِدُ |
وكيفَ بُلوغي ذلك الشَأوَ بَعَدَمَا |
تقَهقرَ عنه المُدرَكُ المُتباعِدُ |
* * * |
على أنَّنا والحَمدُ لِلَّهِ كُلُّهِ |
نُشاطِرُه البُشرى بِمن هُوَ وافِدُ |
ونتلو التَّهَاني مُشرِقَاتٍ كأنَّها |
ضُحى الغَيْثِ أو غيثُ الضُّحى المُتعاوِدُ |
بمقدمِ مَيمونِ النقيبةِ سَيِّد |
وهل كان منهم غيرَ من هوَ سَائِدُ |
أطلَّ وحظُّ الناسِ في (ظِلِّ جَدِّهِ) |
عظيمٌ وكلُّ بالحقيقةِ شَاهِدُ |
فمَرحى به مَرحى لهُ ولآلِهِ |
وللدِينِ والدُّنيا بما هو جَامِدُ |
أُعوِّذُهُ باللَّهِ مِن كُلِّ طَارِقٍ |
وأدعو له بالحِفظِ ما افرَّ رَاعِدُ |
وأسبقُ الأحقافَ فيه إلى غَدٍ |
لأنظرَ جَدواهُ وما هُو شَائِدٌ |
وألتمسُ الإصلاحَ فيه بأنَّهُ |
سُلالةُ عَرشٍ وطَّدتْهُ العَقائِدُ |
هُنالكَ أسرارُ الأبوةِ كلُّها |
وأفضلُ ما يبني البَنونَ الأماجِدُ |
وقدْ قُلتُ في تاريخِهِ مُتفائلاً |
وفُودك سعدٌ في المُشيدِ خَالِدُ |