سَألتُ شمسَ الضُّحى والبدرَ مُكتملاً |
ما بالُ ضوئِكُما فوقَ الذي سَبقا |
أتستمدانِ هذا الضَّوءَ من فَلَكٍ |
أعلى سَناءٍ فقالا رُبَّمَا اتفقا |
وحَاولاني مَلياً أن أَقيلَهُما |
هذا السُّؤال وكادا ينضحَا عَرَقا |
فلم أزلْ بِهما أبغي اعترافَهُمَا |
فاستمسَكَا وخَيالي كان مُنطلقا |
فقلتُ إنْ صحَّ حَدسي فهو "فَيصلُنا" |
فمُذْ أطلَّ أضاءَ الأفْقُ وأتَلَقا |
واستشعرَ الناسُ ما يَعيا البيانُ بِهِ |
مَسرةً ونعيماً فيه مُتَّسِقا |
فأذعَنا واستسرّا في حَديثِهِما |
كيلا أبوحُ بِهِ جَهراً ومَا وَثِقا |
فبحتُ غيرَ مُداجٍ بالذي اعترَفا |
والمرءُ أكملُ إيماناً إِذا صَدَقا |
فانظرُ إليه تَرى السِيماءَ ناطقةً |
واملأَ برؤيتِهِ الأسماعَ والحُدُقا |
كأنَّه وكأنَّ الشعبَ حيثُ بَدا |
الغيثُ في الجَدبِ سَحاً صيِّباً غَدِقا |
وإنما هوَ فِينا نعمةٌ عَظُمتْ |
للَّهِ يَشكُرُهَا من خَطَّ أو نَطَقَا |
نرنُو إِليه بإعجابٍ نشيدُ بِهِ |
في كُلِّ ما زانَ إنْ خَلقاً وإنْ خُلُقا |
فالحمدُ للَّهِ أنْ قد عدتَ مُبتهجاً |
في صِحةٍ ونراكَ اليومَ مؤتَلِقا |
ولا زالَ وجهُك وضاحاً ودامَ لنا |
بك الهناءُ الدهرَ مُعتَلَقا |
هذا دُعائيَ من قلبي يُردِّدُهُ |
شعبٌ أراهُ على ما قلتُ مُتَّفِقَا |