لكَ مِن جهادِكَ ما سَلَفْ |
فَصِلِ الخُطى نحوَ الهَدفْ |
واسجعْ فصوتُك مُطرِبٌ |
كالعندليبِ إذا هَتَفْ |
واسلُكْ سبيلَكَ دائباً |
مَهما أصابَكَ من دَنَفْ |
واجلُ الحقيقةَ واقْتبِسْ |
نورَ (النُّبوةِ) و (السَّلَفْ) |
وأنرْ بمشكاةِ الهُدى |
طُرُقَ الحياةِ لِمنْ وَقَفْ |
* * * |
(صوتُ الحجازِ) تحيةً |
لك في (شَبابِكَ) تُؤتَنَفْ |
مضتِ الطفولةُ فانتهزْ |
فرصَ (الرُّجولةِ) والشَّغفْ |
وأعِدْ على أسماعِنَا |
عَبَر الحَوادِثِ والطُّرَفْ |
وارهفْ يَراعَكَ أنَّهُ |
تِرياقُنا إِمَّا رَعِفْ |
واشحذْ عزائمَ أُمةٍ |
كانت تعيشُ مع الصَّدفْ |
فتحللتْ أخلاقُها |
وتعثَّرتْ يا للأَسَفْ |
* * * |
مضتِ القرونُ مُلِحَّةً |
ولِكُلِ جانٍ ما اقترفْ |
والجهلُ في ظُلماتِهِ |
كاللَّيلِ أجهزَ واكتَنفْ |
فإذا (المَهابِطُ) ثروةٌ |
عبثتْ بها أيدي التَّلفْ |
أبكى العيونَ ضَياعُها |
ومَرا القلوب بها انتزَفْ |
جُمعتْ لنا أهواؤنا |
سوءُ الكَيلةِ والحَشَفْ |
* * * |
أين المُلِحُّ بوعظِهِ |
في (المَسجدينِ) كما اتَّصفْ |
أين المُصيخُ بسمعِهِ |
(للعِلمِ) يختارُ الشَّنفْ |
أين (الدَّوِيُّ) أو (الدُّوِيُّ) |
أو (الصريرُ) أو الصُّحُفْ |
أين التنافسُ والتَّدا |
رُسُ والتنادُرُ والتُّحَفْ |
اين "الإِجازةُ" في الفنو |
نِ لمن أجادَ أو اعتَرفْ |
أين (الروايةُ) و (الدِّرايةُ) |
والبيانُ (المُطَّرَفْ) |
أين (الصُّفوفُ) محيطةٌ |
بالمهتدينَ (أوالصُفُفْ) |
البحرُ غاضَ فهل له |
ثَمَدٌ وهل فيه لَعَفْ |
أم جَفَّ أم هو لم يَزلْ |
كالعهدِ عَذبُ المُرتَشفْ |
لا شيءَ إلاّ سيرةٌ |
كالأمسِ أدبَر وانصرفْ |
مُنيتْ بأخسرِ صَفقةٍ |
فيمن أشاحَ أو انحرفْ |
يا مُهرِقَ الدمعِ استفقْ |
يكفيكَ منه ما وَكَفْ |
لا تَيأسنَّ فرُبَّما |
صَحَّ السقيمُ بما اسْتَشفْ |
هي غمرةٌ وصباحُها |
دُرٌ يُبايِنُهُ الصَّدَفْ |
* * * |
عِزُّ "الحجازِ" وأهلِهِ |
"بالدينِ" أشرقَ وانكشفْ |
وبغيرِهِ ما إنْ نَجدْ |
"دُنيا" ولا يَبقى نَصَفْ |
وبهِ إذا عُدنا يَعُدْ |
ماضي الكرامةِ والأَنَفْ |
فهلُمَّ نَستعجل الشعا |
ع فقد تضاءَلَ وانخسَفْ |
ونعدَّ عاديةَ الضَّلا |
لِ بما أباحَ وما التقَفْ |
سرُّ الفضائلِ كُلِّها |
صونُ "العقائدِ" والشَّرفْ |
ما في وُقوفِكَ ساعةً |
حولَ "العوائِدِ" من جَنَفْ |