كمثلِك يوماً يا "فؤادُ" سنُدفَنُ |
وأتى لنا التأبين أو من يؤبنَ |
تخادعنا الدنيا بما هو فتنة |
ويصحو على أقداره المتحيِّن |
ونعدو وما ندري متى هوَ يومنا |
ونغترُّ بالآمال فيها ونُفتن |
ومِنْ حولنا تمضي النعوشُ حثيثةً |
بمنْ هم نراهم لا مشاحة أحسن |
ونشكو وما يدري بنا غيرُ ربِّنا |
ونقضي ومنا العظمُ بالعجزِ يوهن |
ونحن نشاوَى بالقوافي نصوغها |
وفيها نسجي غرة ونكفن |
لئن لم نُشَيّع بالرثاء فحسبنا |
من الله ما يرضى به وهو أضمن |
عسى اللَّهُ أن يعفوَ ويصفحَ ما به |
صحائفنا بين الصفائح ترهن |
أبا عزة طوباك فيما ادخرته |
تراثا هو الإثراء بل هو أثمنُ |
تضمخ منه بالعبيرِ وبالشذى قـ |
ـلوب كهداب الدمقس والسن |
تسطع منه الشمسُ في غسق الدجى |
ومنه بك المجد الأثيل يدون |
كواعبُ ما بين الأخاشب مرد |
وبين الرياض الحر وهي تزين |
وفي بردى والنيل منها شقائق |
وفي تونس الخضراء ورد وسوسن |
فما كنت إلا يا "ابن شاكر" دوحةً |
بها كل ذي قلب سليم يدندن |
لك الأثرُ الباقي الذي هو شاهد |
بأنك موهوبٌ وأنك أبين |
تغمدك الرحمنُ منه برحمةٍ |
بها أنت في فردوسه تتأمن |
وعوّضنا عنك المودة في الأُلى |
نراك بهم تحيا طويلاً وتحسن |