أفحلتَ، فأنعمْ بما قدمت منْ حسنِ |
واستوف أجرك أضعافاً – "أبا الحسنِ" |
ما أنت ترثى، ولكن الرثاءَ – لمنْ |
يكاد بعدك أن يفنى – من الحزن |
* * * |
طوباك بالخير، كلُّ الناسِ تذكرهُ |
مذ كنت تبذله – في السِّر والعلنِ! |
ولن يموتَ الذي تحيا "مآثرهُ" |
كلا!! وإنك من يبقى على الزمنِ |
* * * |
أنفقت عمرك.. ترعى كلَّ صالحةٍ |
دون اغترارٍ، ولا حقدٍ ولا ضغنِ! |
واجتزته (هادئاً) في غير ما جزعٍ |
طلقاً، كريماً، سليم القلب، والجننِ!! |
* * * |
تزدادُ (حباً) - وتقديراً، وتكرمةً |
في (الطيبين) - وبين الأهل والوطنِ!! |
خلائق لكَ ليست غيرَ موهبةٍ |
ممن حباك بها.. صينتُ من الدرنِ!! |
آمنت أنك، والآثار شاهده |
(حيٌّ)! وإن أنت قد أُدرِجت في الكفن!! |
* * * |
إن الفناء، مصيرُ الخلقِ قاطبةً |
أما البقاءُ.. فللمعروف بالمننِ!! |
وما (الحياةُ) سوى (حلمٍ)، ويقظتهُ |
إن يبغت (الموتُ) منا كلَّ مرتهنِ!! |
وكل ما قبلهُ، عبر المدى (كبدٌ) |
يشتد فيه انصهارُ الروحِ، والبدنِ!! |
* * * |
إني لأهرق دمعي فيك ممتزجاً |
به (ذكائي)، وأدنو منك في وهنِ!! |
وقد فجعتُ بنجم قد هوى، وبه |
هول (المصيبة) أفضى به إلى اللكن!! |
* * * |
لئن بغتنا بها خرساء – ناطقةً |
أصم (ناعيك) فيها كلَّ ذي أذنِ |
فقد ألحت بها "الذكرى" تهيب بنا |
إلى "النجاة" وتحمينا من المحن!!! |
* * * |
عيَّ الخيالُ بها "دنيا" مزورةً |
حاشا الذي هو فيها اعتد بالفطن!! |
وقدم اليوم – ما يلقاه في غده |
مضاعفاً من ظيم الأجرِ والثمنِ!! |
* * * |
وأنت، ما كنت إلا في تقلبها |
مشيع القلب؟؟ مزوراً عن الفتنِ!! |
فأرجع لربك – مرضياً – منازله |
أرائك الخلد – واصعد غير ذي إحن!! |
وفي (بَنِيكَ) – عزاءٌ فيك عن رجلٍ |
هو المثالُ لهمْ في الهديْ والسُّننِ!! |